بين الحفرة، و الدُحديرة تبقى الخيارات الصعبة بقلم خليل محمد سليمان

بين الحفرة، و الدُحديرة تبقى الخيارات الصعبة بقلم خليل محمد سليمان


06-28-2020, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593353592&rn=0


Post: #1
Title: بين الحفرة، و الدُحديرة تبقى الخيارات الصعبة بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-28-2020, 03:13 PM

03:13 PM June, 28 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




العنوان مُقتبس من مثل مصري دارجي" نطلع من حفرة نقع في دُحديرة" يجسد الواقع الذي نعيشه تماماً.

المجتمع الدولي تحرك بجِد في إتجاهنا، و ليس العكس حتي نضع الأشياء في نصابها، وذلك بفضل ثورة ديسمبر المجيدة التي تُتعتبر آخر، و اقوى عمل إنساني سلمي شاهده سكان الكرة الارضية.

المؤسف تأخرنا كثيراً في إنجاز بعض الاعمال الواجبة، و المُلحة، و ترتيب الصفوف لتكون الحركة من الإتجاهين، لأن عدم تحركنا بجدية عكس إشارات سالبة ستبطئ من حركة المجتمع الدولي تجاهنا.

للأسف طالعنا آخر تقرير امريكي يضع السودان ضمن الدول التي لا يزال يتم فيها تجنيد الاطفال، و إستخدامهم في الحروب.

احيان كثيرة لا نفرق بين الامر الواقع، و المبادئ الاخلاقية، فالواقع يفرض علي الدول الغربية بشكل عام توظيف واقعنا المرير لمصلحة امنها، و لا مانع عندهم من ان يتمتعوا بهذه الخدمات، و إن كانت ضد المبادئ، و اعتقد عندنا في الإسلام قاعدة فقهية تبيح المحظور عند الضرورة القصوى.

في الإتجاه الآخر هذه الدول لديها إلتزامات اخلاقية امام شعوبها، فلابد ان نعرف طبيعة و كيفية تبني الحكومات لمثل هذه التقارير لتصبح قرارات تؤثر بشكل مباشر علي معاشنا، و حياتنا.

ظل السودان يحرز نتائج مرضية للغرب، و اوربا بشكل عام في محاربة الهجرة الغير شرعية، و تهريب الاسلحة العابرة للحدود، و الإتجار بالبشر، في آخر ايام عهد النظام البائد، بذات المنظومات الامنية، بلا تغيير في الشكل، و المضمون، و لكن برغم ذلك ظل السودان كسيحاً محاصراً، كترجمة مباشرة لمعايير الغرب في التعامل، تجسيداً للأمر الواقع، و توظيفه حسب المصلحة، و الإلتزام الاخلاقي امام شعوبهم يأتي في شكل قرارات بالحظر، و التضييق ليكون ثمنه الجوع، و الفقر، و المرض.

القرارات في الغرب لا ينتجها اشخاص، او تُفرض بمحض الصدف، و الاهواء، تبدأ بشكل تقارير، و feedback تعمل عليه منظمات مدنية مستقلة لا علاقة لها بالسلطة، و الشفافية و قوة الدولة المدنية تفرض علي الحكومات تبني هذه التقارير في شكل قرارات واجبة التنفيذ.

لذلك تأخذ هذه التقارير اوقات طويلة في التداول والتمحيص، و بنفس القدر تحتاج لوقت اطول و جهد مضاعف حتي تثبت العكس.

هذا ما كان يجب علينا ان نفعله، و واحدة من مرتكزات الثورة الاخلاقية كانت إنهاء وجود الجيش السوداني، و مليشيات الدعم السريع في اليمن بعد الثورة، و البداية الجادة في إجاد حلول سريعة بطرق تمنع اي مضاعفات لهيكلة القوات المسلحة، و دمج الدعم السريع باسرع ما يمكن، و قوى الامن، و الشرطة.

هذا الإستحقاق واجب و تأجيله يعني الهروب إلي الامام، و الآن تنتظرنا مآلاته، و شواطين تفاصيله في كل المحطات شئنا ام ابينا، لنظل في ذات الدائرة الجهنمية، و الواقع يُنبئ بذلك.

لم نقم بعمل كافي لتوظيف السمعة الطيبة للثورة، وإرادتها، و إستغلال النجاح! و مكانة السودان البلد العظيم الذي يتطلع كل العالم للإنفتاح معه.. كان لابد من إظهار قوة الدولة في بناء المؤسسات، و علي رأسها العسكرية، و الامنية، حتي ينسجم الإستثمار في الامر الواقع، و المبادى الاخلاقية، لنرى الكل يهرول نحونا بثقة يملأها الحب، و الخير، و النماء.

عجزنا يبرر التآمر علي الثورة بثوب الامر الواقع، و تقديم مصلحة الامن الدولي، و الإقليمي ليصبح السودان و شعبه رهينة لوكلاء، و لوردات الحرب في نسخة صومالية جديدة!

وأد الثورة، و التآمر عليها ثمنه غالي، و سيدفعه الجميع!

اتمنى من كل قلبي ان نلتقي بعد 30 يونيو، و قد إستوعبنا الدرس لو كان في العمر بقية، و في الوقت متسع.

خليل محمد سليمان