لا لتكرار تجربة دارفور في الشرق بقلم محمد ادم فاشر

لا لتكرار تجربة دارفور في الشرق بقلم محمد ادم فاشر


08-02-2020, 05:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596341459&rn=0


Post: #1
Title: لا لتكرار تجربة دارفور في الشرق بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 08-02-2020, 05:10 AM

05:10 AM August, 01 2020

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كثير من اهل السودان لا ينظر الي الشرق الا اهمية المواني فيه ولا احد يتفاعل مع قضايا اهل الشرق منذ فجر التاريخ. فكثير من الساسةواهل الفكر لا يدركون ان المحافظة علي الاقليم الشرقي اصعب من جنوب السودان فان الظروف التي قادت الي فصل الجنوب كانت قرارسياسي ومرتبط بحسابات عرقية وقدرة بعض اجناس السودان في الحفاظ علي السلطة اذا بقي جنوب السودان جزء من السودانالديموقراطي .
ولذلك ان انفصال الجنوب كان عملًا مفتعلًا متعمدا ، ليس لان هناك اسباب حقيقية وراء فصل الجنوب . لكون الجنوب لم يكن وحدة سياسيةمتجانسة وفوق ذلك دولة مغلقة ولم توجد لها امتدادات او تداخلات كبيرة مع المحيط الاقليمي بل توجد لها امتداد في السودان مع شعوب تشترك معها في الظلم والخصائص الاثنية والدينية والثقافية والتاريخية هذا عكس الشرق في كونه وحدة سياسية متجانسة وله امتداد ثقافي واثني ولغوي كبير مع ارتيريا الدولة الناشئة فان كل الاسباب التي تجعل ان تكون شرق السودان جزء من الحبشة الكبيرة حلمقادتها والتي تضم اثيوبيا واريتريا بالاضافة الي السودان او شرقها علي الاقل امرا ممكنا .
وان اطماع السلطة في السودان تجعل هذا المشروع بايسر ما يكون ،فمسالة وتوطين الاجانب من هذه الدول في الشرق وتجنيسهم بالعددالكبير بغية احداث توازنات سياسية جديدة لان اهل الشرق خرجوا من طاعة حكام الشمالين بتمردهم علي دولة مؤتمر الخريجين ، امر فيغاية الخطورة علي تماسك الدولة السودانية وقد حدث عمل مماثل في غرب السودان ولكن لا يعرف نتائجه المستقبلية علي تماسك الدولةالسودانية حتي الان بيد ان ماتم في الشرق عمل يحسب في خانة اضرار الوحدة بشكل متعمد .
فكثير من السودانين لم يشعروا هذا الخطر بدعوي ان شرق السودان هو الاساس في السودان وجزء من العالم العربي والاسلاميبارادتهم وبالتالي لا ضررا للوحدة .وهم لا ينظرون الي عوامل الانفصال التي تضعها النظم السياسية السودانية كل عام طبقات اضافيةحتي باتت سميكة عصية علي التخلص منها .
وبالطبع هناك من لا يصدق بعملية التوطين الكبيرة ولكن هذه الحقيقة يعلمها الشعوب التي لها امتدادات في الجوار هم يعرفون الناسالذين يعبرون الحدود ويستوطنون في الضفة الاخري بصرف النظر عن الظروف واماكن الاقامة ودرجة التفاعل مع مؤسسات الدولة الدولة واندماجها حتي ولو فردا واحدا ناهيك من العدد الذي يراد به التغيير السياسي في المنطقة حتي جعلت التنظيمات السياسية الارتيرية تهمالسودان بسودة كل الشعوب الارتيرية من ورائها هدف غامض ولربما استهداف ارتيريا كدولة .نعم في العادة ان الشعوب الحدودية لميتضرروا كثيرا من استضافة امتدادهم داخل الوطن وبالفعل وفروا الحماية والمساعدة لهم طوال عقدين وهم في حالة حرب وثلاث عقودبعدها . ولكن ان يصل بهم مرحلة اختطاف القرار السياسي في المنطقة واعادتهم الي حضن الجلابة بالمرة الثانية بعد تجربة الجوعوالمرض والجهل المتعمد ،واخيرا خاض الشرق حربا ووضع قضية الشرق في طاولة اجندة السياسة السودانية .وقته يعمل الجلابة عليصناعة الجسور مع المستوطنين الجدد واعادة الشرق الي حضن الاتحادي بالتعامل مع الاجانب امر لا يمكن قبولا .
ان برود السودانين في التفاعل مع القضايا السودانية لا يصلح معه في حالة الشرق مهما كانت المبررات لانه صمام الامان لوحدةالسودان واذا انفصل الشرق فان بقية السودان تعود الي مكوناتها الاولية تلقائيا بعد ساعات فقط وليست ايام او اسابيع . ولا يوجد هناكما يجمع كل اهل السودان حولها الا الساحل فقط .ولذلك التعامل مع الشرق لابد ان يكون بهذه الاهمية لان مجرد اضطراب امني يقود اليذات النتيجة.وهكذا ان الاطماع احتكار السلطة كانت وراء فصل الجنوب هي نفسها تقود الي فصل الشرق اذا سكتنا مثل ذلك السكوتالذي قاد دارفور الي الابادة وفصل جنوب السودان ولذلك علي الشعوب واجب التفاعل مع قضايا الامة كما تتطلبها الحاجة.
فان خلق صراع عرقي في الشرق وان دخلوا في حروب فيما بينهم لم يكن ذلك عاملا يضمن وحدة البلد او توجهات الشرق ضد ارتيريا لانالحرب التي قامت بين اثيوبيا واريتريا لا تمنع الان وضع مشروع التفاهم الجاري بينهما لعودة الكونفدرالية ثم الوحدة بعد الحين فانارتيريا الدولة الجبلية لا تري متنفسا لها الا في حدودها الغربية وان الشعوب التي تم سودنتهم لا احد يعلم الدور الذي يمكن ان يلعبونهفي العلاقات مع دولة الاصل في حالة زوال الدكتاتورية التي دفعتهم الي جميع انحاء العالم ولكن المؤكد لم يفعلوا ما ينقصها الا الاضافةلها وذلك هو منطق الاشياء .
وفي كل الاحوال لم يخدموا مصالح الجلابة الا لحين ومثله في التوطين في غرب البلاد بغرض الاحتماء بهم والان صاروا وبالا عليهمولماذا تكرار الخرطوم هذه التجربة الفاشلة.