شعب الانتفاضات يبكي من خيـبة الأحوال في هذه الأيــــام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

شعب الانتفاضات يبكي من خيـبة الأحوال في هذه الأيــــام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


07-26-2020, 09:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1595750587&rn=0


Post: #1
Title: شعب الانتفاضات يبكي من خيـبة الأحوال في هذه الأيــــام !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-26-2020, 09:03 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب الانتفاضات يبكي من خيـبة الأحوال في هذه الأيــــام !!

شعب دون شعوب الأرض قاطبة استطاع أن يسقط ثلاث ديكتاتوريات في البلاد .. وكان يرجو بتلك الانتفاضات أن تنهض البلاد وتتقدم نحو الأمام .. ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك الشعب البطل لم يحقق أمنياته تلك العزيزة الغالية في مرة من المرات .. ففي أعقاب تلك الانتفاضات كان حظه دائماً وأبداً هو ذلك الخسران المبين !!.. شعب بطل قوي يفاجأ العالم كل مرة ويقدم أروع ألوان البطولات والتضحيات في سبيل وطنه العزيز ،، ثم لا يحقق طموحاته تلك الغالية في يوم من الأيام .. بل كالعادة فإن دولة السودان تدخل في دائرة الإخفاقات والفشل مع هؤلاء القادة والأطراف من أبناء السودان .. وأمر الشعب السوداني هو أمر يحير العقلاء في العالم !.. شعب تعود أن يدك قلاع الطغاة في البلاد كل مرة ويقلع جذور الاستبداد .. وقد تعود كل مرة أن يواجه أسلحة الغدر والكبت بتلك الصدور العارية ليواجه الموت دون خوف أو وجل .. شعب يرفض المذلة كل مرة ويأبى أن يستسلم بالركوع والخضوع لنزعة هؤلاء أو هؤلاء .. ورغم كل ذلك فإن الشعب السوداني يخرج دائماً خاسراً في نهاية المطاف !.. وتلك دولة السودان دائماً وأبداً محرومة من مظاهر التقدم والبناء والتعمير والازدهار .. واليوم فإن الحادبين من أبناء السودان يرددون تلك العبارة ويتساءلون في حيرة ويقولون : ( بالله عليكم يا عقلاء العالم ماذا يفعل الشعب السوداني أكثر من تلك الانتفاضات ؟؟؟،، وماذا يقدم الشعب السوداني أكثر من تلك التضحيات في الأرواح الطاهرة في سبيل الوطن الغالي العزيز ؟؟؟ ).

لقد تكررت تلك الصور الهزلية في أعقاب تلك الانتفاضات بالسودان .. حيث مظاهر الإخفاقات والفشل والتسويف والاستهتار والمناوشات والسجال !.. أطراف وجهات وفئات وجماعات وأحزاب وكلها تنهش في جسد ذلك السودان !! .. وهؤلاء البعض من أبناء السودان تعودوا أن يمارسوا نفس تلك المهازل والمخازي في أعقاب تلك الانتفاضات .. وهي تلك المهازل وتلك الممارسات السوداء الكالحة التي تقتل الانتفاضات في مهدها .. وتلك الصورة القاتمة السوداء تؤكد حقيقة أن دولة السودان تفتقد لذلك القائد المحنك ( البديل ) الذي يقود البلاد لبر الأمان .. والأوجع في تلك الأحوال أن الأحزاب السودانية تمارس نفس تلك الطقوس الدائرة منذ استقلال البلاد .. فهي تتصدر وتتصدى دائماً بقوة في أعقاب تلك الانتفاضات السودانية ،، ثم لا تتصرف بحكمة لتتفادى تلك الأخطاء الماضية !.. بل ترتكب نفس الأخطاء التي تقتل تلك الطموحات التي تكون من أجلها الانتفاضات .. وبالمختصر المفيد فإن تلك الأحزاب السودانية بطريقة أو بأخرى تقتل كافة طموحات أبناء السودان الثوار .. وفي خضم تلك المناوشات والسجالات الحزبية تنهار البلاد كل مرة .. وحين تتردى وتنهار الأوضاع في البلاد فإن تلك الأحزاب تكون سبباً أساسياً في ذلك التردي في الأحوال .. والأعجب في الأمر أن تلك الأحزاب السودانية هي التي كانت تجلب الديكتاتوريات والعسكر في البلاد كل مرة !!.. وكل التجارب السابقة تؤكد بأن تلك الأحزاب السودانية كانت تلجأ للعسكر والديكتاتوريات للبلاد حتى تحتكر حكم البلاد لنفسها تحت غطاء وحماية ومساندة العسكر دون تلك الأحزاب الأخرى !!.. وبتلك الخطوات الجريئة الغير حضارية كانت الأحزاب السودانية تحكم السودان منذ الاستقلال .. ومن سخرية الأحوال التي تضحك ( الغنماية ) فأن تلك الأحزاب نفسها هي كانت تطالب الشعب السوداني بإسقاط تلك النظم الديكتاتورية عندما لا تجد السانحة لنفسها !! .. وتلك الساقية كانت ومازالت تدور في السودان بذلك المنوال منذ استقلال البلاد .. حيث أحزاب سودانية تجلب العسكر لساحات الحكم عندما ترغب ،، وحيث شعب طيب ينتفض ويثور ليطرد العسكر من ساحات الحكم ليسلمها للأحزاب مرة أخرى !!.. شعب يضحي ويستميت كل مرة لإزالة تلك الديكتاتوريات عن ساحات الحكم بالبلاد ،، وأحزاب سودانية تجتهد كل مرة لتعيد وتجلب تلك الديكتاتوريات للبلاد !! .

