أفواه وأرانب...وسلاحف وتماسيح! بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري

أفواه وأرانب...وسلاحف وتماسيح! بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري


08-22-2020, 03:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598104916&rn=0


Post: #1
Title: أفواه وأرانب...وسلاحف وتماسيح! بقلم:د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 08-22-2020, 03:01 PM

03:01 PM August, 22 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




انها ليست حديقة حيوان تهتم بالتنوع البيولوجي وتحافظ عليه، ولا هي ( حديقة الحيوان) التي قصدها (جورج اورويل) في روايته التي تعتبر من أفضل روايات القرن العشرين..وفيها أسقاط سياسي للأحداث التي وقعت خلال عهد ( ستالين) في الاتحاد السوفيتي ...ولكنها ؛ أي حديقتنا؛ تماثلها باعتبارها من الأدب التحذيري علي الحركات السياسية والاجتماعية التي تطيح بالحكومات والمؤسسات الفاسدة وغير الديمقراطية ، الا أنها تؤول الي الفساد والقهر هي ذاتها بسقوطها في كبوات السلطة فتستخدم أساليب العنف والدكتاتورية للأحتفاظ بالسلطة...ولعل ما حدث مع موكب الثوار الاخير من قمع وضرب واعتقال خير دليل لارهاصات ما قبل التطبيق..
ورغم ذلك الحادث العرضي في التعامل مع موكب ( جرد الحساب) ، فان مزرعة الحيوان السودانية لازالت بخير وبعيدة بعض الشيئ عن السقوط الأخلاقي الذي لا نتمناه لها...ولكن... من يقدر علي تلك الأفواه الجائعة ويجبرها علي السكوت وهي تبحث عن قطعة خبز تسد بها رمقها ؟
: فالأنسان هو في النهاية حيوان تحركه الغرائز...وقد عبر أحد الفلاسفة الفرنسيين بالقول انه يكره ( الانسانية )عندما يتذكر بانه يدخل الحمام لقضاء الحاجة كما تفعل( الحيوانات).
وقوة الغرائز حركة ديناميكية لا توازيها حركة السلطات الحاكمة في تلبية دوافعها الحيوية...حيث يبدو تأثر الحكومة الانتقالية بنظرية الفيلسوف اليوناني( زينون) ...هل سمعتم بهذه القصة الفلسفية؟
انها قصة السباق بين الأرنب والسلحفاة..وكانت المفاجأة أن فازت السلحفاة بالسباق وذلك بسبب غرور الأرنب الذي استهان ببطء السلحفاة وامكانياتها ...
والهدف من القصة ، ان المثابرة والامكانيات مهما كانت بسيطة أو بطيئة فهي ستوصل الي الفوز والنجاح في نهاية المطاف...وعلي ( حيوانات المزرعة) الصبر حتي نهاية المرحلة!!
فهل تؤمن افواهنا الفاغرة وتزعن لتلك الفلسفات المثالية وتنتظر حتي نهاية المرحلة الانتقالية؟
ورغم كل تلك المصائب والمعوقات التي تحيط باسوار المزرعة السودانية ؛ فهي ايضا مهددة من الداخل بوجود التماسيح الزاحفة ، المائية والبرمائية، التي تأكل الاخضر واليابس، النباتي والحيواني، الثابت والمتحرك...لا فرق.....وخطورة هذه التماسيح ليس لها صاحب او صديق فقد وجدت وتربت في عهدة كل الحكومات السابقة التي فشلت في صيدها أو شل حركتها
أو المصدات...فالحكومات دائما مشغولة بخلافاتها ...والقوانين دائما معطلة او غير مفعلة بتعطيل نفاذها ...وبالتالي ستظل أبواب المزرعة عرضة للانتهاكات من الداخل والخارج مهما ارتفعت أسوارها وزيادة حراسها..وستظل الأفواه جائعة..والأرانب تركض دون أن تبلغ مرتضاها ..والتماسيح تسرح وتمرح وربما تلتهم كل شيى حتي السلاحف...
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]