زينبو زي نضالك ما بلحقوا! بقلم:بثينة تروس

زينبو زي نضالك ما بلحقوا! بقلم:بثينة تروس


08-22-2020, 08:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1598081806&rn=0


Post: #1
Title: زينبو زي نضالك ما بلحقوا! بقلم:بثينة تروس
Author: بثينة تروس
Date: 08-22-2020, 08:36 AM

08:36 AM August, 22 2020

سودانيز اون لاين
بثينة تروس -كالقرى-كندا
مكتبتى
رابط مختصر




لقد أختارت ست زينب يوم الهجرة، يوما لصعودها في طريق الرجعي الى الوطن القديم. كأني بروحها تلهج بدعاء النبي صلي الله عليه وسلم ((اللهم أخرجتني من أحب البلاد الي، فأسكني في أحب البلاد إليك)، ذلك البلد الذي ابت نفسها الكريمة له الهوان ولاهله الذل، ولنسائه الاستضعاف، ولشبابه الضياع، فقدمت في سبيل تحريره من قبضة حكومة الاخوان المسلمين ابنائها قرباناً واضاحي، تنام وفرشها جمر، وأنفاسها حر لظي، تجمرها النيران فتبرق شجاعة، تجرعت مع مساكينه الفصل للصالح العام، وضنك العيش والعناء ، قفلوا في وجهها الفصول والمدارس، ففتحت في الشوارع والطرقات مدراس للوعي وتمخضت منظمة ( علم) (المعلم فوق الجميع)، قديسة خير. ضيقوا عيشها، فاقتسمت لقمتها مع أسر الشهداء، والمعتقلين، وابناء الشوراع، فكانت داعية الاشتراكية التي عاشتها في نفسها بلا تنطع.

حينما كان الشرهون، الفاسدون، يمتصون عرق ودماء الفقراء، وتمتلئ قصورهم بالنساء المنعمات، ويركب ابناؤهم الفارهات، ويعبثون بالاموال سفهاً، كان كبد حشاها، ولاء محمد وبدرالدين يفترشون أرض المعتقلات بالتناوب مع الحادثات ونوائب الازمان، يمنع عنهم الدواء والعلاج، وتلهب أجسادهم السياط، واألوان من صنوف العذاب ولم تلن لها، ولا لهم قناة، يجلجل صوتها قوياً فيحيل صوت الخانعين عورة، وأرق يشتكون منه بلا استحياء، يتحاشاه رجال أمن النظام الاسلاموي، وصدقها يهابه المتلونون المتثاقفون !

حين مدت قامتها الابنوسية الفارعة، وهي تصول وتجول في ميادين العاصمة، ومن بينها ميدان جاكسون، ألتف حولها الحالمون بالديموقراطية، والمتعبون من الظلم كحورايين خرج عليهم المسيح بكلمته المعجزة ( ولدي ما ولد محمد عطا، ولا ولد الخضر، ولدي ولد أمرأة مسكينه اسمها زينب بدرالدين وابوه اسمه صلاح عبدالرحمن، نحن مجرد مدرسين، نحن مدرسين في جمهورية السودان فصلونا للصالح العام شردونا، ربينا اولادنا بي عرق جبينا ).

كنا في الخارج حين تنفخ ست زينب مزاميرها مع المناضلين، والشرفاء ( فكوا دربنا، وجعتوا قلبنا )، كنا نكفر عن هروبنا من جحيم الاخوان المسلمين، ومن تهم التكفير وظلامات الهوس الديني الي بلدان حقوق الانسان، وكرامة المرأة ، والدساتير التي تحفظ حقوق الاقليات الدينية من امثالنا، داعمين للحراك الثوري وهبات الثائرين لخلاص الوطن، بالندوات والوقفات الاحتجاجية، والتظاهرات، والخطابات للمجتمع الدولي سالكين للنضال دروباً هي أيسرها للناظرين ولكن اثمانها باهظة، حيث اننا ننزف في المنافي غربة عددها الشاعر العوض مصطفي ( وطني تفرق اهله .*** وغدا هجيراً ظله ** رطبي تساقط جله) تسربت منا الاعمار والاهل والابناء. لكن حين نري سمتها الشماخ كنا نناجيها من علي البعد "لتغفروا لنا قلة حيلتنا" يا ام الشرفاء .


