30 يونيو.. دراويش لاقوا مداحين! بقلم ياسر الفادني

30 يونيو.. دراويش لاقوا مداحين! بقلم ياسر الفادني


07-01-2020, 02:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593611974&rn=0


Post: #1
Title: 30 يونيو.. دراويش لاقوا مداحين! بقلم ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 07-01-2020, 02:59 PM

02:59 PM July, 01 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



من أعلى المنصة





فعالية 30 يونيو ماالغرض منها؟ سؤال ظللت اطرحه في مقالات كثيرة علي قيادات هذه الحكومة... هل هو إحتفال بذكرى هبة شعب على حكومة البشير؟ أم تصحيح مسار؟ إن كان كذلك فإن ماتم لايشبه إحتفال ... فالمظاهر الاحتفالية لحدث يكون لها فعاليات مختلفه في المركز والولايات وربما تستمر أكثر من يوم... أما إذا كان تصحيحا لمسيرة عام وجرد حساب لماتم ؟ فكيف لحكومة يسير مؤيدوها ضدها مواكب هتافية وهم أهل سلطة.. لماذا الإصلاح لايكون من الداخل.. ماحدث هو انقلاب لميزان العمل السياسي الذي نعرفه..ومفردة شاذة وغريبة في القاموس المحيط للغة السياسة والسياسين...الجهات التي رتبت لهذه المواكب هي نفس الجهات التي تمتلك حقائب دستورية في الحكم... لماذا لايتم الإصلاح فيهم؟ وفي سياستهم وطريقتهم في إدارة دفة الوزارات؟ ... لماذا (نرى الفيل.. ونطعن في ضلوا)...

المواكب التي خرجت بالأمس الهدف الأساسي منها إظهار مجسم متحرك لمواكب مصنوعة... ويبدوا أنه... صرفت عليها مبالغ طائلة للترتيب القبلي.... وأثناء سير المواكب... والهدف منها إبراز عضلات لمؤيدي النظام السابق أننا موجودون... قد ذهبتم وسوف لن تاتوا...فالشعارات التي رأيناها وسمعناها تؤيد ذلك ...برغم أن القيادة السياسية المحسوبة على النظام السابق حسمت أمرها... وقالت إن حزبها لن يشارك... بل وأصدرت توجيهات للعضوية بعدم المشاركة وانتهى الأمر.. أيعقل؟ جهة سياسية تسير موكبا سلميا لتصحيح مسار حكومتها يقتل في هذه المواكب من يقتل؟ ويصاب من يصاب.. من قتل الشهيد الذي استشهد بالأمس في مستشفى امدرمان متأثرا بطلق ناري؟..

المواكب المصنوعة والمصروف عليها ليست هي مقياس صادق وشفاف لقاعدة عريضة تؤيد حكما... كثير من الرؤساء والحكومات في هذه البلاد صنعوا ماصنعوا من حشود تملأ الأفق لحدث سياسي معين وتخاطب هذه الحشود خطبا عصماء ... ويظنون أن لهم قبول شعبي كبير.. لكنهم بمرور الايام سقطوا وزال حكمهم بسهولة وذهب الذين يهتفون لهم سريعا .. فما أسهل صناعة الحشود... ومااصعب إدارة الدولة بصدق وعدالة ... أصبح الشعب السوداني عالقا داخل دولته... لا حكومة قوية تأتي له ببقرة بيضاء فاقع لونها ولا حتى طيرا أو فوما أو بصلا... ولا معارضة قوية ننظر إليها أنها المنقذ والمخلص ونستشرق بها أملا قادم .....

مايحدث في هذه البلاد عبارة عن مهرجين يضحكون أنفسهم في مسرح الواقع السياسي... ونعامة عندما تحس بالخطر تدفن وجهها في الرمال.... وتغطية للوجه بصورة كاملة و ترك باقي الجسم عريان...وحمار في اسطبل خيل... ويأكل من معلف الجياد... ومن فوقه سرج فرس أصيل. يحسب نفسه فرسا.... لكنه عندما يريد أن يصهل... ينهق!.