وتلك المهازل التي تدور في البلاد في هذه الأيام هي صور مكررة ومعهودة في أعقاب الانتفاضات السودانية .. صور طبق الأصل والنسخ لتلك الأحوال التي تسود في البلاد .. وهي صور تؤكد بأن أبناء السودان لا يملكون المقدرات والمهارات التي تخلصهم من عيوب الماضي !!.. والسؤال الذي يحير الشعب السوداني في هذه الأيام هو : ( هل محكوم على دولة السودان أن تدور في نفس الدائرة العقيمة حتى قيام الساعة ؟؟ ) .. ولماذا لا يفكر أبناء السودان إطلاقاً في الخروج من تلك الدائرة السوداء الكالحة العقيمة ؟؟ .. وإلى متى تجري في هذا السودان قصة الانقلابات العسكرية ثم تلك الانتفاضات ؟؟ .. وبالصراحة التامة فإن الشعب السوداني قد كل ومل من كثرة الانتفاضات ومن كثرة تلك الإخفاقات بعد الانتفاضات .. ولا يظن أحد أن الشعب السوداني سوف يفكر في انتفاضة رابعة بعد تلك السرقة للانتفاضة الأخيرة !! .. وذلك الإنسان أينما يتواجد فوق وجه الأرض هو بشر يفكر وليس كالأنعام يواكب الغريزة طوال الحياة .. بل يملك ذلك العقل الذي يفكر ليخرج البلاد من دائرة الفشل والإخفاقات طوال السنين .. وجاء الوقت لأبناء السودان أن يفكروا بطريقة مغايرة تختلف كلياً عن تلك الطريقة البدائية المتخلفة في ماضي السنوات .. حيث كان ذلك التفكير البدائي الذي يليق بالجهل والجهلاء .. فلابد من نقلة نوعية في تفكير أهل السودان .. أما تلك الأحوال التي تدور في أروقة السودان في هذه الأيام فهي تؤكد بأن أبناء السودان لا يتبدلون إلى الأحسن والأفضل في يوم من الأيام .. وفي نفس الوقت فإن جميع أبناء السودان لا يختلفون إطلاقاً في التفكير والتدبير رغم تلك المؤهلات والمسميات ورغم تلك الشهادات الورقية .. بل يتساوى الجميع من الغفير للوزير في معدلات التفكير والتدبير والخطوات !!. وقد يكون تفكير ذلك العامل المتواضع البسيط أصوب ألف مرة من تفكير ذلك المدعي صاحب الشهادات والمؤهلات .. وبحق وحقيقة فإن هذا البلد هو بلد المهازل ،، وأن هذا الزمن هو زمن المهازل !.. وقد صدق ذلك ( المحجوب ) حين قال : ( يا أزمان المهازل أمرحي فقد عد كلب الصيد في الفرسان ) .. ويرحم الله ذلك ( المحجوب ) .