ما تحمله الايام في جوفها نهاية السودان بقلم: الطيب محمد جاده

ما تحمله الايام في جوفها نهاية السودان بقلم: الطيب محمد جاده


08-11-2020, 03:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1597156615&rn=0


Post: #1
Title: ما تحمله الايام في جوفها نهاية السودان بقلم: الطيب محمد جاده
Author: الطيب محمد جاده
Date: 08-11-2020, 03:36 PM

03:36 PM August, 11 2020

سودانيز اون لاين
الطيب محمد جاده-فرنسا باريس
مكتبتى
رابط مختصر





لا أدري من أين أبدأ وماذا أكتب عن هذا الانهيار الذي اصاب الدولة السودانية ، حيث أصبح الساسة يتلذذون لمعاناة الشعب الطيب ويتسابقون على مناصب يجمعون منها المال ، أم أكتب عن الأشخاص المصابون بمرض العنصرية الذي انتشر كالهشيم في النار ، أم عن الاقتصاد المنتهي ، أم عن ألاف الذين يبحثون عن الهجرة إلى خارج الوطن ، أم عن جيش لم يعد فيه سوى الذكريات ، أم عن أحزاب لم تفكر ولاتزال سوى في نصيبها من كعكة السلطة . في السودان لم تعد للسعادة مكان الكثير يفكر بالهجرة خارج السودان وهؤلاء غالباً هم الكفاءات والأكثر تعليماً فمن سيبقى إذاً في السودان غير المطبلين المتلذذين بأهانة الشعب . بدأ مسلسل الألم في السودان ، بدأ مسلسل الحزن ، بدأ السودان يسير نحو المجهول بتسارع خرافي ، في ظل وجود سارقي الثورة علي رأس السلطة ستظل الأزمات هي السمة الرئيسية والمميِّزة في أعقاب فشل الحكومة الانتقالية ممثلة في الحرية والتغيير . تظل الأزمات السياسية المتلاحقة هي السمة الرئيسة والمميِّزة للفترة الانتقالية منذ انطلاقها في أعقاب وثيقة دستورية مشوهة ، تشهد البلاد مآزق مستمرَّة ومتتابعة على نطاقٍ غير مسبوق، ومناخاً سياسياً محتقناً ومتوتراً. فالآن هناك استقطاب قبلي حاد سيقودنا الي حرب أهلية ، وتذمُّرٍ وتمَلمُلٍ داخل القوات المسلحة، مع تنامي الولاء القبلي والعرقي، وتدهور الوضع الأمني في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان بوتيرة متسارعة ، وتردِّي الأوضاع الاقتصادية ، وشبح الحرب يلوح في الأفق بين السودانيين . حقيقة هذا الوضع الماثل أمامنا لا تخطئه عين، بل يلحظه ويراه المراقب، ولا تستقيم معه أية مكابرة أو عنادٍ أو إنكار. فلا حديث يدور في مجالس أُنس المواطنين العاديين سوى هذا المشهد السياسي المحتقن، ومآلات وسيناريوهات المستقبل، وما تحمله الأيام في جوفها نهاية السودان !