يجب. كسر. صندوق تفكيرهم بقلم:محمد صالح رزق الله

يجب. كسر. صندوق تفكيرهم بقلم:محمد صالح رزق الله


08-15-2020, 12:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597491955&rn=0


Post: #1
Title: يجب. كسر. صندوق تفكيرهم بقلم:محمد صالح رزق الله
Author: محمد صالح رزق الله
Date: 08-15-2020, 12:45 PM

12:45 PM August, 15 2020

سودانيز اون لاين
محمد صالح رزق الله-بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر





يسألونك جميعا عما هو حادث فى السودان، و ماذا سيحدث فى الأمد القريب و المستقبل البعيد ، و المتسأئلون من عامة الناس ، لا غضاضة فى عدم فهمهم لما يدور فى بلدنا السودان ، أما الناشطون و السياسيون ، و نشمل و نضيف لهم الضالعون ، فى شئون الفكر و المنظرون ، فهنا ينتابنا الاستعجاب و الاستغراب و الغضب ، ألم يكن وسط كل هؤلاء القوم انسان حصيف ، ذو غيرة على الوطن شهم رشيد ، ينبه الجمع بقلب رجل ثابت صنديد صارخا فيهم ، ما نحن فية يا قوم ليس البشئ العجيب الغريب ، لمن يقراء منا الواقع بعين واعية و عقل مستنير ، سأدلو عليكم بسؤال بسيط ( هل يمكن حمل الماء فى الغربال ؟) ها هنا يكمن بيت القصيد و يستبين الغث من الثمين، و هنالك من يتعامون عمدا و خسة عن ، حقائق تاريخينا و ظروفنا الآنية ، و يودون حللة إشكاليات السودان ، بحمل الماء فى الغربال ، و يقذفونا بحصاد عاهات عقولهم القديمة المتجددة ، كترياق و حلول لمشاكل الوطن ، بنفس التفكير و الآليات و الوسائل ، المختار من مربع تصوراتهم العتيقة ، التى عفى عنها و تجاوزها الزمن ، و يخدعون شعوب السودان بأنهم ، عازمين على بناء وطن جديد ، و قد مضى عام على بشريات هبة ديسمبر المجيد ، و الحال بات يسوء أكثر مما كان ، و لاينبئ عن ما كانوا به يتوهمون و يهمون ، عفوا اعنى اؤلائك المتربصون ، المفسدون المرجفون فى المدينة ، فالحقيقة هم يعلمون بذلك جميعا ، فدعنا نفترض أنهم صادقون ، لا نسعى لتثبيط همم و إجهاض ، آمال الحاملين من شعوبنا بغد أجمل ، فهذا حق مشروع لهم ، و لكنا سندخل و ننقر على ابواب الحقائق المغيبة ، عسى و لعلى تعيننا فى استنباط ، أسباب تعثر مسارنا ، و تمنع الوضع عن التفاعل مع ما ، اختاروه لنا من بضاعتهم المخزنة ، من حلولهم و معلجاتهم المطروحة البالية الصدية المترهلة ، و عظموا بذلك من التسارع الغير مسبوق فى سوء أحوالنا ، حتى اوصلوها مرحلة اشفقنا منها على ضياع و انهيار و زوال سوداننا ، و ساظل مصرا أن من على ،دفة الحكم و رهطهم يعلمون ، بكل شئ و يتعامون و هم مبصرون ، و ينفذون فيما هم به مقتنعون ، مع شركائهم الميامين فى الداخل ، و اؤلائك الذين على مرمى حجر ينظرون ، و هؤلاء النفر قد كانوا بعد الأصابع ، لكنهم نجحوا و برعوا فى استخدامنا ، منذ دولة العبودية حيث كانوا ، يصتادون أهلنا بأيدى أهلنا ، وهم كما عهدناهم لا يتبدلون ،و فى غيهم سادرون يعمهون ، و الآن يحمون أنفسهم بجند ، جلهم من أبناء جلدتنا ، و نحن لم نزل صم بكم غير متعظين ، متمسكين بخيوط من نسجهم تايهين ، و يستغلون غفلة الكثيرون منا ، عن رؤية الأشياء كما ينبقى لها أن تكون . فالازمة فى السودان ليست أزمة اقتصادية ، و لا اجتماعية ولا أزمة هوية ، فهويتنا محسومة ومختوم عليها ، فى كل تقاطعات تكويناتنا البشرية ، و لغاتنا و سحناتنا و ثقافاتنا ، وهم يحاولين عبثا طمسها و التغطية عليها ، بلسان و تفكير مستلف ، و المؤسف نحن اضطررنا ساعة ضعف فينا و انجررنا ، وراء افترآتهم الافتراضية المرسومة و المدروسة