عباس كامل و البرهان.. سدّ النهضة و سدّ الذرائع ! كتبه محمد سمنّور

02:49 PM July, 29 2020

سودانيز اون لاين
محمد سمنّور-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

عباس كامل التقي البرهان الثلاثاء،
مدير مخابرات مصر نقل رسالة شفهية من الرئيس السيسي،
جاء ان موضوع الرسالة هو العلاقات الثنائية،
ولكن رسالة مثل هذه كان يمكن ان ينقلها دبلوماسي بالخارجية.

علينا ان نتذكر:
عندما شنت امريكا حربا علي العراق،
كانت الذريعة امتلاك العراق اسلحة دمار شامل،
وبعد الحرب اكتشف الأمر،
فأمريكا كانت تريد غزو العراق،
ولا بد انها تعرف ما اذا كان العراق لديه تلك الاسلحة،
لكنها كانت فقط تريد مبررا.

والآن تدور في منطقتنا حروب لا مبررات لها،
او بالأحري مبررات واهية،
في اليمن، وليبيا، وسوريا،
هل هناك دواعي منطقية لتلك الحروب؟
وهل هذا يستدعي كل تلك التدخلات الأجنبية؟
وهل تدخل مجلس الأمن مثلا لوقف تلك الحروب؟
بالعكس احيانا تشعر انه يؤيد تلك الحروب،
وأن الاختلافات بين اعضائه الدائمين،
وان هذا يوافق وهذا يستخدم الفيتو،
كله تبادل ادوار،
لأقناع الشعوب بالفشل في اصدار القرارات.

علينا دائما ان ننظر من المستفيد من تلك الحروب،
هناك الدول التي تصنع الاسلحة،
وهناك تجار السلاح،
وهناك سماسرة لهذه التجارة،
هؤلاء في مصلحتهم اندلاع الحروب واستمرارها،
والمشكلة ان هؤلاء يكونون مسؤلين كبار في دولهم،
طبعا في الأطراف البائعة، والأطراف المشترية،
انظر حجم مشتروات الأسلحة للدول العربية في السنوات الأخيرة،
اشترت السعودية و قطر طائرات مقاتلة من امريكا و روسيا،
و اشترت مصر من فرنسا و المانيا،
الامارات والبحرين كذلك،
ودول جارة مثل تركيا وايران ايضا تشتري،
وهذه عشرات المليارات من الدولارات،
وما ذكرناه علي سبيل المثال لا الحصر.

بسبب الوضع في اليمن شبّ نزاع خطير بين معسكرين،
احد اطرافه السعودية ومصر والأمارات،
ونحن اقرب الي هذا الطرف،
ونحن نشارك ونتعاون معه بالرجال والسلاح،
الطرف المقابل هو قطر وتركيا،
وهناك علي مقربة منهم ايران تتداخل في منطقتنا،
وروسيا تتداخل ولا تعرف بالتحديد مع من ولصالح من،
فروسيا لها علاقة جيدة مع تركيا،
وتركيا لها علاقة جيدة مع اسرائيل،
وهذه مع مصر،
وهكذا،
هذا التشابك يعقد المشاكل،
ويمنع الحروب ان تنتهي،
اقرب مثال هنا هو ليبيا،
من الصعب انتهاء الصراع في ليبيا،
وهذا يعني استمرار تدفق الأسلحة،
فالحرب اذن تجارة،
وهي بهذا تجارة مربحة جدا.

لو قامت حرب مياه في منطقتنا،
ستكون المياه ذريعة فقط،
ولكن الهدف الحقيقي هو جر دولنا لسباق تسلح،
هذا السباق نحن في غني عنه،
لان كل ما كان يفترض ان يذهب الي التنمية سيذهب للسلاح،
لا تفتكروا ان دولنا فقيرة ولا قدرة لها لشراء السلاح،
تذكروا ان مصر اشترت مؤخرا طائرات رافال المقاتلة،
وكانت الصفقة مكلفة جدا،
واشترت غواصات من ألمانيا،
رغم ما تعانيه مصر من مشاكل اقتصادية.

يجب علي المسئولين -العقلاء- في دولنا التفطن الي هذا،
ينبغي سدّ اي ذريعة يمكن ان تبرر قيام اي نزاع مسلح في المنطقة،
بالأمس ذكرت هيئة المياه ان هناك مشكلة طمي،
والمشكلة سببها ارتفاع مناسيب الانهار،
ولكن تارة تسمع من الفضائيات العكس،
بل تسمع كأن النيل سيجف غدا او بعد غد،
وهذا التناقض هو ما يثير المخاوف حقا.