المفهوم السوداني الخاطئ للأضحية ضحاياه ذوي الدخل المحدود بقلم عبدالعزيز وداعة الله

المفهوم السوداني الخاطئ للأضحية ضحاياه ذوي الدخل المحدود بقلم عبدالعزيز وداعة الله


07-30-2020, 05:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596125323&rn=0


Post: #1
Title: المفهوم السوداني الخاطئ للأضحية ضحاياه ذوي الدخل المحدود بقلم عبدالعزيز وداعة الله
Author: عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
Date: 07-30-2020, 05:08 PM

05:08 PM July, 30 2020

سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر





منذ نشأتنا و حتي عهدنا بهذه الثورة الديسمبرية المجيدة لا يزال فهمنا للأُضحية فهما خاطئا يزلزل ميزانيات كثير مِن الأُسر السودانية خاصة في ظل الغلاء الفاحش و الظروف الاقتصادية الصعبة هذه. فالغالبية العظمي مِنَّا يحسبون انَّ ذبح الاضحية واجب اسلامي على كل رب اسرة بغض النظر عن مقدرته المالية مثلما ننظر سنويا لصلاة التراويح, ففي المفهوم هذا أنَّ الأَيامَي(الذين لا ازواج لهم) و إنْ كانوا غارقين في الثراء لا يري المجتمع حاجة لهم للتضحية, و لذلك يعمل رب الاسرة بكل ما يملك و ما لا يملك علي شراء خروف له ثغاء bleating يسمعه الجميع و يتباهى بضخامته و طول قرونه امام جيرانه, و يفرح اطفاله و بمجرد انقضاء عطلة العيد يبدأ تفكيره في كيفية تسديد قيمة الاضحية التى جعلته ضحية لفهمنا الخاطئ . و قد قال لي صديق يقطن حيَّا شعبيا أنَّ الخلافات الزوجية تبلغ في حيَّهم مداها عند حلول شهر ذي الحجة حيث يكون كل هم الزوجين شراء خروف أيَّا كانت الطريقة, وعند الفشل يعم بكاء الاطفال و إذا لم يكن طلاقا فسباب و لعن و تعيير و فضائح ما كان لها ان تكون.
و قد اختلف العلماء في الأضحية: هل هي واجبة أم هي سنة؟ فذهب مالك والشافعي إلى أنها من السنن المؤكدة، وقال أبو حنيفة: الضحية واجبة على المقيمين في الأمصار الموسرين، ولا تجب على المسافرين، وخالفه صاحباه أبو يوسف ومحمد فقالا: إنها ليست بواجبة. و يلاحظ انَّ الحُكْم لم يشر الى كون المرء رب اسرة أَم لا و لا ان يكون انثي او ذَكَر انما على القدرة المالية مع الاختلاف في كونها سنة أم سنّة مؤكدة ام واجبة, و إنْ كانت واجبة فعلي الموسر. عِلْما انَّ من مستحبات الاضحية هو التصدق بكثير منها للفقراء, فإذا ضمِنّا انْ لن يبقي فقيرا محروما مِن اللحم في هذا اليوم فلماذا لا يتكرم (علماؤنا) بهذه المعلومات البسيطة التى مِنْ شأنها ان تفيد كثيرا من الأُسَر الفقيرة؟.
و وزارة الشؤون الدينية في الثلاثين سنة الماضية اضافة لعام آخَر في ظل الثورة كانت مهمتها التوعوية معدومةً تماما في كثير من تبيان للعادات الضارة او المنافية للدين او نحو ذلك, و كل ما يقوم به سادتنا(العلماء) في وسائل الإعلام هو التصدي للفتاوي الضاربة في السذاجة و السخف, و أمَّا منابر الجمعة فقد كرست خطبها لكل ما يعزز النظام الحاكم باسم الدين مع انه ابعد ما يكون عن الدين, اللهم إلاَّ ان يكون دينا نزل عليهم في كافوري او المنشية. فرجاءً فعّلوا المنابر لخدمة الدين و المواطن.
و بمثلما يتبجح اكثرنا بأننا أعلَم الناس(المليار و نصف مسلم) بالإسلام و حبا له, فالحقيقة الأليمة انَّ اكثر الحجاج جهلا بشعائر الحج هُم السودانيين, و إذا رأيتَ صلاة اكثرنا وجدتَ غالبيتنا لا يحسنون او لا يعرفون اركان الصلاة دعك مِن مستحباتها, و قِس على ذلك الصوم و غيره. و سادتنا(العلماء) و اكثرهم –للأسف- عونا للسلطان و في العهد الفاسد البائد اباحوا للحاكم القروض الربوية و منهم من اباح قتْل ثلث الشعب ليستديم حُكم الاستبداد و القتل و التنكيل, و يفشلون في ايضاح المبادئ الاسلامية و التخلق بأخلاق الاسلام.
و انصرف رجال(الدين) لقضايا لا تهم الاسلام و المسلمين و نتساءل ماذا تفعل تجمعاتهم و اتحاداتهم: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على المستوي العالمي و تجد تكوينات اقليمية و محلية للصوفية و غيرها من الفئات الدينية؟ فأليس الأجدى و الأهم ان يحدثوا الناس بحكم الاضحية حتي لا يقعوا في الاستدانة أو تبديد الاموال بدلا من الحديث في امور قد لا تكون مهمة في ظروفنا الحالية؟ و من المؤسف ان تسمع و تري التنظيمات العمالية تسعي حثيثا للمساعدة في توفير خراف الاضاحي و يبيعوها لهم بالأقساط و يجعلوا منهم ضحايا الفهم الديني الخاطئ للأضحية.