السودان يتخلص من محنة العواطف الجياشة الهوجاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

السودان يتخلص من محنة العواطف الجياشة الهوجاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


07-10-2020, 08:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1594365954&rn=0


Post: #1
Title: السودان يتخلص من محنة العواطف الجياشة الهوجاء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-10-2020, 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السودان يتخلص من محنة العواطف الجياشة الهوجاء !!

كالعادة يبكي الباكون الذين تعودوا ذلك النوع من المنوال العقيم .. وأرادوا أن يواصلوا المشوار بنفس الأخطاء السابقة وبنفس العواطف التي كانت تهلك البلاد كل مرة منذ لحظات الاستقلال .. وتلك الخطوات من قبل السيد رئيس الوزراء هي الخطوات السليمة والصحيحة المطلوبة بعد تجربة دامت لفترة كافية .. وتلك هي الإجراءات السليمة والمطلوبة مهما يقع ذلك النوع من الولولة والحسرة من بعض الإخوة .. والشعب السوداني كان ينادي بتلك الخطوات منذ بوادر الإخفاقات والسلبيات في هؤلاء وهؤلاء .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي أتى بهؤلاء في الأساس .. وقد ثار وانتفض ذلك الشعب وقدم تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح الغالية من أجل سودان جديد يخلو من تلك العواطف الجياشة التي يمارسها البعض من هؤلاء الغوغاء ..
وهي تلك الممارسات العقيمة التي كانت تقتل الانتفاضات في الماضي كل مرة .. والشعب السوداني اليوم قد هجر ذلك النوع من البلاهة المستحكمة .. ويقول للعالم أجمع أن السودان ما بعد الانتفاضة الثالثة ليس بذلك السودان قبل الانتفاضة .. حيث ذلك الماضي الذي توشح بتلك العواطف الجياشة الفارغة المهلكة .. وقرارات السيد رئيس الوزراء ( أثابه الله خيراً ) هي تلك القرارات السليمة والصحيحة .. حيث لا مكانة للعواطف الجياشة بعد تلك الانتفاضة الأخيرة .. وهي تلك العواطف الفارغة التي كانت تنهي وتجهض الانتفاضات السابقة كل مرة .. والمؤمن الصادق لا يلدغ من نفس الجحر أكثر من مرتين !.. وهؤلاء البلهاء يريدون أن يلدغ المؤمن من نفس الجحر ألف مرة فقط لإرضاء تلك الأهواء والأمزجة التي تجيش في صدورهم .. وقرارات السيد رئيس الوزراء قد أتت متأخرة قليلاً ،، ولكن أن تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي كلياً .

القرارات الأخيرة لرئيس الوزراء بالأمس تجسد تلك الصورة السليمة والصحيحة .. حيث لا مكان للعواطف الشخصية في مجال الأداء والإنجازات بعد الانتفاضة المباركة .. وقد ولت أزمان البكاء والنحيب على الأطلال .. وتلك هي الممارسة السليمة والصحيحة التي تنتهجها الشعوب المتقدمة والمتحضرة في أرجاء العالم .. حيث العبرة بمقدار وحصاد الإنجازات على أرض الواقع ،، وليست العبرة بمكانة هؤلاء الشخصيات والرموز في نفوس البعض من أبناء السودان .. وما أضاعت السودان منذ استقلال البلاد إلا تلك العواطف الجياشة التي تقدس الأشخاص والرموز من منطلق الأهواء والأمزجة .

في سودان اليوم لا بد من التفريق بين تلك المصالح العليا للدولة وبين تلك النزعات الانفرادية الشخصية التي تجيش في صدور البعض .. وعلى الأمة السودانية أن تناصر وتساند تلك القضايا التي تهم الوطن الكبير وأن تترك تلك الخزعبلات الفارغة التي تدور حول محاور الأشخاص والأفراد والرموز .. وذلك البحث عن مصلحة الوطن الكبير وعن مصلحة الشعب السوداني يجب أن لا يرتبط إطلاقاً بتلك الأهواء والأمزجة الذاتية الشخصية .. والشعب السوداني إطلاقاً لا يعادي هؤلاء الإخوة والأخوات الأفاضل الذين تقع عليهم الاختيار ثم يدخلون في تجارب الأداء ثم يواجهون نوعاً من التحفظات في الأداء .. ولكن تلك هي الخطوات الضرورية التي تصحح مسارات الأداء في معظم دول العالم .. فالأداء والنجاح يمثل جانباً هاماً في التعمير والبناء .. ورغم تلك الإرهاصات فإن تلك الشخصيات مكانتها محفوظة في نفوس الشعب السوداني مهما تتبدل الأحوال .. وتلك هي الصورة السليمة التي تمارسها وتنتهجها تلك الدول المتقدمة والمتحضرة في العالم .. فالشخصيات والرموز في تلك الدول لا يتم التعامل معها من منطلق العواطف .. ولكن يتم التعامل معها من منطلق الأداء والانجازات على أرض الواقع .

