المسبار الاماراتي والخمج الاماراتي في السودان ؟ بقلم ثروت قاسم

06:53 PM July, 21 2020

سودانيز اون لاين
ثروت قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر

[email protected]

في يوم الاثنين 20 يوليو 2020 ، اطلقت دولة الامارات العربية المتحدة ، من اليابان ، مسبار الامل ليصل الى كوكب المريخ الاحمر في فبراير 2021 ، بعد سبعة شهور من الاطلاق ، وبسرعة الصوت في السموات السبعة العليا . هلل الجميع لعبقرية الاختراق التكنولوجي الاماراتي الإستثنائي ، الذي زاوج بين التأصيل والحداثة ، ووضع دولة الامارات في قمة الاولمب الفضائي مع امريكا وروسيا ، وحُسن اؤلئك رفيقاً .
اختزل الرئيس السيسي هذه الخطوة الإستثنائية الاماراتية ، حين صرح ، وهو يدلك في الجسم الاماراتي طمعاً في الرز الاماراتي ، وقال نصاً :
( ...هي خطوة وإن كانت سباقة وتاريخية لدولة الإمارات الشقيقة، لدخول مجال اكتشافات الفضاء الخارجي، فهي تجسد الأمل المنشود في استرجاع أمجاد واكتشافات الأمة العربية والإسلامية في مجالات العلوم والفنون والابتكار) .
نضيف الى هذه الخطوة المباركة التي تذكرنا ب ( امجاد يا عرب امجاد ) ، بعض التعليقات المكملة لهذه القفزة النوعية الباذخة ، خصوصاً وآفة حارتنا النسيان ، ونقول :
واحد :
حسب الويكيبديا ، تعداد مواطني دولة الامارات العربية ، 7 امارات ، في آخر تعداد سكاني ، بلغ مليون و34 الف و568 مواطن ، اي اقل من نصف تعداد قاطني حي ام بدة في امدرمان .
يقف على خدمة هؤلاء المليون مواطن حوالي 9 مليون مغترب ، اغلبهم من الهند ... أي حوالي 9 مغترب في خدمة كل مواطن اماراتي .
في الامارات العربية ، تجد المطاعم الروسية التي تقدم قائمة الطعام لزبائنها مكتوبة باللغة الروسية حصرياً .
تعداد مواطني امارة ام القوين 17 الف و482 مواطن اي اقل من 20% من عدد النازحين في معسكر كلمه للنازحين في ولاية جنوب دارفور ، وهم حوالي 90 الف نازح .
تعداد معسكر كلمه للنازحين اكثر من تعداد مواطني امارة عجمان 42 الف و186 مواطن ، واكثر من تعداد مواطني امارة الفجيرة 64 الف و860 مواطن ، واقل بقليل من مواطني امارة راس الخيمة 97 الف و529 مواطن .

