إتحاد معاشي الجيش، و الشرطة بقلم خليل محمد سليمان

04:23 PM July, 15 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

اذكر و نحن طلبة حربيين تمت دعوة طلبة كلية الشرطة لإفطار رمضاني في الكلية الحربية، و ذلك بمبادرة من قائد الكلية اللواء صلاح احمد محمد صالح قائد الكلية وقتها له الرحمة والمغفرة.

كنا في ضلال ولجة من الظلمات اعتم و اضل من التي كان عليها عمر رضي الله عنه قبل الإسلام، قد وأدنا القيّم، و الرجولة، و الكرم، علي ارض الطابية، و دسنا عليها بحوافر خيل الضلال، و الجهل، حملنا اصناماً عبدناها قُرباناً، و زُلفى، فتداعينا ان ياقوم قد دُنست ارض آباءنا التي ترفرف علي سارياتها ريات هُبل.

فكانت معركة ذات الصحون، و الكبايات، و المعالق، و الشوّك، و بتنا ليلتنا و قد انِخنا قافلة المجد، و الكبرياء الكذوب، فرحين، بجهلنا، و الضلال.

هذا هو شكل العبودية التي ظللنا تحت وطأتها طائعين مُختارين لعقود من الزمان.

عبودية تضخم الذات حتي الإنفجار، في كل تفاصيل حياتنا من الوظيفة إلي القبيلة، و الدين، و الطائفة، و التعالي الطبقي، و العنصرية، و التمييز حتي إحتقار النوع في نصفنا الآخر، فكان الحصاد وطن كسيح، و ارض يباب.

قالت ناشطة امريكية ناهضت العبودية، و ارادت ان تحرر العبيد: اكبر عقبة واجهتها انها كيف تقنع العبيد بأنهم احراراً، و ليسو بعبيد.

قد من الله علينا بفجر التحرر، و الحرية، ثورة ديسمبر الظافرة، المباركة، طهورها دماء شهداء زكية لهم الرحمة، و المغفرة في عليائهم.

ها قد اشرق النور، فجراً صادقاً بدد عتمة الظلام، فكانت ديسمبر المجد.

يقيني ان ديسمبر الخلاص سواعد ستحطم كل الاصنام، و سيل هادر سيجرف كل ادران الماضي، و بلسم، و ترياق.

إلتقى جيل البطولات بجيل التضحيات، فكان إتحاد معاشي الجيش، والشرطة.

بمبادرة جريئة من نفر كريم من ضباط الشرطة، و الجيش، تم وضع لبنة هذا الكيان الذي ولد عملاقاً، إيذاناً بعهد جديد، و السير في طريق البناء، و رفد مؤسسات الدولة بالعلم، و المعرفة، و رفع درجة الوعي، للحاق بالامم التي سبقتنا كثيراً.

تابعت تفاصيل عمل لجنة 312 للنظر في قضية الفصل التعسفي في جهاز الشرطة، فهي عبارة عن منهج علمي يصلح لأن يكون قاعدة لمعالجة إشكاليات العدالة الإنتقالية في كل ربوع السودان.

و علمت اليوم قد تم التصديق علي مخرجات اللجنة من قبل رأس الدولة، و ازف التهنيئة، و التبريكات الي الشعب السوداني، بعودة كوكبة من الضباط الوطنيين الي الخدمة تم إبعادهم قسراً، و جبر الضرر الذي لحق بآخرين حالت ظروفهم بعدم عودتهم الي الخدمة.

اتمنى ان يكون هذا الإتحاد احد آليات الثورة لوضع الخطط، و الدراسات التي يمكن ان تفرض واقعاً جديداً، و ان يخرج من الاسافير، و يتم تدشينه قريباً، ليسهل عمل الجهاز التنفيذي، و تطوير الكليات، و المعاهد، و مراكز التدريب الخاصة بالجيش، و الشرطة.

في الدول المتقدمة يُعتبر قدامى المحاربين، و المتقاعدين من جهاز الشرطة، و الامن، كمخزون إستراتيجي، و تُدير شئونهم وزارات منفصلة.

فهل آن الاوان لتتفجر هذه الطاقات؟