ولكم كان مخزياً أمر أقوام، أعمى الله أبصارهم، وبصائرهم عن الحق، اذ خفوا لبلدان الغرب والمنافي وقلوبهم غلف بالجهل، والجبن، يجتمعون في جلسات التلاوة، نهاية كل اسبوع، يبحثون عن اللحم الحلال وينقبون في علب الجبن والخبز تحاشياً للحرام، وجهلوا أن الحرام في أن يكونوا آمنين، خبزهم موفور، ووقودهم مخزون، وعلاجهم ميسور، وأبنائهم آمنين، تعليمهم مجان، وشبابهم مصون، ثم يخرسون عن استغلال الدين، وعن اغتصابات النساء، وقهر الرجال، يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم حتي لايسمعوا صرخات النساء الذين تم جلدهن بسياط النظام العام وتهم الاخلال بالاداب العامة يكلمونك أن السياسية تفرقنا ولا تجمعنا، وهل هي غير التي بسببها اقتحمتم عوالم الأمان؟!

يستمد، أولئك الخانعون، صمتهم الخئون من صمت رجال الدين وعلماء السلطان، الذين ظلوا لثلاثين
عاما يكلمون الناس أن الخروج على حكم الاخوان المسلمين هو خروج علي الله، وما علموا انها حزمة قيم واخلاق من اجل غاية هي السودان، جمعتنا بأمثال ست زينب وهي فرد أمة، ظلت طوال الثلاث عقود جهيرة لم يخفت لها صوت، خرجت علي الحاكم الظالم مدججة بكلمة الحق، التي هي اكبر جهاد حين واجهت بها السلطان الجائر، ووزعت الخير حلماً للشعب، وانبلاج صبح التغيير حتمي، وأن الظلم الى زوال، و ( لا لقهر النساء).

أنتقلت ست زينب وهي فرحة بأنصاف الثورة، وحكومة السيد رئيس الوزراء حمدوك، با عادتها للتدريس، لكنها كعهدها رفعت شعارها مع مناشدات الحركة النسوية بعد الثورة ( حقنا كامل) امتدادا لتلك السبل التي خبرتها، كما خبرت أبنائها في دروب العمل النسوي، والإتحاد النسائي، والجمعيات الطوعية، والمدنية، المطالبة بحقوق المراة والمساواة.

ستظل مطالب ست زينب دينا يجب علي الحكومة الايفاء به، وعلينا كنساء في الحركة النسوية بجميع توجهاتنا سداده عاجلاً غير آجل، وفي قائمة المطالب التطهير السياسي. وبالاجابة علي أسئلتها القديمة الحديثة، أين محمد عطا؟ وأين الخضر؟ أين قوش، واين اصحاب ( الايدي المتوضئة ) واخوات نسيبة؟! الذين سرقوا منها، ومنا الوطن..

ذاك الوطن الذي كانت معلمة اجياله في النضال، فحين هلت ثورة ديسمبر المجيدة، كانت أبو حنيفة الذي طوي رجليه خشوعاً ووقاراً للشباب والكنداكات الثوار، وحين شهدت من البعض المحاصصات علي الكراسي، وعرج المسير، وان النساء لايزال مشوارهن طويل في مطالب المناصفة والحقوق السياسية، والمساواة التامة، وهجر عصر الحريم، فما كان منها الا ان مددت رجليها! فكتبت (ستينية انا ومصابة بالسكري والضغط ومشاكل في التنفس والغدة، اكيد عرضة لخطر الاصابة بالكورونا وان العام الذي قبلهم كنت حياتي مهددة بالموت بالرصاص، لكن حياتي ليست اغلي من حياة الذين استشهدوا في التروس وهم في ريعان الشباب) ... ( البوست الكامل بصفحة الفيسبوك)

فلترقدي بسلام سيدتي زينب بدرالدين محمد عبدالرحيم الشجاعة، ولتهنأي لقد ربيتي جيلاً من الكنداكات، والشفاتة، والشباب الشجعان، هم ورثة ذلك النضال سنظل يا ست زينب نذكرك، ونحبك، رغم الحزن فقد أزدانت البلاد الوفية جمال، واحتفت ذرات رمالها، أرضها وسماؤها أنها ولدت من رحمها مثل ست زينب ... ثم

البنات مهما اتجملوا
زي جمالك ما بلحقوا

الاميرة بنت ( المعلم) الأمير

ماشيه زي الباشا المدير

يا الشايله وسامالجمال

ويا اللابسه تاج الكمال

والله منك يا الزينبو