بين الدوش والبوش .. حكاية! بقلم ياسر الفادني

بين الدوش والبوش .. حكاية! بقلم ياسر الفادني


06-14-2020, 03:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592146258&rn=0


Post: #1
Title: بين الدوش والبوش .. حكاية! بقلم ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 06-14-2020, 03:50 PM

03:50 PM June, 14 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




داش فلان في لهجتنا العامية إذا ضل عن شيئ يريده ... حدثت له دوشة تعني أصابته غيبوبة خفيفة ، و تارة أخرى تأتي تحمل معنى ( راح ليهو الدرب)... لي صديق عزيز أسمه الدايش وهو دائما يفتخر بهذا الإسم عندما يعرف إسمه ، والدوش قطعة لحم تنال استحسان الجزار عندما يعطيك لحما يقول لك (دوش ياغالي)... إذن ما أحلى الدوش عندما تشتريه من ملحمة( دواش) بامدرمان!...

مابين داش و دائش سكنت هذه الحكومة... حكومتنا الإنتقالية... وتمكن الدواش منها... فأول دوشة كانت الوثيقة الدستورية التي كتبت على عجل ، هي نفسها خرجت دائشة لا تلبي طموح الحكم في هذا الوطن ألمترامي الأطراف كأنها صممت للخرطوم وهذا ماذكره حمدوك عندما تحدث للجالية السعودية آنذاك... فمن أسس على دوشة يظل فاعله دائش..! والمفعول به (نحن) في عداد الدائشين!...

أما البوش هي وجبة سودانية أصيلة يضاف إليها مكونات عدة وتختم بالمقبلات والزيت و(البوش زيت)، عبارة تطلق بصورة مستمره وأكثر الأماكن تنفيذا وإخراجا لهذه الوجبة في امدرمان شارع بانت (عمر بوش) ولعل (البواشة) لايعرفون اسم والده الحقيقي لكن طغى هذا اللقب عليه..

صحن البوش كبير ومرات يكون حوض بلاستيك... وجبة البوش هذه تشبه التقرير اليومي للكورونا اي التقرير التراكمي الذي يحمل في طياته عدد الإصابات الجديدة وعدد الوفيات الجديدة وعدد حالات الشفاء وتجمل كل هذه مع أرقام الأمس ليصبح تقرير هذا اليوم... وجه الشبه، انك لاتعرف خطر هذا ألمرض وانتشاره الا بعد الإجمالي الوارد في التقرير... كالبوش لا تعرف ثمنه الا عند الحساب بعد أن يحسب لك الكاشير أضفت كذا بسعر كذا.. إلخ ... فكل شيء داخله بثمن لكن أصله خبز وفول وماء فول...فتصيبك الدهشة عندما تعرف قيمة الحساب....
في البوش يحدث توافق إجتماعي كبير ويحظى ملك البوش بشعبية كبيرة وله مؤيدين لم أر من يصنع البوش يكتب على لافتته رئيس جمهورية البوش..! بل يقفز بالزانة وينصب نفسا ملكا... لو كان( جان جاك روسو) حيا لاستفاد مما يحدث من عقد اجتماعي فريد للبواشين يمكن أن يضيفه لنظريته (العقد الاجتماعي) فارجوا أن يستفيد الإمام من هذا التوافق على وجبة البوش الشعبية الواسعة ويطور تجربتها في العقد الاجتماعي الذي يريده في الحكم ... ودعونا نجرب دعوة لمليونية للدفاع عن البوش... حينها (الأعمى يشيل المكسر) فسوف تخرج الملايين.... وحتى القوات النظامية سوف تشارك البواشين في هتافاتهم !...