مابين ذكري تحرير الزنوج الامريكان و حقوق ابناء الهامش السوداني..! بقلم الصادق جادالله كوكو

02:50 AM June, 19 2020

سودانيز اون لاين
الصادق جاد الله كوكو-USA
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

العبودية و الاضطهاد العرقي من ابشع الجرائم على الانسانية و الجنس البشري على الاطلاق, كل الديانات السماوية نددت بها وعلى الرغم من ذالك تلزز و ما زال يتلزز البشر بمارستها سيما الجهلاء و اللذين في نفوسهم مرض منهم. هذا العام في الولايات المتحدة الامريكية تاتي ذكرى تحرير الزنوج الامريكان تحت ظروف استثنائية غاطبة ومناخ اجتماعي يعكس صحوة اجتماعية عارمة تجتاح المجتمع الامريكي و العالم اجمع, اللذي استشعر بخطورة و وحشية الممارسات العنصرية اللتي تمارس ضد ابناء البشرة السمراء في عالمنا اليوم. فمنذ ان تم اعطاء الضوء الاخضر للزنوج الامريكان في ولاية تكساس1865 ( اخر ولاية تتخلص من العبودية) اصبح هذا اليوم في كل عام ذكرى جميلة وسط الامريكان-الافارقة يبتهجون فيها بالتخلص من شبح الممارسات العنصرية البغيضة تلك, حيث يتم الخروج الى الحدائق و المنتزهات العامة للاكل و الشرب والطرب و اقامة الخطب الحماسية من طرف النشطاء و السياسيين للتزكير بهذا اليوم التاريخي الهام في حياة الامريكان السمر.
الجنثيين (19 يونيو) هذا العام يشهد تحولا كبير في المجتمع الامريكي اللذي خرج عن بكرة ابية في عموم الولايات الامريكية, مطالب بنهاية لهذة الممارسات العنصرية الممنهجة و المتواصلة ضد الاقليات السوداء في البلاد, بجانب ضرورة سن قوانيين تهدف الى حماية الاقليات السوداء بجانب العمل على ترقية اوضاعهم الاجتماعية في الولايات المتحدة الامريكية. المدرك و المتابع للوضع الداخلي الامريكي يعلم بان هنالك هوة كبيرة مابين دخل الانسان الابيض و وضعيتة الاجتماعية-الاقتصادية وبين الاقليات العرقية الاخري خاصة السوداء منها. واخطر ما في الامر ان مسالة التمييز العرقي في الولايات المتحدة الامريكية اصبح مؤسسي و يكاد يكون باالامر الطبيعي في مخيلة المجتمع الامريكي , الأ ان بجهود بعض التكتلات و النتظيمات الناشطة في حقوق الاقليات العرقية المهمشة استطاعت ان تسلط الضوء على تلك القضية المهمة وتبرزها للعلن كشي قبيح مزموم لأ يعكس الاسس و المعايير الاخلاقية اللتي قامت عليها الولايات المتحدة من عدالة و مساؤة وحرية و احترام لكل الاعراق و الديانات المختلفة.
نفس القضية الامريكية هذة تنعكس على الوضع السوداني الراهن, نجد ان هنالك عنصرية بغيضة تمارس لدى الشعب السوداني خاصة ضد ابناء الهامش السوداني, ان تحكم ابناء النيل في المركز الحاكم منحهم فرصة كبيرة للانفراد بنهب ثروات السودان و استخدامها في ترقية مجتمعاتهم و معارفهم على حساب بقية ابناء السودان من مختلف المناطق الاخرى الامر اللذي ادى لحدوث فارق طبقي اجتماعي-اقتصادي مابين ابناء السودان اليوم, جل ابناء الهامش تجدهم يمتهنون المهن الهامشية ويغطنون في كثير من العشوئيات وبيوت الكراتين حول الخرطوم و أمدرمان و ابسط دليل على ذالك أذا تجولتة في كل العشوئيات حول العاصمة المثلثة مثال ( جبرونا و كسرونا وذقلونا و دفرونا و...) تجد اغلب قاطنيها من ابناء الهامش وهذا يشكل معضلة خطيرة في المستقبل السوداني القريب .
كان يمكن لهذة الحكومة الحالية ان تعمل الكثير لمعالجة و اصلاح هذا الخلل الاجتماعي-الاقتصادي الخطير و اللذي يعتبر بمثابة القنبلة المؤقوتة يمكنها ان تنفجر تحت اي لحظة كما هو يحدث الان في المجتمع الامريكي . ابسط هذة المعالجات تكمن في تحقيق السلام الشامل في البلاد اللذي سوف يساعد بصورة كبيرة في ترقية عامل الثغة مابين ابناء السودان كافة الامر اللذي سوف يساعد في تحفيز كثير من قاطيني هذة العشوئيات حول العاصمة للعودة الى اقاليمهم المختلفة وذالك بعد ان يحل السلام فيها . بجانب ان اعادة هيكلة الخدمة المدنية و القوات النظامية المختلفة الاخرى سيكون معزز لتقوية اواصر المجتمع السوداني الممزغ .
اليوم المجتمع الامريكي خاصة الشباب منهم تدارك للمشكلة الكبيرة اللتي كان يعيشها المجتمع الامريكي في الماضي و هاهو العالم اليوم يذهب في الاتجاة الامريكي هذا في امل ان يحقق اصلاح اجتماعي شامل ويصحح اخطاء الماضي الشنيع تلك. الامل معقود على ان تكون هنالك ثورة تصحيحية سودانية لتدرك حجم التهديد المصاحب لبقاء الدولة السودانية اليوم و ان يعمل وبسرعة على أبطال هذة القنبلة الزمنية من الانفجار.
وانها ثورة حتى النصر....
الصادق جادالله كوكو – الولايات المتحدة الامريكية - فيرجينيا