وقد جاء الوقت على الشعب السوداني أن يفرق بين متطلبات البناء والإنجازات والتعمير وبين منطلقات العواطف الشخصية التي لا تفيد البلاد في يوم من الأيام .. وتلك الشعوب المتحضرة في العالم لا تتعامل إطلاقاً من منطلق المحابية الشخصية أو من منطلق العداوات الشخصية في بناء الأوطان .. إنما هي تلك الدول التي تتقدم من منطلق الجدية في البناء والتعمير .. ولا تبالي كثيراً بالأفراد والشخصيات والرموز من منطلق التوجسات النفسية .. وفي تلك البلاد فإن الضرورة تقتضي تواجد الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة .. وفي الأوقات المناسبة .. وتلك المناصب والوظائف الوزارية تتطلب مواصفات معينة وضرورية في تلك الشخصيات والرموز التي تدير تلك الوزارات .. وليس كل من يملك تلك الشهادات العلمية الأكاديمية هو الذي ينجح في إدارة تلك الوزارات .. ورب شخصيات عادية تنجح في إدارة تلك الوزارات أكثر مما ينجح هؤلاء أهل الشهادات والسمعة العلمية .. ومزاولة أية مهنة من المهن تتوقف على مقدرات الذات في الأداء والإنجازات ولا تتوقف فقط على تلك الشهادات الأكاديمية .. وتلك الوزارات بالسودان بعد الانتفاضة الثالثة تتطلب الانتفاضة في الأداء .. ولا يكفي إطلاقاً فقط ذلك التواجد للوزراء في تلك الوزارات ،، إنما الضرورة تستوجب تلك التجليات العظيمة والإنجازات الكبيرة .. وخاصة في أعقاب ثورة شبابية لها طموحاتها العظيمة .. وعليه فإن تلك الشخصيات أو الرموز يجب أن تنال حظها من الرضا والقبول بمقدار إنجازاتها وايجابياتها الكبيرة .

تلك الألسن للشعب السوداني لا تلوم هؤلاء أو هؤلاء من منطلق الكراهية أو المقت .. إنما هي تقيم النتائج والأحوال بعد فترة كافية من حالات المراقبة والتجربة .. وهي تلك الألسن التي تقارن بين إيجابيات وسلبيات وزير من الوزراء لفترة من الزمان ثم يرجح كفة السلبيات أو كفة الايجابيات في نهاية المطاف .. فإذا كانت سلبيات ذلك الوزير أكثر من إيجابياته فإن تلك الألسن تنادي بالتبديل عند الضرورة .. والشعب السوداني دائماً وأبد يبحث عن الأفضل والأحسن في الأداء .. ولكن مع الأسف الشديد فإن البعض من هؤلاء الإخوان مازال يتعامل مع تلك الأمور بنفس الصورة التي كانت سائدة في البلاد في ماضي الأزمان .. حيث عبادة الأشخاص والرموز بطريقة أعمى في السراء والضراء .. وتلك الصورة البدائية المتخلفة يجب أن تختفي عن ممارسات أبناء السودان بعد الانتفاضة الأخيرة .. وفي النهاية فإن هؤلاء جميعاً هم أبناء السودان ،، والضرورة هي التي تستوجب وضع الشخص المناسب في الوظيفة المناسبة .. ونرجو من هؤلاء الإخوة والأخوات الذين رحلوا عن تلك المناصب أن يتقبلوا الأمر بصدور رحبة .. وتلك القرارات لا تقلل من شأنهم إطلاقاً في نفوس الشعب السوداني .. ولكن الضرورة هي التي تتطلب البحث عن الأفضل والأحسن .. فنرجو من هؤلاء الإخوة والأخوات أن يقبلوا تلك القرارات بنوع من التواضع المحبب .. والقصة برمتها ليست قصة عداوات أو صداقات إنما القصة قصة إنجازات تمثل الإيجابيات أو قصة إخفاقات تمثل السلبيات .