ومع ذلك تمكن المليون اماراتي من اطلاق مسبار الامل للمريخ البعيد .
فتأمل !
اتنين :
70 الف و351 من المواطنين كبار السن في دولة الامارات اي حوالي 7% من المواطنين ... أميون ، لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، ولا يفكون الخط .
ومع ذلك ركز الاماراتيون على اطلاق مسبار الامل للمريخ ، بدلاً من تعليم هولاء السبعين الف فك الخط .
اولويات ما انزل الله بها من سلطان ، ولكن نرجع ونقول هم أدرى ، والكاش ما معاهو ... قلت شنو ؟
تلاتة :
تم بناء مسبار الامل في معامل جامعة كولارادو في مدينة بولدر في ولاية كولارادو الامريكية ، وتم بناء الصاروخ الذي اطلق المسبار في مصانع شركة مستوبيشي في اليابان ... ولكن دفعت الامارات الفاتورة المالية على داير المليم ، وصار المسبار ملكا لها ليس بعملية التصميم والبناء ، وانما بعملية الشراء ، كما تشتري عربة فورد امريكانية او تويوتا يابانية ، وتصير العربة ملكاً خالصاً لك ؟ ولكن الفرق ان الناس يهنؤنك على امتلاك العربة وليس على صنعها. ولكن يهنئ الرئيس السيسي الاماراتيين على صنع المسبار في حاضنتهم السوبر تكنولوجية ... او كما قال .
فتأمل أمة النفاق التي ضحكت من جهلها الامم ؟
اربعة :
ابتكرت الامارات وزارة السعادة ، ووزارة التسامح ووزارة اللامستحيل ، هذا من جانب . في الجانب المقابل نشاهد زوجة الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء وحاكم امارة دبي ، وهي ابنة الملك الاردني السابق حسين بن طلال ، تهرب من دبي ، طالبة اللجؤ مع ابنتها في لندن ، لتعامل الشيخ ( غير المتسامح ) معها ، الامر الذي قلب حياتها الى جحيم ولم تذق طعم ( السعادة ) ، التي كانت من ( المستحيلات ) في رفقة الشيخ محمد بن راشد .
كما هربت من دبي بنتا الشيخ محمد بن راشد لنفس الاسباب ... معاملة الشيخ الوحشية غير المتسامحة لهما ، الامر الذي حرمهما من السعادة . ولكن اكتشفت البنتان ان الهروب من دبي من ( اللامستحيل ) ، إذ تم القبض عليهما في عرض المحيط ، وإعادتهما الي سجن دبي في القصر الاميري ، ولم تتمكنا من مشاهدة اطلاق مسبار الامل الاماراتي من اليابان .
خمسة :
في يوم السبت 28 مارس 2015 ، في قمة شرم الشيخ العربية ، غادر وفد دولة الامارات ، برئاسة الشيخ محمد بن راشد ، قاعة الاجتماعات عندما بدأ الرئيس وقتها البشير يلقي خطابه ، في مقاطعة بالواضح الفاضح والمكشوف للهالك البشير ، الذي يجسد للامارات بعبع الاخوان المسلمين .
في هذا السياق ، إعترف الشيخ محمد بن زايد ، بأنه إذا تم إجراء انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة ونزيهة في دولة الامارات ، فإن الاخوان المسلمين سوف يكتسحونها ، ويفقد الشيوخ السلطة واناناسها . ومن ثم جهاد الامارات ضد الديمقراطية اولا وضد حركات الشارع الشعبية ثانياً وضد الاخوان المسلمين ثالثاً .
ثم ماذا حدث بعل اقل من سنتين ، يا حبيب ؟
في يوم الاحد 20 فبراير 2017 ، انعم الشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد على الهالك البشير بوسام الشيخ زايد من الطبقة الاولى ، لانه شارك بالدم السوداني في محرقة اليمن ، التي لا يد له فيها ولا كراع ، إلا دراهم العمالة ... ام لعل الحسنات يذهب السيئات في العرف الاماراتي ؟
في هذا السياق ، الم تقل الآية 34 في سورة المائدة :
إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم ، فاعلموا ان الله غفور رحيم .
وقد تاب الهالك البشير ، وسمع الكلام .
ستة :
شاركت الامارات بالمرتزقة من رياح الدنيا الاربعة ، واهمهم مرتزقة شركة بلاك وتر الامريكية
Blackwater Mercenaries American
وبالمال الما خمج ، وبالسلاح الامريكي المتقدم آخر صيحة ... في محارق اليمن ، وليبيا ، والصومال ، وسوريا ، والعراق ، ولبنان ، ومصر ... وما رحم ربك من بلاد خاف الاماراتيون من شبح الديمقراطية فيها .
في هذا السياق ، وفي يوم الجمعة 17 يوليو 2020 ، فتح القضاء الفرنسي تحقيقا بحق الشيخ محمد بن زايد في قضية سجون اماراتية سرية للتعذيب والقتل خارج القانون في اليمن.  
انتظروا نتيجة التحقيق ، إنا معكم منتظرون .
سبعة :
هللت الامارات لسقوط الهالك البشير في ابريل 2019، وارسلت الفريق طه عثمان الحسين للتنسيق مع الفريق البرهان وزملائه العسكر في المجلس العسكري الانتقالي ، ووعدت مع السعودية بتقديم دعم مالي للمجلس مقداره ثلاثة مليار دولار ... لاحظ دعم للمجلس العسكري الانتقالي وليس لثورة الشعب .
كانت خطة الامارات ان يستمر المجلس العسكري الانتقالي في السلطة المطلقة لمدة 9 شهور ، يتم عقد انتخابات صورية في نهايتها لتنصيب حميتي حاكماً على السودان ، في إستنساخ لنموذج السيسي المصري ، الذي طبخته وبهرته الامارات ... من البهارات .
كانت الامارات وراء فض الاعتصام في يوم الاثنين الاسود 3 يونيو 2019 ، في إستنساخ لفض اعتصام رابعة في القاهرة في يوم الاربعاء 14 اغسطس 2013 ، المجزرة التي نصبت السيسي فرعوناً على مصر .
في يوم السبت 17 اغسطس 2019 ، اتت الوثيقة الدستورية بمشاركة عسكرية – مدنية في السلطة الانتقالية ، بعد المليونيات الهادرة في يوم الاحد 30 يونيو 2020 ... بعكس ما تشتهي سفن الامارات .
بعد إنتصار الديمقراطية، تنكرت الامارات والسعودية لوعدهما تقديم منحة بثلاثة مليار دولار ، ودفعا نصف مليار كوديعة مُستردة في بنك السودان .

تكجن الامارات ثورة ديسمبر 2018 الشعبية ، والسلطة المدنية في السلطة الانتقالية ، لان هذه وتلك تذكرها بالديمقراطية ، وبصوت الشعب الذي اراد الحياة ، فإنجلى الليل ، وإنكسر القيد .
لا يطيق الشيخ محمد بن زايد ان يطلب منه تابعوه الاماراتيون ( هم قوم تُبع ؟ ) ان يجعل لهم إلهاً ديمقراطياً ، كما للسوادنة آلهة ديمقراطيون ؟
ومن ثم تكجين الشيخ محمد بن زايد للتجربة السودانية ، وسواطته وزرع الفرقة بين المكون العسكري والمكون المدني في السلطة الانتقالية .
تدعي وكالة رويترز ان الشيخ محمد بن زايد كان المخرج والمنتج وكاتب سيناريو :
+ فيلم لقاء الرئيس البرهان مع نتن يا هو في عنتبي في فبراير 2020 . ولم تنجز هند الامريكية وعدها بدعوة الرئيس البرهان لواشنطون ، خوفاً من القبض عليه لمشاركته في مجازر دارفور .
+ وفيلم بلع الرئيس حمدوك لخطابه للامم المتحدة بتاريخ يناير 2020 ... جمبلوغ ... وإستبداله بخطاب ( اي كلام ) في فبراير 2020 ؟
ولا يزال الشيخ محمد بن زايد يسوط في العجينة السودانية .