المهينة ، و هذا ما حجب عنا رؤية الواقع ، الموضوعى و المنطقى العلمى لازمة سوداننا . و بما أن تاريخ دولة السودان الحقيقى ، غائب مغئب عن الغالبية العظمى منا ، و عن الشعوب السودانية ، و من هنا تضح لنا أسباب عجزنا ، عن إيجاد الحلول المناسبة ، و الشافية لمعضلة سوداننا ، فمن لم يستطيع تحليل الواقع تحليلا سليما ، مستندا على استدلات موضوعية علمية ، لها سندها فى التاريخ و الحاضر ، تكون نتائج تحليله وهمية تصب فى خانة الاتجاه الخطاء ، الذى رسم و خطط له أن يكون و ما سيكون ، و حجر الزاوية فية الاستمرار فى تغيب حقائق تاريخنا ، و ضع بديل له مفبرك مزيف يخدم ، اغرض معظم من يتصدرون ، زمام أمرنا و فى هذا الظرف العصيب ، المفصلى من مسيرة سوداننا ، و قديما قيل (من لا تاريخ له لا مستقبل له ). إذا أزمة دولتنا فى المسكوت عنه من تاريخنا ، و فتح هذا الملف ليس القصد منه ، تعير احد و لا إهانة لمجموعة بعينها ولا تشفى من أحد ، و لا رفع شأن أحد على الآخر ، إنما تبيان للحقائق و استشعارا ، لمسؤلياتنا التاريخية التى لا تسقط عن أحد ، فهى فرض عين ، و مبدأ اخلاقيا حقوقيا انسانيا ، دونه لن ننفذ من مما نحن فيه إلى الأبد ، سنظل نلف و ندور فى دائرة الحروب العبثية ، و الظلم و العنف و القتل المتبادل بلا هدف ، ولن نتمكن للانطلاق لمشارف الانسانية ، و التفرغ لبناء مستقبل شعوبنا الزاهر ، الذى نتمناه جميعا ، و خلق و طن يسعنا جميعا ، متساويين فيه كلنا ، و يلبى طموحاتنا ، أعرف أن هنالك من يخشون او يخافون ، على نبش المدفون عنوة و بحسن نية ، و يفعلون ذلك تمنيا لحفظ و حدتنا ، وضمان توافقنا ، و لكنهم ينسون أن الأوطان لاتبنأ بالامانى ، و انه لا يمكنك أن تبنى فوق راكوبة عمارة ، فإذا كان الأساس ضعيف و متهالك ، لا ينفع معه الترقيع و التبليط ، و الجرح الغائر لا يندمل ، إلا بعد فتحه و تنظيفه و تعقيمه و بعدها ، يمكنه أن يتماثل للشفاء . بالصريح الواضح الما فاضح ، نحن اليوم مازلنا نرزح ، تحت نير دولة (الابترتايد) السودانية ، التى خلفت دولة العبودية السودانية ، و التى لم تتغير فيها كل النظم ، و القواعد لدوله العبودية التى سبقتها ، بل تم تحديث طفيف فى شكلها مع الاحتفاظ بجوهرها ، و من ورثوا دولة العبودية من حليفهم ، المستعمر المتعدد المتشكل والذى ، لم يخفى أهدافه فى يوم من الأيام ، ، ورثوا أبنائهم و حلفاء أبنائهم ، دولة الابرتايد السودانية ، و التى لم تزل قائمة و حية ترزق ، تحمل كل أسس و قواعد و أهداف ما قبلها( دولة العبودية) ، و يقودونها نفس الورثاء مع حلفائهم أ يضا على نهج السلف ، بل ازادوا تعاضدا و منعة ، بتداخلهم و تصاهرهم و تزاوجهم اجتماعيا و اقتصاديا ، و أصبحوا منتشرون فى كل مفاصل ، الدولة و الحياة الاجتماعية و السياسية ، بكل ألوان طيفيها من أقصى يمنها إلى أقصى يسارها ، و يلعبون كل الأدوار من معارضة إلى حكومة ، و لكن الذى لا يغيب عنهم لحظة و احدة ، هى مصالحهم الاستراتيجية و هى ، بقاء دولتهم دولة الابرتايد السودانية التى ورثوها و يعشمون توريثها لمن بعدهم ، و إلى أحفاد احفادهم ، و يعملون على ذلك ، ليل نهار بلا كلل و لا ملل ، و بيدهم كل ما يحتاجون من أدوات للعمل ، يبعون هذا و يشترون ذاك ، و يأججون حرب هنا ، و يشعلون نار خلافات قبلية هناك ، يقربون ضعاف النفوس منا ، و يستبعدون المخلصين الحادبين على ، تحرير الوطن من درك الظلام ، و عصابات لصوص لم يكتفوا ، ببيع وتصدير ابنائة و بناته ، وإنما يودون سرقة كل الوطن ، و فى سبيل ذلك