الحج والوباء بقلم مصعب المشرّف

الحج والوباء بقلم مصعب المشرّف


07-29-2020, 01:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1596025137&rn=0


Post: #1
Title: الحج والوباء بقلم مصعب المشرّف
Author: مصعب المشـرّف
Date: 07-29-2020, 01:18 PM

01:18 PM July, 29 2020

سودانيز اون لاين
مصعب المشـرّف-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




الحمد لله على كل حال. وهو العليم الذي لا يحمد على مكروه سواه.
يجيء حج هذا العام على نحو ينبغي أن يتعلم ويدرك منه كل مسلم أن الله عز وجل ليس بحاجة إلى حجّه .... وبما يجعل القاصي والداني ومن يمتلك السلطة والمال ومن لا يمتلك من هذه الدنيا حصاة أن يقتنع بأن الحج ليس هو الغاية في حد ذاتها. .. وأنه قد يأتي أوانه وينقضي بحجيج أو بدون حجيج . ولا يؤثر ذلك في الإسلام الدين الحق البناء المتكامل الأركان بلا عِـوَج.

وبداية ؛ حبذا لو التفت ابن آدم والمسلم في هذا العصر والعصور التالية القادمة إلى أن الدين هو تقوى الله وإتباع سنة وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم. وأن الدين هو المعاملة ومناصرة الحق والعدل وصيانة حقوق الخلق أجمعين الماء والهواء ومن الحجَر إلى البَشَر .... ومن واقع أن الإنسان مهما علا شأنه وتوطّدت أركان ودعائم سلطاته ونفوذه . فإنه لا محالة زائل ـ وأنه إنّما كادحٌ إلى ربه كدحاً فمُلاقيه.

يأتي حج هذا العام لتنبيه المسلم أن الله طيب لا يقبل إلاّ الطيب الحلال.

يأتي حج هذا العام بعد أن غزا العالم وسيطر عليه فيروس لا يُرى بالعين المجردة أو المجهر العادي ... وحتى يدرك الكائن البشري أنه هو والأرض التي يمشي عليها ويقتل بعضه بعضا من أجلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

يأتي حج هذا العام ليفند أطروحات وشعارات جماعات وشِعبَة الكيزان الضالة. الذين حاولوا بخبث شديد إيهام البسطاء أن الصلاة والنقاب وحف الشارب وإعفاء اللحية وأداء الحج ؛ هي وحدها كافية لكي يصل المسلم إلى درجة الإيمان. وبما يبيح له ما بين كل صلاة مفروضة وأخرى وحجة وآخرى ؛ أو بعد أن يفرغ من أداء صلاة العشاء أن يفعل بنفسه وبخلق الله ما يشاء من زنا ولواط وسحاق مع المقربين والخواص والأحباب ؛ وسحل وقتل وتعذيب واغتصاب مع الخصوم والمعارضين والأعداء .

يأتي حج هذا العام ليذكِّر من سرق المال العام وقبض الرشا والعمولات والربا.. ثم سافر يؤدي ما بات يطلقون عليه "حج ألـ VIP" . جاء ليذكرهم أن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم في غنا عنهم وأن أموالهم وأولادهم ستصبح نقمة عليهم... وتُــكـوَى بهـا جباههُم.

وعلى ذكر الحج . فقد تناقلت كتب التاريخ أن هارون الرشيد كان من عاصمته بغداد يغزو في سبيل الله عاماً ويحج عام . ثمّ ورصدنا من الخرطوم للتاريخ أن رئيساً لبلاد السودان يقال له بِـشَّة ؛ كان يقتل شعبه عاماً ويحج عام.

يأتي حج هذا العام الذي تسيدت فيه الكورونا مقاليد الحكم في الأرض ليؤكد للناس أجمعين أن الحج وحده ليس كافيا لمحو ما يرتكبونه من الكبائر والموبقات الممتدة الأثر خاصة ؛ في حق غيرهم من العباد والخلق والأرض والفضاء المحيط بها.

يجيء حج هذا العام ليدرك أعداء الإسلام ، وأصحاب نظريات الحلول الأمنية والقمعية في مواجهة الأديان والعقائد على مر العصور كذب وزيف مقولتهم أنه بمجرد هدم الكعبة المشرفة وإلغاء فريضة الحج . فلن تقوم للإسلام قائمة على وجه الأرض. لا بل لايدرك هؤلاء قول الله عز وجل في أكثر من موضع بما هيأ به عباده المخلصين من أن الإيمان بالله عز وجل هو المناط والغاية والوسيلة مجتمعتان . وذلك عند قوله في الآية (19) من التوبة يخاطب الكافرين : ﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾.