Post: #1
Title: هونوا علي انفسكم، و اثبتوا ان جيشنا محترم، و غير مُغتصِب.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 07-04-2020, 05:25 AM
05:25 AM July, 03 2020 سودانيز اون لاين خليل محمد سليمان-مصر مكتبتى رابط مختصر
شاهدت مقطع فيديو لضابط برتبة الملازم يرد علي الفتاة ذات الخمسة عشر ربيع، صاحبة الهتاف " الجيش مُغتصب النساء" وكأن الفتاة دولة اجنبية غارت علي ارض السودان بصواريخ، و بوارج، و قاذفات، و إنتهكت سيادته.
إسلوب يذكرنا بحقبة قذرة في تاريخ البلاد القريب حيث الهُتاف، و التعريض، و اخذ اللقطة علي حساب المهنية.
ما قام به الملازم هو ترجمة لموجة عارمة اجتاحت الاسافير بين رافض، و مؤيد، و الذي يحظره القانون علي العسكريين عدم الخوض في السياسة، و دخوله في هذا السجال، و تفاعله يُعتبر رد سياسي، يستوجب المحاسبة، لا احد مسؤول عن الرد بإسم القوات المسلحة خارج أُطر القانون، و التحقيقات، لو ثبتت ايّ مخالفة لها علاقة بتهديد الامن القومي، او الإهانة، والتحقير و التي لا تنطبق علي ما ذهبت إليه الفتاة، فهو إتهام واضح، و صريح علي لسان كل السودانيين، في قضية فض الإعتصام التي لم تُحسم بعد.
لست مؤيد لما قامت به الفتاة، و لا اعارضه، و لي زاوية تخصني للنظر في هذا الامر.
يجب علي قادة القوات المسلحة معرفة انه توجد مسافة و اسعة من عدم ثقة جيل كامل بهذه المؤسسة الكبير، و المحترمة بالضرورة، و هذا لا ينكره إلا مكابر يتعامى عن الحقيقة.
هذا الجيل شاهد ابشع جريمة تم إرتكابها امام بوابات، و اسوار قيادة الجيش، حيث القتل، و الإغتصاب، بغض النظر عن جدلية مشاركة الجيش او عدمه، فهو المسؤول الاول، والاخير عن حمايتهم.
هذا الجيل يحتاج منّا لنثبت له ان جيشهم جيش وطني، و يعمل وفق القانون، لحماية امن، و مكتسبات الشعب.
هذا الامر يُعد مهدد فعلي للأمن القومي، و تصدع في الجبهة الداخلية للدولة، و التي تمثل العمق الإستراتيجي للجيش في كل اعماله في السلم، و الحرب.
اهم ادوات الجيوش علي الإطلاق لضمان تماسك الجبهة الداخلية، هو إستطلاع الرأي العام، و تقوم به هيئات متخصصة داخل المؤسسة العسكرية.
لا ادري هل تعلم القيادة بهذا الامر ام المسألة عندهم كما عهدنا في النظام البائد " هردبيسة"، ام لديهم مؤسسات فعلاً، و مستشارين في هذا الجانب.
الجيش ليس صنم، فهو تحت النقد من ايّ مواطن، و ذلك لا يعني العمالة، او الخيانة، بل هو الحب ليرى جيشه بشكل لائق لطالما هو صاحب الحق الحصري، و المالك الفعلي للدولة، و يعمل الجميع لحسابه وفق مصالحه المنصوص عليها في الدستور او ايّ وثيقة.
إستعرضت في مقال سابق كيف قام صحفي امريكي بكشف فضيحة "ابو غريب" في العراق، و قبلها مذبحة " مي لي" في فيتنام ايام الحرب الامريكية هناك، و كيف تم تكريمه، و لم يُتهم بالخيانة او عدم الحب لجيش بلاده.
الحب هو كشف فساد الافراد، و الإنتهاكات، لطالما لم تكن بشكل ممنهج ليقوم الجيش بواجباته بالشكل الامثل.
اخيراً ..اعتقد الجيش صاحب المصلحة الاولى و الاخيرة في الكشف عن مرتكبي جريمة فض الإعتصام، و تقديمهم للمحاكمة، لتعود ثقة جيل الثورة بجيشه، و الشعب السوداني عامة، و يتعافى الجميع من هذه الصدمة.
"الجيش جيشنا، و نحن اهلو، بنستاهلو"
" الجيش، جيش السودان ما جيش الكيزان"
شباب هتفوا من قبل بهذه الهتافات الرائعة الاكيد هو حبهم لجيشهم، و وطنهم، و عزهم، و فخرهم به، فيستحقوا ان يُحفزوا، و يُكرموا بالحقيقة الكاملة الغير منقوصة، و الشفافية المطلقة.
خليل محمد سليمان
|
|