بنوا علاقات خارجية دوما ، تخدم مصالحهم الاستراتيجية ، و تصويرهم وشيطنتهم للشعوب السودانية ، تارة بفساد عقيدتهم و خلقهم ، وكسل أذهانهم و خواء عقولهم ، وتارة أخرى بانهم أناس رعاع لا يصلحون للحكم و فعل الصواب ، فلابد أن يقادوا إذا ما أراد أصدقائهم ، الآمن و السلام فى ربوع السودان ، فهم الضمانة للسلم و الأمان ، و يخيفون كل مكون سودانى من الاخر مطبقين سياسة فرق تسود ، موظفين كل قدرات الدولة للابقاء على مصالحهم ، و لن يعيقهم فى تحقيقها حتى و لو أن يقسم السودان و يباع ، بالتقطيع لحلفائهم ، فى الدين و الثقافة و النسب قطعة قطعة ، و لن يتورعوا فى فعل كل ما يرونه ، يساعدهم على تأجل انهيار دولتهم دولة الابرتايد السودانية . فعلينا أن ندرك لماذا ، الطباطؤ و التلكؤ و عدم إنفاذ أى ، تغير جوهرى جذرى فى بنية ، دولتهم التى ثارت ضدها كل الشعوب السودانية(دولة الانقاذ وهى امتداد طبيعى لدولتهم) ، مع ادعائهم الوقوف مع الثورة ، وتسلقهم حتى قمة قيادتها ، و الشواهد أمام أعيننا جميعا ، كل يوم نصرخ و ننادى ، بطبيق شعارات الثورة ، و هم يفعلون كالمثل القائل (الكلب ينبح/ ينبح و الجمل ماشى) ، فلنراجع طريقة تعاملنا مع كيفية ، علاج مشاكلنا بالطرق الانجع ، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بتغير ، طريقة تفكيرنا و تبنى مقاربة تكفينا شر الوقوع فى تجريب المحرب ، و العودة لتكرر الخطاء الذى رتكبناه ، خلال مسيرة كل تاريخ هباتنا الثورية الجماهيرية ، و التى وصلت جميعها ،لنفس المآل ، الذى نئن تحته الآن والسبب ليس ، فى الوطن السودان بل فى العقول التى ، نفكر بها لخلاص السودان ، و فى الصيغ النمطية التى فرضت ، علينا بتسويقها لبسطاء جماهيرنا و شبابنا، وبعض من كنا نظن فيهم الغيرة على الوطن ، من قبل مجموعات و شخصيات ، وظوفوها لتضليلنا و حرفنا عن جادة طريقنا ، نعم ما حدث فى ديسمبر عمل جبار ، و هز أركان دولة الابرتايد ، ولكن لضعف فى تحليلنا وقعنا فى شراك حبالهم ، وسلمناهم مرة أخرى زمام أمرنا ، بحجة الإجماع حول مصلحة البلاد ، و توسيع ماعون الثورة ، وتفادى التشتت و انقسام الصفوف ، و تفويت الفرصة على اعداء السودان ، و روجوا هم بطراقيهم الخاصة ، و بادواتهم الجاهزة ، و استطاعوا سوقنا خلفهم مرة أخرى، و الآن هم من يعملون لإجهاض الثورة ، و من يشعلون فى الفتن ، و يشرعون فى يبيع الوطن ، حتى أصبح عملائهم لايخشون ولا يتحذرون ، و نجدهم منتشرون على طول وعرض البلاد ، يخططون ويدبرون ، و من اشتروهم منا باسم الثورة و التغير و حفظ أمان الوطن ، أصبحوا عار علينا و سبة وإهانة طبعت على جبيننا و ، خنجرا فى خاصرتنا ، فالطريق طويل أمامنا و حتما إذا تمت مراجعة ، تفكيرنا و خطواتنا و اتخذنا و اتبعنا النهج الصحيح ، سوف ننتصر ، ولنضع نصب أعيننا بأنهم لن يتنازلوا طوعا هؤلاء عن عرشهم ، الذى ورثوه ولا بالسهولة و التفاهم فهم خميرة عكننه ، فبالنسبة لهم ، الصراع صراع بقاء او فناء ، لا صراع من أجل تبادل السلطة ، و يأمنون و يعتمدون على عدم قدرتنا ، على تغير طريقة تفكيرنا التى غرزوها فينا ، فدعونا نفسد ظنهم و نخيب آمالهم ، و نكسر مربعهم ، و نستعيد سوداننا ، فقد قدمنا ما يكفى من الدموع ، و الدماء الطاهرة و الطفولة المهدرة ، و النفوس المتعبة المرهقة ، و القرى الحزينة المهجورة المدمرة ، و الأحلام و الطموحات المؤجلة ، كفى ثم كفى والف كفى ، فلنكسر صندوق تفكيرهم ، و نحرر أنفسنا ، و عند ذلك يسهل تحرير معبدنا .

محمد صالح رزق الله

14-08-2020