عرفات الله: هل عافَ اقدام الزبائن الأثرياء بعدما صار يُصدّ عنه أحباب الله الفقراء كتبه محمد سمنّور

عرفات الله: هل عافَ اقدام الزبائن الأثرياء بعدما صار يُصدّ عنه أحباب الله الفقراء كتبه محمد سمنّور


07-30-2020, 10:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596145677&rn=0


Post: #1
Title: عرفات الله: هل عافَ اقدام الزبائن الأثرياء بعدما صار يُصدّ عنه أحباب الله الفقراء كتبه محمد سمنّور
Author: محمد سمنّور
Date: 07-30-2020, 10:47 PM

10:47 PM July, 30 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



في الماضي كان الفقراء يحجّون،
لباس الأحرام حكمته المساواة بين الفقراء والاغنياء،
والله قال في كتابه العزيز:
(واذّن في الناس بالحج يـأتوك رجالا وعلي كل ضامر)
فأول ما ذكر الرجال،
اي المشاة،
فالناس كانوا يأتون مشيا،
بل كان البعض يأتون حفاة،
وكانوا ينامون في الطرقات،
ولا زال يذكر بعضنا حج اجدادنا وآبائنا بالجمال،
وقد وجدت صورا قديمة عن الحج،
تعود الي العام 1904م،
بموقع صحيفة الشرق الاوسط،
تظهر فقراء من الحجاج ومعهم بعض اهل المدينة نفسها،
وهم بأنتظار الحصول علي طعام،
من زعماء الحجيج.

الآن صار الحج للأغنياء فقط،
وأغلبهم اصبحوا زبائن،
يحجون كل عام،
كثير منهم يذهبون للرياء وللنزهة،
عندما يرجعون ويزورهم الناس..
يحكون لهم بافتخار رحلتهم في الحج،
ويصفون لهم الشعائر والأمكنة،
وهم يفتكرون انهم محظوظون،
وان الذين لم يذهبوا هم اشقياء،
ويذكرون حديثا ضعيفا:
(لا يقف عند قبري شقي)!

روى الإمام السيوطي في الجامع الكبير،
وخرج الخطيب البغدادي والديلمي حديثًا مرفوعًا،
عن أن بن مالك رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"يأتي على الناس زمان يحج أغنياء أمتي للنزهة،
وأوساطهم للتجارة،
وقراؤهم للرياء والسمعة،
وفقراؤهم للمسألة".
وبنفس المعني أورد الإمام الحافظ الكبير ابن مردويه،
في حديث طويل عن أشراط الساعة،
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع
ثم أخذ بحلقة باب الكعبة فقال:
"يا أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة؟"
وقال في أواخر الحديث:
"يحج الناس إلى هذا البيت الحرام،
تحج ملوكهم لهواً وتنزهاً،
وأغنياؤهم للتجارة،
ومساكينهم للمسألة،
وقراؤهم رياء وسمعة".

والحديث دلالة علي ان الفقراء كانوا يحجّون،
ولا شك ان الفقراء هم أحباب الله،
فهم يدخلون جنته قبل الاغنياء،
ولذلك اختار النبي ان يكون منهم،
رغم انه كان لديه فرصة ان يكون اغني اغنياء الأرض،
فقد كان الرسول يدعو و يقول:
(اللهم احيني مسكينا،
و أمتني مسكينا،
واحشرنيي في زمرة المساكين يوم القيامة)
وفي حديث لأبي عباس سهل بن سعد الساعدي الخزرجي قال:
مر رجل على النبي ﷺ
فقال لرجل عنده جالس:
ما رأيك في هذا؟،
فقال: رجل من أشراف الناس،
هذا والله حري إن خطب أن ينكح،
وإن شفع أن يشفع.
فسكت رسول الله ﷺ
ثم مر رجل آخر،
فقال له رسول الله ﷺ:
ما رأيك في هذا؟
فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين،
هذا حري إن خطب أن لا ينكح،
وإن شفع أن لا يشفع،
وإن قال أن لا يسمع لقوله،
فقال رسول الله ﷺ:
هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
متفق عليه.

وقد أخبر النبي صلى اللهُ عليه وسلم:
أن الرزق والنصر يكون بسبب الضعفاء،
روى الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ أَبِي الدَّردَاءِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ:
(أبغوني ضعفاءكم،
فانكم انماترزقون وتنصرون بضعفائكم)

وروى الطبراني وغيره:
عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه كان يستفتح بصعاليك المسلمين.
و (يستفتح) أي: يطلب الفتح والنصرة على الكفار من الله تعالى-
أي: ببركة الفقراء و دعائهم.

لقد صار الحج الآن بعيدا عن الفقراء،
فتكلفة السفر والعبور والأقامة والرسوم المختلفة هنا وهناك،
ضخمت نفقات الحج واصبح لا يطيقها الا الأغنياء،
أما بعض الفقراء ممن يصرون علي الحج،
فهؤلاء يدخرون سنين عددا حتي يجمعوا نفقة الحج،
وبعد ذلك قد تمنعهم الأجراءات و توزيع الفرص،
لان اهل الدثور يصرون علي الحج كل عام.

كان الناس يعينون بعضهم البعض علي الحج،
فكان البعض يحملون أناس معهم علي رحالهم،
وكان البعض يتكفّلون بالطعام والشراب،
وقد وجدت في كتاب التذكرة في الآداب والتاريخ لابن حمدون:
(وكتب علي إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة:
أما بعد فأقم للناس الحج،
وذكرهم بأيام الله عز وجل...
ومر أهل مكة ألا يأخذوا من ساكن أجراً،
فإنَّ الله تعالى يقول:
(سواء العاكف فيه والباد) (الحج: 25)
فالعاكف المقيم به،
والبادي الذي يحج إليه من غير أهله).
يعني ان الاقامة بمكة كانت مجانية!

فالحاج كان يُعان علي الحج،
فيُعطي ولا يؤخذ منه!
والرسول يقول:
(من جهز غازيا في سبيل الله،
او خلفه في اهله فقد غزا)
والآن كفانا الله شر الغزو،
وبقي الحج،
فقد قال عنه النبي (ص):
(هلم الي جهاد..
لا شوكة فيه،
الحج)

قلنا من قبل في مقال:
(صلوا في بيوتكم ..
لأن المساجد لم تعد بيوت الله)
ان الفقراء والمساكين يمنعون من التواجد بالمساجد،
ونظن انه ربما كان الوباء عقابا لنا علي ذلك السلوك،
وضربنا مثلا بقصة اصحاب الجنة.

وبالمثل:
نري ان حجز الفقراء عن الحج حرم الناس من بركاتهم،
فلو كانوا يحجون كما في الماضي لما جاءنا الوباء.

التكلفة الباهظة للحج جعلت بعض الفقهاء في تونس..
يدعون لترك الحج لانه يضغط عي موارد الفرد والدولة،
اما في المغرب فقد دفعت الصوفية الي اقامة حج بديل،
الي سيدي بوخيار وغيرها،
وقد كتبت من قبل في هذا الموقع:
(لا خيار عن حج الفقراء بسيدي بوخيار).

لقد صار الحج الآن مثل الوليمة،
لقد بيَّن النبي صلى اللهُ عليه وسلم:
أن شر الطعام طعام الوليمة،
لانه لا يُدعى إليها الفقراء،
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة:
أن النبي (ص) قال:
(بئس الطعام طعام الوليمة،
يُدعي اليه الأغنياء،
و يُترك المساكين)