الخيانة المُزركشة ..!! بقلم هيثم الفضل

الخيانة المُزركشة ..!! بقلم هيثم الفضل


07-28-2020, 05:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595909880&rn=0


Post: #1
Title: الخيانة المُزركشة ..!! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-28-2020, 05:18 AM

05:18 AM July, 27 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –



مسيرة البلاد نحو إرساء دولة المؤسسات والقانون والعدالة ، رغم ما شابها من عثرات وإنحرافات وجراحات ، لا تعجب الكثير من المُتضررين من زوال مارد الفساد العام الذي كان يُشكِّل (كنزاً) ينهبون منه موارد البلاد وحقوق العباد ، لذا تراهم لا يُحبطون ولا يستسلمون ما إن سنحت سانحة للنهش في جسد المسار الديموقراطي الذي يعيش الآن مراحل مخاضهُ العظيم المُقدَّس ، من بين محاولاتهم (التحريضية) على تحويل حالة الإرتباك التي تفرضها طبيعة ما كان متوقعاً أن يحدث بعد ثلاثين عاماً من إستلاب البلاد وتركيع العباد ، دعوتهم إلى مجابهة التحالُف الجديد بين الحركة الشعبية قطاع الشمال وتجمع المهنيين السودانيين (قطاع الإنتخابات المربوكة) ، بتحالف (يميني) مُسلَّح ، في إشارةً إلى أن تجمع المهنيين قد إنتمى وتماهى مع حليفٍ ذو طبيعة عسكرية وإمكانيات حربية قارع بها النظام البائد يداً بيد تضامناً مع أشكال النضال الأخرى إلى أن سقطت الإنقاذ على مستواها (الشكلي) ، وما زالت (مضامينها) تتساقط يوماً بعد يوم.

نقول لهؤلاء أن مبدأ التحالف الآيدلوجي والإستراتيجي والتكتيكي حول الأهداف والمباديء ، هو مبدأ ديموقراطي أصيل طالما تم إنجازه عبر المؤسسات وبعد الرجوع إلى القواعد التي يفترض أنها تُساند أو تقف خلف تجمع المهنيين وهذا ما لا أظنهُ قد حدث ، لكن (الطامة الكُبرى) التي تتراءى في (نوبة الصرع اللا إرادية) التي أصابت تجمع المهنيين (قطاع الإنتخابات المربوكة) تتمثَّل في (بيعهِ) لقضية الوطن وإلتزامات المصلحة العامة المُتمثِّلة في عدم تعريض ثورة ديسمبر المجيدة وحكومتها الإنتقالية وحاضنتها السياسية إلى أيي (مخاطر) مهما كانت الأسباب والدواعي بما في ذلك ما يراهُ تجمع المهنيين من عيوب وإنحرافات وأخطاء في منظومة قوى الحرية والتغيير وأدائها ، وهل يترك الوالد إبناً للردى وإن فاقت عقوقهُ وخطاياه ما تنوء عن حملهِ الجبال ؟.

إن كان هناك ما يُوجِعُ الثورة وثوارها في مآلات هذا التحالُف ، هو توقيتهُ الخاطيء وتأثيرهُ السلبي على أداء الحكومة الإنتقالية في ملف مفاوضات السلام الذي قطع شوطاً مهماً جعلهُ قريباً من أن يكون واقعاً ملموساً بعد أيامٍ معدودات ، فالسلام كان ولم يزل أولوية أمنية وتنموية وهو في ذات الوقت أحد أعمدة رسوخ المسار الديموقراطي وحمايتهِ من المغامرين ، وتظل الخطوة التي قام بها تجمع المهنيين بمثابة قفزة في الظلام فيها من التهوُّر وعدم الإعتداد بالمصلحة الوطنية العامة وفي مقدمتها إستقرار الفترة الإنتقالية ، خطأاً جسيماً سيدفع ثمنهُ (قيادات) التجمع وليس التجمع ، لأن القواعد الجماهيرية التي إلتَّفت تحت راية تجمع المهنيين هم ذات الشباب الذين ردَّدوا الهتافات ضد رمزية الشخوص و(صنمية الزعامات) ، هُم بالتأكيد كانوا ومازالوا يؤيَّدون ويناصرون تجمع المهنيين كـ (مؤسسة) ثورية داعمة لتطلعاتهم نحو بناء سودان جديد ، أما شخوصها وقياداتها فليس من حقهم مُنفردين تجاوز قواعدهم الجماهيرية على مستوى الهيئات والنقابات والشارع ليفرضوا فرضاً قسرياً أيي نوع من المباديء والقيَّم العامة على الشعارات الأساسية للتجمع ، وليس من حقهم أيضاً التحالف مع مَن تفاوضهُ الحكومة على طاولة السلام ، كما ليس من حق قيادة التجمع (نفض يدها) من الوثيقة الدستورية وإتهامها بتجاوز مطلوبات الثورة وهم من صاغوها وحبَّروها وأجازوها ودشَّنوها بتوقيعاتهم ، كما ليس من حق قيادة التجمع التنصُّل عن مسئوليتهم من الحكومة الإنتقالية وشخوصها ومستويات أدائها ، ليتحوّلوا (بضغطة زِر) و(حركة لولبية بهلوانية) من حاضن حكومي ومشارك فعَّال في إدارة البلاد ، إلى (مُعارِض مُتظلِّم) يتباكى على حال البلاد والعباد.