لا يعرف تلك الأسرار والأحوال إلا خالق الخلائق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

لا يعرف تلك الأسرار والأحوال إلا خالق الخلائق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


09-14-2020, 06:48 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1600062501&rn=0


Post: #1
Title: لا يعرف تلك الأسرار والأحوال إلا خالق الخلائق !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-14-2020, 06:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يعرف تلك الأسرار والأحوال إلا خالق الخلائق !!

يجري على هؤلاء المسئولين بالسودان ذلك الجدل المغطي بقلة الذكاء والنباهة .. وأغلب هؤلاء المسئولين بالسودان يقيسون المقاييس بمقدار أحوالهم الذاتية تلك المستقرة .. ويجهلون كلياً أن السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني يداري ويخفي تلك الأوجاع والدموع خلف أستار العفة والحياء .. وكذلك يجهلون كلياً أن تلك الأسر السودانية لا يعرف ظروفها وأحوالها في الأيام الأخيرة إلا رب العرش العظيم .. وبالمختصر المفيد فإن السواد الأعظم من أفراد الأمة السودانية تسري عليهم حقيقة تلك الآية الكريمة : ( لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى ٱلْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَٰهُمْ لَا يَسْـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافًا ۗ ) .. فمن صفات ذلك الإنسان السوداني أينما يتواجد في بقاع البلاد أن يخفي تلك المعاناة وشدة الحاجة ويظهر وكأنه من أغنى الأغنياء !! .. فهو ذلك الإنسان السوداني الذي دائماً وأبداً يتمسك بستر الحال وعزة النفس .. إنسان عفيف ذو حياء مبالغ يعاني ويكابد أشد ألوان المكابدات ،، وفي نفس الوقت هو ذلك الإنسان البشوش الضحوك الذي لا يشتكي ولا يتذمر بذلك القدر الملول .. فهو دائماً وأبداً يبدي تلك الابتسامة العريضة في الوجه حتى ولو كان لا يملك ما يسد الرمق في الدار .. وتلك السمة الطيبة قد جعلت من تلك الحكومات السودانية المتوالية أن تظلم الإنسان السوداني بذلك القدر الكبير .. وهؤلاء الأفراد الذين عاشوا في بلاد الغير يعرفون جيداً كيف أن تلك الحكومات تهتم بشعوبها في الصغيرة والكبيرة .. وشتان بين حياة الإنسان في تلك الدول العادلة المنصفة وبين حياة الإنسان في هذا السودان .

منذ سقوط النظام البائد والشعب السوداني يعيش في كنف المجهول .. ويعيش تلك الحياة المتردية القاسية ليلاً ونهاراً في كافة مجالات الحياة .. ومع الأسف الشديد لم يمتطي المنابر ذلك المسئول الذي يزرف الدموع من أجل أحوال الشعب السوداني .. فهؤلاء المسئولين في الحكومة الحالية بالتأكيد ومائة في المائة لا يكابدون ولا يواجهون تلك الويلات والأوجاع في ظروف أحوالهم ومعيشتهم كما هو الحال بالنسبة للسواد الأعظم من الشعب السوداني .. وحين يتحدث مسئول من المسئولين في الحكومة الحالية لا يتحدث مباشرة عن أحوال الأمة .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك الغلاء الفاحش الذي يضرب البلاد .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار عند رأس كل ساعة .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين لا يذوقون طعم اللحوم لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين لا يذوقون طعم الفواكه لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين لا يذوقون طعم الألبان لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين لا يذوقون طعم الأسماك لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين لا يذوقون طعم الدجاج والبيض لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك القطاع الكبير من أفراد الأسر السودانية الذين يعجزون عن شراء سلعة السكر لشهور وشهور .. ولا يتحدث إطلاقاً عن تلك الصفوف أمام المخابز والوقود .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك الانفلات الأمني في البلاد .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ذلك التهريب والتلاعب في الدولار .. ولا يتحدث إطلاقاً عن ارتفاع أسعار الأدوية بتلك المعدلات الجنونية .. بل هو ذلك المسئول السوداني الذي لا يواجه أية مشكلة من مشاكل العيشة والحياة .. ولذلك فإن المسئول السوداني لا يحس إطلاقاً ولا يعيش تلك الظروف القاسية في حياته كالغلابة من أبناء الشعب السوداني .. بل دائماً وأبداً يتحدث عن تلك الخزعبلات الفارغة التافهة التي لا تقدم ولا تؤخر ولا تمس حياة الإنسان السوداني .. وهي تلك الخزعبلات الفارغة التي تتحدث عن تلك التباشير في مستقبل الأيام .. وهي تلك النسخة المطابقة من التباشير الفارغة التي أضاعت البلاد لستين عاماً .

الأمة السودانية الأبية الطيبة قد تعودت أن تتحمل الأوجاع والظروف الحياتية القاسية المريرة بمنتهى الصبر والشجاعة .. وقد فاقت في صبرها صبر أيوب عليه السلام .. وهؤلاء المسئولين في ظلال كافة الحكومات التي مرت بالبلاد كانوا ومازالوا يتجاهلون تلك الظروف الحياتية القاسية التي يكابدها الإنسان السوداني .. وكانوا يتهربون دائماً من ذلك الواجب الذي يفرض عليهم العمل ليلاً ونهاراً لإراحة ذلك الشعب الصبور الطيب .. وهو ذلك الشعب السوداني الوفي المخلص الذي تعود أن يستقبل تلك الحكومات بالتصفيق والهتافات والتهليل عند مقدم كل حكومة جديدة ،، ثم يخرج خائباً في نهاية المطاف !.