المعارك الخاســــرة في نهاية المطـاف !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

المعارك الخاســــرة في نهاية المطـاف !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


06-16-2020, 07:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592287524&rn=0


Post: #1
Title: المعارك الخاســــرة في نهاية المطـاف !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 06-16-2020, 07:05 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

المعارك الخاســــرة في نهاية المطـاف !!

كالعادة المعهودة تدور تلك الدوائر.. وتثار تلك الزوابع ،، وتضج تلك المحافل ،، وتثرثر تلك الألسن ،، وتكتب تلك الأقلام حتى تكل وتمل .. والكل في هذا السودان يبني قصور الأوهام عالية في الهواء .. حيث جهلاء القوم في هذه البلاد الذين يفصلون ويخيطون بمقاييس الأهواء والأمزجة .. وحيث هؤلاء الحمقى الذين يحركون تلك المناخل بعنف شديد ليسقطوا الغير مطلوب وليبقوا ذلك المطلوب .. وكل من يشاهد تلك الزوابع في الفناجين ويرى ذلك الحراك الزائف يظن أن الجديد قادم .. ويظن أن الأمور في السودان بأيدي رجال يملكون تلك السيطرة والمقدرة .. وكل من يستمع لتلك الوعود والتباشير يظن أن أصحاب القول بمقدار المقال .. وكل من يمارس ألوان الخزعبلات والترهات يظن أنه يقف فوق الأرضية الثابتة .. ولكن تلك المحصلات والحقائق تقول دائماً أن الأحوال في السودان هي الأحوال مهما يطول الزمن أم يقصر .. ومازال هؤلاء البعض من الناس يتوهمون بأن السودان سوف يكون غير ذلك السودان المعهود .. وأن ذلك ( الزول ) السوداني سوف يكون غير الزول .. وأن تلك الأحوال في السودان سوف تكون غير تلك الأحوال .. وأن تلك الوجوه في السودان سوف تكون غير تلك الوجوه .. وأن عجلات التنمية في البلاد سوف تدور على نسق الوفاق والاتفاق .. وأن أبناء السودان سوف يلتقون معاً في لحظات الود وسوف يغادرون بيوت البكاء والنحيب والعزاء .. ولكن كالعادة المعهودة في بلاد السودان فإن تلك العواصف الهوجاء دائماً تهدأ بغير آثار !!.. وأن غبار العجاج في السودان دائماً يعود لينام على الأرض من جديد دون فوائد بعد تلك الزوابع الزائفة .. وأن تلك الألسن الثرثارة في السودان مجرد أسلحة بأيدي السفهاء !!.. وهي تلك الألسن التافهة التي تفتقد ما تقول في نهاية المطاف .. وبالمحصلة فإن تلك الأحوال في السودان دائماً وأبداً تعود لسابق عهودها وكأنها لم تكن يوماً في الحسبان .. حيث أن تلك الوجوه تظل نفس الوجوه .. وحيث أن تلك الأقدام تظل واقفة فوق تلك الجمرات مدى السنوات والسنوات .. أقدام لا تغادر مواقعها مهما تجتهد ومهما تتعالى الصيحات .. وحيث أن ذلك الجلاد يظل هو نفس الجلاد .. وحيث أن ذلك المسجون يظل هو نفس المسجون .. ومهما يتبجح المتبجحون في السودان فلا جديد تحت السماء !.. والصورة الحتمية أن تلك الصفات في أهل السودان لا تتبدل ولا تتغير .. ينبح النابحون في هذا السودان طوال الحياة حتى يرتحلوا عن هذه الدنيا للآخرة .. ويمارس الكل في السودان مظاهر الزيف عندما يواكب الحياة حتى الممات .. وهي تلك المظاهر الزائفة الجوفاء التي لا ترفع المقام .. لا يكلون ولا يملون من تجربة المجرب ألف مرة !!.. وطوال الحياة يعزفون نفس تلك النغمات الممجوجة التافهة التي تكل منها الآذان لدرجة الغثيان .. ومازالوا يعزفون تلك النغمات العقيمة والدول من حول السودان تتقدم نحو الأمام في ثبات .. ولا يوجد في السودان ذلك الشخص العبقري العاقل الذي يقود البلاد لبر الأمان .. ذلك الشخص العاقل الذي ينأى بنفسه عن مناسك الحمقى والمجانين .. كما أنه لا يوجد في هذا السودان ذلك الشخص العاقل الذي يهجر منابر الجهل والجهلاء بقوة الإيمان ،، وبنفس القدر لا يوجد في السودان ذلك العاقل الذي يشعل النار في أسواق الفساد والمفسدين .

العقلاء من الناس قد نفضوا الأيدي عن الوطن السودان عندما وجدوا الوطن يدور في مدار المهازل لما يشارف القرن من الزمان .. والبعض من هؤلاء قد هجر البلاد وآثر الحياة في بلاد الآخرين .. ذلك البعض الذي يندر أن يهتم بشئون السودان .. ولسان حاله يقول : ( دولة السودان ليس من ورائها إلا الأوجاع وفلق الدماغ !! ) .. والبعض الآخر يتواجد داخل البلاد ولكنه يتعفف ويتنزه عن السقوط في بالوعة الأوحال .. وهنالك آخرون لا يساهمون ولا يبالون بمشاكل وقضايا السودان لا في الخير ولا في الشر .. وقد اكتشفوا أن تلك البلاد تعادي كل من يخلص بالوفاء .. وأيضاً هنالك هؤلاء أصحاب المؤهلات العالية في كافة المجالات .. ورغم ذلك لا يجدون تلك السانحة المتاحة في زحمة الجهلاء .. حيث تلك الحفنة الجاهلة من البشر التي تعادل زبد البحار في الكثرة والأعداد .. وهي تلك الحفنة التي تتسلق الأكتاف بفرية التملق والنفاق .. وهذه البلاد يقودها الجهلاء والبلهاء منذ لحظة الاستقلال !!.. ولم تجد تلك السانحة برفقة العقلاء في يوم من الأيام .. فيا له من حظ تعيس يلاحق دولة السودان منذ اللحظة التي رفرف فيها علم البلاد .