مـــا الذي يخيف الناس هذه المـــــــرة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مـــا الذي يخيف الناس هذه المـــــــرة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


06-28-2020, 09:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1593333890&rn=0


Post: #1
Title: مـــا الذي يخيف الناس هذه المـــــــرة ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 06-28-2020, 09:44 AM

09:44 AM June, 28 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

مـــا الذي يخيف الناس هذه المـــــــرة ؟؟

تلك المسيرات معهودة ومعروفة في مسار هذا البلد .. وتلك الاحتجاجات معروفة ومعهودة في حياة هذا الشعب البطل .. فإذن لماذا يتخوف المراقبون هذه المرة بتلك الطريقة التي أصبحت تجذب الانتباه في الداخل والخارج ؟؟؟ .. والإجابة على ذلك السؤال المحير هي أن الحيثيات والإشارات والعلامات كلها تفيد بأن كافة تلك الأطراف والجهات والتنظيمات والجماعات المتحاربة وغير المتحاربة بجانب أطراف أخرى كثيرة تصر بعناد شديد لتشترك في تلك المسيرة يوم 30 يونيو الجاري .. وكل طرف من تلك الأطراف لديه أجندته الخاصة التي ينادي بها .. وهي أجندات تختلف كلياً عن بعضها البعض ولا تلتقي إطلاقاً عند زاوية من الزوايا .. وتلك النوايا والأهداف متضاربة ومتغايرة للغاية .. بجانب ذلك الحماس الشديد الذي يدفع كافة الأطراف للاشتراك في تلك المسيرة المقترحة يوم 30 يونيو الجاري .. وذلك الحماس الشديد في الاشتراك في تلك المسيرة هو الذي يخيف المراقبين والسلطات والحادبين على مصير الأمة السودانية .. ومع مرور الأيام فإن تلك المسيرة قد أصبحت ( جدلاُ ) مربكا للغاية .. وقد أصبحت سيرة المسيرة يوم 30 يونيو هي السيرة الهامة التي يتداولها أبناء السودان في هذه الأيام .. ومن المظاهر التي تجلب الانتباه فإن مقدمات تلك المسيرة كلها تشير لنوع من التحديات والعناد .. وهي تحديات تبديها كافة تلك الأطراف بغير استثناء .. وتلك التحديات التي يجاهر بها البعض من هؤلاء المتطرفين هي التي تخيف المراقبين والمسئولين .

اللحظات الحالية قبل يوم المسيرة يمكن وصفها بأنها حرجة ومعقدة للغاية .. فهي لحظات لا تقبل أي لون من ألوان القرارات الحاسمة .. ومجرد التفكير في إلغاء تلك المسيرة قد يكون أشد خطورة من مخاطر المسيرة نفسها !!.. وبنفس القدر فإن مخاطر المسيرة بعلاماتها المختلفة هي أشد خطورة من مخاطر إلغاء تلك المسيرة .. والمعضلة قد أصبحت محاطة لكافة الأطراف من كافة الجهات !.. بجانب تلك المخاطر المؤكدة بأسباب وباء ( الكورونا ) .. وتلك مخاطر لا يمكن إنكارها مهما يجتهد هؤلاء المجتهدون .. فلا بد أن يتوقع الناس زيادة الإصابات بذلك الفيروس الخطير بعد تلك المسيرة صاحبة الصيت ( لا قدر الله ) .. وحكومة السيد عبد الله حمدوك بجانب الشق الآخر الذي يمثل ( حكومة العساكر ) قد فوتت فرصة كبيرة كانت متاحة للجميع في لحظة من اللحظات .. وهي فرصة تأجيل تلك المسيرة لموعد آخر بحجة ( فيروس الكورونا ) .. والتأجيل دائماً في مثل تلك الحالات العصيبة والخطيرة يقتل الحماس في نفوس الكثيرين من هؤلاء الذين يرغبون في تأجيج تلك الأحوال .. ولكن مع الأسف الشديد لا توجد في هذا السودان تلك العقليات العبقرية الماهرة التي تتجلى عند المحك واللزوم .. ومثل ذلك التسويف والتهاون هي صفة أساسية في أبناء السودان .

وما دامت تلك الأحوال قد أصبحت وشيكة ومؤكدة فإن الحادبين الحريصين من أبناء السودان يناشدون كافة تلك الأطراف المشتركة في تلك المسيرة أن يعبروا عن رغباتهم تلك المكنونة في الصدور بمنتهى السلم والهدوء .. وأن لا يلجئوا إطلاقاً لمظاهر الاستفزازات والتصادمات .. ويجب أن تنتهي تلك المسيرة بعد أداء دورها بطريقة سلمية وحضارية ,.. وبتلك الصورة الحضارية المتقدمة التي تؤكد بأن أبناء السودان يعبروا عن مشاعرهم ورغباتهم بمنتهى الهدوء والسلام .. وتلك الشعوب المتحضرة لا تحتاج إطلاقاً لقوات نظامية تتدخل لفض مثل تلك الاشتباكات التي تقع من بعض الغوغاء .. والعقلاء من أبناء السودان يثقون كثيراً في حصافة ولباقة ومهارة ذلك الإنسان السوداني عند المحك .. وعاش الشعب السوداني .. ذلك الشعب البطل الذي عرف في العالم بشعب الانتفاضات .