هل ( المدنية ) تعني قمــة الفوضى والانفلات ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

هل ( المدنية ) تعني قمــة الفوضى والانفلات ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


08-29-2020, 06:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598680161&rn=1


Post: #1
Title: هل ( المدنية ) تعني قمــة الفوضى والانفلات ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-29-2020, 06:49 AM
Parent: #0

06:49 AM August, 29 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

هل ( المدنية ) تعني قمة الفوضى والانفلات ؟؟

الشعب السوداني لا يملك الكثير من تلك الخيارات المتاحة .. إنما يملك تلك الخيارات العجيبة المضحكة في كل الأوقات والأزمان !.. وهي تلك الخيارات المعهودة منذ استقلال البلاد .. فإما ذلك الجحيم في ظلال الديكتاتوريات العسكرية الفاشلة القاتلة .. وإما ذلك الجحيم والويلات في ظلال تلك الحكومات ( المدنية ) الفالتة بكل القياسات .. وتلك الأحوال التي يمر بها الشعب السوداني منذ استقلال البلاد تحير أهل العقول في العالم !! .. وهي أحوال لا توافق العقل والمنطق السليم بأي قياس من القياسات .. فحين يطالب الشعب السوداني بتلك الحريات والسلام والأمن والأمان والعدالة في ظلال ( المدنية ) كما يحدث في معظم دول العالم فإن تلك الأحوال في السودان تنفلت فجأةً إلى ظاهرة لا تكون في الحسبان .. حيث ينفلت الأمن والأمان والاستقرار في كافة أرجاء البلاد !! .. وفي كافة مجالات الحياة .. وتنعدم كلياً حالات الضبط والربط من قبل تلك الجهات الرسمية والأمنية في البلاد .. وبالتالي تنتشر في المجتمعات السودانية ظاهرة الفوضى العارمة وظاهرة الرعب والسلب والنهب ,, وهي تلك الظواهر السلبية البدائية المتخلفة التي لا تليق إطلاقاً بإنسان العصر .. حيث تلك الفئات من أبناء السودان الذين ينشرون حالات الرعب والخوف بين المواطنين الآمنين .. وهؤلاء مع الأسف الشديد يفسرون كلمة ( المدنية ) بأنها تعني الانفلات في كافة مجالات الحياة ! .. ثم يمارسون ذلك النوع من الفوضى والإرهاب .. كما أنهم يفسرون أن كلمة ( المدنية ) تعني مطلق التصرف الإجرامي الغير مسئول بمنتهى الحرية !!.. ويظنون أن كلمة ( المدنية ) تستبيح تلك الحرمات للآخرين دون خوف أو وجل .. وخاصة حين تختفي تلك الجهات الرسمية الرادعة عن ساحات البلاد !! .. وحينها فإن هؤلاء المجرمين يمارسون تلك الممارسات المشينة دون الخوف من رادع يردع أو من حاكم يعاقب .

كافة تجارب ( المدنية ) بالسودان منذ لحظة الاستقلال كانت تقترن بتلك الحالات من الفوضى والانفلات الأمني .. وأحوال السودان في هذه الأيام تبكي من لا يبكي !.. فذلك المواطن السوداني في هذه الأيام يواجه أبشع ألوان الانفلات الأمني .. فهو ذلك المواطن الذي لا يستطيع أن ينام مطمئناً في بيته في أمن وأمان .. ولا يستطيع السير في الطرقات العامة مطمئناً في أمن وأمان .. ولا يستطيع التوغل في الأسواق في أمن وأمان .. ولا يستطيع أن يتجول في الأحياء في أمن وأمان .. ولا يستطيع أن يوفر تلك الحماية لنفسه ولأفرد أسرته وأطفاله في هذه الأيام .. والإشارات كلها تؤكد بأن البلاد تعيش حالات الرعب وقلة الأمن والأمان في هذه الأيام .. والأمر لا يتوقف عند ذلك الحد ,. فتلك الأنباء تتحدث في هذه الأيام عن ذلك الإفلات الكبير الذي يجري في معظم مناطق السودان .. حيث تتحدث الأنباء عن ذلك الاقتتال وعن تلك الحروب الأهلية والقبلية والاثنية التي تجري في مناطق وأقاليم عديدة بالسودان .. وبالمجمل المفيد فإن تلك الأحوال برمتها تؤكد بأن الشعب السوداني يعيش حالياً تلك الحالات الفوضوية المعروفة في ظلال الحكومات المدنية منذ استقلال البلاد .

البعض من أبناء السودان لا يفهم ولا يفقه إطلاقاً معاني ( المدنية والحرية ).. فهو يريدها فوضى وانفلات من منطلق : ( على كيفك !!! ) ,, والأحوال الحالية التي تعيشيها البلاد تؤكد بأن الشعب السوداني لا يستحق إطلاقاً لحظة من لحظات ( المدنية والحرية ) .. والجزاء الوحيد الذي يستحقه ذلك الشعب هو أن يبقى تحت سيطرة وقبضة تلك الحكومات الديكتاتورية العسكرية الكاتمة للأنفاس !.. فهو شعب مازال يواكب تلك العصور الحجرية بكافة المعايير والقياسات .. والسنوات قد أثبتت بأن الشعب السوداني لا يتقدم ولا يتحضر مع مرور الأزمان كما هو الحال لشعوب العالم .. فهو شعب ينادي بتلك الحرية والمدنية في الوقت الذي فيه يجهل مستحقات تلك المدنية والحرية .. وفي عرف البعض من أبناء السودان فإن كلمة ( المدنية والحرية ) تعني ذلك السلب والنهب والسرقة والقلع وترهيب الآخرين .

الأمر الذي يحير العقلاء من أبناء السودان هو أن تلك الحكومات المدنية في معظم دول العالم تتصف بالصرامة والحزم والجزم حين يتعلق الأمر بموضوع أمن وأمان وسلامة المواطنين في بلادها ،، بينما أن كافة تلك الحكومات المدنية التي حكمت السودان منذ استقلال البلاد كانت تتصف بذلك الضعف والوهن حيال أمن وأمان المواطنين السودانيين !.. والأمر الآخر الذي يحير الشعب السوداني هو ذلك التصرف العجيب الغير مقبول من قبل رجال الأمن بالسودان .. فهؤلاء الرجال للأمن يوفرون الأمن والأمان والسلام في ظلال تلك الحكومات العسكرية الديكتاتورية ،، ثم لا يفعلون ذلك في ظلال تلك الحكومات ( المدنية ) !!.. وتلك الظاهرة تعد من أغرب الظواهر في المشهد السوداني .. ولم تمر في تاريخ السودان الحديث تلك الحكومة ( المدنية ) التي نالت الثناء والشكر من قبل الشعب السوداني في موضوع حفظ الأمن والسلام .. فدائماً وأبداً فإن الشعب السوداني يشتكي من انفلات الأمن في ظلال الحكومات المدنية .. وتوفير الأمن والأمان يمثل تلك الصفة الوحيدة التي تتميز بها تلك الحكومات الديكتاتورية العسكرية في البلاد .