فيضانات السودان تراكم التحديات و إرهاصات الخلاص بقلم:مهيلم ابراهيم موسي

فيضانات السودان تراكم التحديات و إرهاصات الخلاص بقلم:مهيلم ابراهيم موسي


09-08-2020, 01:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1599568369&rn=0


Post: #1
Title: فيضانات السودان تراكم التحديات و إرهاصات الخلاص بقلم:مهيلم ابراهيم موسي
Author: مهيلم ابراهيم موسي
Date: 09-08-2020, 01:32 PM

01:32 PM September, 08 2020

سودانيز اون لاين
مهيلم ابراهيم موسي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





حملت ثورة ديسمبر المجيدة علي راحتها آمال وتطلعات السودانيين إلي ( العبور ) إلي المستقبل وترك أخطاء ومواريث العهود السياسية والإدارية البالية خلفها ، وساهمت في خلق هذا التفاؤل و الآمال أن ما قاد التغيير هو جيل جديد بدأ بالفكرة الفلسفية التي تصل إلي الإيمان عبر إنكار كل ما هو موجود ثم البحث عن ذلك الإيمان ، سبق الإنكار واللوم شعار قائم علي أن نظام سلطة ( البشير ) عليه أن ( يسقط بس ) ومِن ثم البحث عن البدائل .

تم إسقاط نظام شكل إمتداد لسلطات وتقاليد سياسية مورست منذ الإستقلال ، وعمق جراحات ثخينة علي الضمير والحس الوطني والإجتماعي ، بدأت منذ عهد نميري والذي ختمها بقوانين الشريعة الإسلامية في عام ١٩٨٣ حينما بدأت الجبهة الإسلامية الإختراق للواقع السياسي .

بعد سقوط نظام نميري ورثنا ( السودان كأنه لم يكُن ) ! ، أغلب الشباب المتعلم والمثقف الذي عاني من نظام النميري هاجر ، وكان تعداد المغتربين في ذلك الوقت حوالي ٤٠٠،٠٠٠ مغترب خارج البلاد في العام ١٩٧٤ ، في مفارقة مع الرقم ٤٠,٠٠٠ في عام ١٩٧٤، و تتضاعف أرقام المغتربين كل عشرة أعوام في الثلاثون عاماً الأخيرة حتي بلغت عند سقوط البشير (٦ مليون مواطن ) وذلك وفقاً للأحصاءات الرسمية ، مع الأخذ في الإعتبار العدد الكبير الذي هاجر من السودان عن طريق التهريب ، والهجرة غير الشرعية ، أو دون أوراق ثبوتيه .

يشكل التعامل مع هذا الكم الكبير من الخبرات الفنية والثقافية وجموع خلاصة التجارب الإنسانية في مختلف بلدان العالم تحدي كبير من تحديات ( بناء سودان الجمهورية الثانية ) ، يتمثل في كيفية إستقطاب القدرات أو الأموال علي أسوأ فروض البناء ، وهو تحدي مضاف إلي تحديات الإنسان في الداخل مع الأرض و التاريخ والطبيعة التي لم تبخل بفيضان النيل هذا العام وقبل أن نفيق من إغلاق الكورونا ( طمح ) النيل بما تبقي من دماء وأرواح طاهرة فاضت في #مجزرة_القيادة الأليمة .

وفي مشاهد متابشة ومتكررة بشكل ما ، عقب كل ثورة يزيد النيل من كرمه ، وها هو الآن يستفيض بعد أن فاض في العام ١٩٨٨ حيث وصفت الكارثة التي صاحبتها أسراب الجراد بأنها ( شكلت طاعوناً بأرقام توراتية ، تأتي مندفعة كالغيوم السوداء ) وكسر النيل هذا العام أرقامه القديمة منذ مئة عام مصحوباً بسطوة الكورونا ! .

ويمضي التشابه حتي في الملفات المعقدة التي لازمت الدولة السودانية منذ الإستقلال ويأتي ملف السلام والسلم ليلقي بأزماته بعد أن تعددت مصادر الحرب وإتجاهاتها ، ففي أكتوبر ١٩٦٤ تعلق ملف السلام مع بين الحكومة وحركة الأنانيا ١ ، ثم في أبريل ١٩٨٥ تعلق هذا الملف بين الحكومة والجيش الواحد مع ( الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق ) ، ثم جاءت ديسمبر بإمتداد التعقيد حيث أصبح الملف متشعب ومتشابك بين جيوش حكومية متعددة ( الجيش النظامي + الدعم السريع ، وغيره ) وجيوش معارضة مسلحة متعددة ( حركة تحرير السودان شمال ١ الحلو and ٢ عقار ، إضافة الي جيوش متعددة من الجبهة الثورة تتناثر غرباً وشرقاً ، ثم جيش عبد الواحد محمد نور ) .

كل هذه الملفات تأتي بقبعة ( الخواجة ) التي تحتوي علي التقسيم للوطن المقسم وتهدد إستمراره موحداً حتي في حكومته الإنتقاليه ، و التي أصبح يراها الآخر حسب إمكانيات نفوذه ،وللتقريب أصبحت صيغة السلام بعد أن كانت منافسة بين المرغني والمهدي إبان الديموقراطية الثانية تلخصت في إتفاق ( كوكدام ) ، إستحالت بعد ثلاثون عاماً إلي منافسه بين جهات وطنية متعددة وخارجية كذلك ، وبين جوبا واديس أبابا تفرقت خطوات للسلام بمنافسة إنتقالية بين مؤسسات الفترة الإنتقالية ( بين مارش عسكري ورباطة عنق مدنية ) .

إن السودان الآن بقدر صعوبة المهمة وكثرة التحديات ، إلا أن هنالك إيمان عميق من جيل يحافظ علي ثقته بعد أن أزال أعتي الديكتاتوريات في تاريخه ولا يزال هذا الجيل يؤمن بحتمية التقدم بعد أن إختبر حتمية التغيير ونيل الحرية ، آن الأوان لشباب الثورة الجميل أن يبدع صياغة مشاريعه ليخلق مناله ومراده ويتجاوز حوارات ( العلمانية والدولة الدينية ) العقيمة ليميز ( بين ما هو دين وما هو دولة ) وينطلق لبناء مؤسساته المدنية والحزبية والإجتماعية وفقاً لمقتضيات الدولة ( العصرية ) .

نواصل

#فيضانات2020

#من_قلبي_سلام_للخرطوم

#صفحة_الإعتصام