مجانياااااو ..! بقلم هيثم الفضل

مجانياااااو ..! بقلم هيثم الفضل


07-29-2020, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595996890&rn=1


Post: #1
Title: مجانياااااو ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-29-2020, 05:28 AM
Parent: #0

05:28 AM July, 28 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –



مجانية التعليم وخصوصاً الإبتدائي أو الأساس كان واحداً من الشعارات الكُبرى التي رفعتها ثورة ديسمبر المجيدة ، وكذلك هو أحد الأهداف الإستراتيجية التي تتبنَّاها الدولة مُمثَّلة في وزارة التربية والتعليم بإعتبارها موجِّهاً أساسياً لمُتطلبات تنمية وبناء السودان الجديد ، الذي يتطلَّع فيه المواطن إلى عودة (ولاية) الوزارة على التعليم العام من جديد ، فضلاً عن (إنقاذ) ما يمكن إنقاذهُ من البنيات الأساسية التعليمية الحكومية وفي مقدمتها المدارس والمعلم والمنهج ، هذا الثالوث الذي عانى المرارات وشتى أنواع الإهمال والهدم والتعجيز ، عبر محاربتهِ بمافيا المدارس الخاصة التي وكعادة عجلة فساد النظام البائد كانت مُخصَّصة ومُغلقة لفائدة ومُتاجرة أصحاب الحظوة والنفوذ والمُنتفعين من أذيال وفلول حزب المؤتمر الوطني .

كما أن مجانية التعليم هي واحدة من إشارات مدنية الدولة وإنتماء حكمها الديموقراطي إلى مراشد وتجارب عبَّرت عنها الكثير من الدول التي خرجت من دائرة الفقر إلى دائرة الإزدهار الإقتصادي بفضل إعطائها الأولوية للتعليم وتطويرهُ ودعمهُ ، فضلاً عن تحقيق العدالة والمساواة بـ (تحفيز) عامة الناس وخصوصاً الطبقات الأكثر فقراً عبر مجانيتهُ على الإصرار في إستمرار أبناءهم وبناتهم في مراحله الأولية ، إستهدافاً لتقليل نسبة الفاقد التربوي بسبب الضائقة المعيشية وخفضاً لمستوى الأُمية وحصر إنتشارها ومثولها عند حدها الأدنى ، وكذلك رفعاً لمستوى الإستنارة التي بالتأكيد سيكون لها الدور الإيجابي في كثيرٍ من مناحي الحياة ، وأهمها إرتفاع مستويات الجودة الإنتاجية والصحية والثقافية في كافة القطاعات.

وحتى لا يكون هذا الشعار مجرد هُتاف مهرجاني والعام الدراسي الجديد على الأبواب ، وصوت هدير وزمجرة غول المدارس الخاصة بدأ يضرب آذان أولياء الأمور ، على وزارة التربية أن تخرج عن صمتها وتبيَّن للمواطن هل هي على إسشتعداد مادي وتخطيطي يُمكِّنها من تطبيق مجانية التعليم الأساسي ؟ وهل لديها تصورات أو مُعالجات فيما يختص بالمدراس الخاصة التي تستوعب الآن ما يفوق الـ 60 % من تلاميذ مرحلة الأساس ، وهل تستطيع المدارس الحكومية المتوفِّرة إذا فرضنا أنها مؤهَّلة بيئياً ولوجستياً أن تستوعب الطلاب المُحوَّلين من المدارس الخاصة ؟.

على وزارة التربية أن تواجه هذه المشكلة الكبرى التي ستبدو واضحة وسافرة خلال الشهرين القادمين ، وذلك عبر تصوُّر واضح لما سيئول إليه حال التعليم الأساس في المرحلة المُقبلة ، فالرسوم المدرسية للمدارس الخاصة متوقع أن تتضاعف ثلاثة مرات عن العام السابق لما حدث من تضخم عام ، فضلاً عن مطالبة مُعلمي القطاع الخاص بالمساواة في المرتبات مع معلمي القطاع العام ، كما أن هناك الكثير من المُقترحات المُقدَّمة في هذا الصدد أهمها المُقترح الخاص بقيام الوزارة بتعيين كل معلمي القطاع الخاص المؤهلين في الهيكل الحكومي وتتبيعهُم للوزارة بما في ذلك الإدارة والعاملين ، على أن يتقاضى صاحب المدرسة أجرة مُحدّدة عن المباني والأثاثات وبقية الخدمات المتوفِّرة في المدرسة ، حتى و لو تم تحصيل تلك الأجرة من مجالس الآباء عبر صيغة مُساهمة ، بالقدر الذي يُمكِّن الوزارة من إتخاذ خطوات (تدريجية) تقود إلى تحقيق مجانية التعليم ، ليكون التعليم الأساس لهذا العام مجانياً بالكامل في المدارس الحكومية ، وبمساهمة رمزية في المدارس الخاصة لصالح مالكي المدارس بعد أن تتحمَّل وزارة التربية مرتبات المعلمين ومنصرفات الإدارة والتسيير.