اليوم مرت 6262 سنة على كرمة النُزل حيث نزل ابونا آدم من الجنة ؟ بقلم:ثروت قاسم

03:05 PM September, 11 2020

سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر

[email protected]

كل عام وانتم بخير .
اليوم الجمعة 11 سبتمبر 2020 ، تبدأ السنة الكرمية 6262، حسب تقويم ورزنامة كرمة النُزل . اليوم تبدأ فاتحة السنة الكرمية التي نتمنى ان تحتفل بها البروفسور آمال محمد عزالدين ، والي الولاية الشمالية مع مواطناتها ومواطنيها في الولاية .
كيف عرفنا ذلك يا حبيب ؟

نبؤني بعلم ، إن كنتم صادقين .

أمضى البرفسور شارل بوني ، علم الآثار السويسري ، 55 سنة متواصلة ، وهو ينقب في آثار دولة كرمة .


حفريات البروفسور شارل بوني وإكتشافاته برهنت بالبيان بالآثار المُكتشفة ان اول تجمع إنساني في التاريخ ، كان في كرمة ، وكان إنسان كرمة اول من إستأنس البقر الوحشي ، وشرب من لبنه ، وأول من خاط الثياب ، وأول من كتب بالقلم ، وأول بدأ التقويم الكرمي السنوي في 13 شهراً وليس 12 شهرا كما في التقويم الهجري والتقويم الافرنجي .

وكانت هذه وتلك من إختراقات وعبقريات وسابقات ، قبل 4242 سنة قبل ميلاد الوجيه الذي كلم الناس في المهد صبياً .

نعم ...اليوم الجمعة 11 سبتمبر 2020 ، تبدأ السنة الكرمية 6262 ، حيث يحتفل بالذكرى اهلنا في كرمة النُزل .

كلمة النُزل المُعرفة لكرمة ، من فعل نزل اي هبط ، حيث هبط ابونا آدم وأمنا حواء في كرمة من الجنة ، حسب ما تحدثنا به الآية 24 في سورة الأعر اف :

قال اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ .

الارض المذكورة في الآية الكريمة اعلاه هي ارض كرمة النُزل ، لأنها أي كرمة ، اول تجمع إنساني في تاريخ الأناسي ، كما إكتشف عالم الآثار السويسري شارل بوني ، وكما يوضح الفيديو على الرابط أدناه :


نزل ابونا آدم من الجنة في كرمة النُزل ، بعد أن أكل من الشجرة ، وعصا الذي علمه الاسماء كلها أي الحقيقة .


قال فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ.

الضمير في كلمة ( فيها ) ، راجع لكرمة النُزل ، وبمد الخط على إستقامته ، على الكون كله جميعه حتى فاس الما وراها ناس .

بعدم إنصياعه ومثله معه امنا حواء ، لامر ربهما ، كما إعترفا في الآية 23 في سورة الاعراف :

قالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .

نعم بعدم إنصياعه ، وبعصيانه لأمر ربه ، أعلن ابونا آدم إن الانسان ، بعكس الملائكة ، يملك رفاهية ان يقول ( لا ) ، وإنه مُخير وليس مُسير كما الملائكة ، وبالتالي يرضخ للحساب والمسآلة .
إبتدع انسان كرمة ربّة العدالة ، التي تجد تمثالها باذخاً في كل محكمة من محاكم العالم من جزر سليمان إلى فاس الما وراها ناس . تجد تمثال ربة العدالة في آثار كرمة النُزل معصوبة العينين تمسكُ بيدها ميزانًا، هو ميزان القسط ، اي ميزان العدالة ، التي هي أساس ومرجعية كل وجميع الاديان السماوية والارضية حسب الآية 25 في سورة الحديد :
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... .

صار ميزان فتاة كرمة النزل رمزًا للقانون والعدل فى التراث الإنسانى كافة وعلى مر العصور والأزمان . وأما عُصبة العينين فدلالة على الحياد التام لقاضية كرمة النُزل ، التى تحرم على نفسها النظر إلى وجوه المتخاصمين امامها ، حتى تحكم بينهم بالحق والعدل بعيدًا المرجعيات الشخصية .

الصورة ادناه تصور محكمة الآلهة في كرمة النُزل :

تتم محاسبة الموتى فى محكمة كرمة النُزل ، بوضع ريشة ترمز للضمير والعدل في احد كفتي ميزان العدالة ، ويتم وضع قلب الانسان الميت في الكفة الثانية ، كما في الصورة اعلاه .
إذا ثَقُل قلبُ الميت، وهبطت كفّته عن كفة ريشة الضمير والعدل ، كانت اعمال الميت في حياته مدابرة للعدل والضمير . وبالتالي يتم حرقه وينتهي الى عدم حسب عدالة كرمة النُزل .
اما إذا خف قلب الميت ، وعلت كفته على كفة الضمير والعدل ، كانت أعمال الميت متوافقة مع العدل والضمير . وبالتالي يكون نصيبه الخلود في جنة الله التي نزل منها نبيه آدم .
خلال ال 6262 سنة المنصرمة من دولة كرمة النًزل وحتى دولة ثورة ديسمبر 2018 ، مر السودان بفترات علو وسمو وبذاخة وقمحاً ووعداً وتمني ، كما راينا في الاسرة الفرعونية 25 التي حكمت من كرمة النُزل حتى بلاد الشام وبلاد التُرك ، وكما راينا في الدولة المهدية التي رفعت رأس السوداني مكاناً علياً بعد محارق وإبادات الدفتردار الجماعية . كما وقع السودان في الحفر والبلاعات كما راينا في الثلاثينية الظلماء ، حيث اباد الابالسة الاخونجية اكثر من نصف مليون من شعوب دارفور والمنطقتين ، وقسموا السودان إلى قسمين ، وفرطوا في مثلث حلايب ومنطقة الفشقة ، وصار شعارهم 99 قطعة كرتي .
مرة أخرى ، كل عام وانتم بالف خير ، والسنة الجاية 6263 ، أنتم قد قهرتم جائحة الدولار ، وجائحة كورونا ، وجائحة القائمة الامريكية الارهابية ، وبالاخص الأخص قد قبرتم احلام الابالسة الكوزجويد في العودة ، فالكوزونا قد انتهت إلى غير رجعة ، بإذنه تعالى ، وتبقى معنا الكورونا ، إلى أجل مُسمى قريب .
وقل إعملوا ...