معاش الناس يا حكومة بقلم د.زاهد زيد

معاش الناس يا حكومة بقلم د.زاهد زيد


06-13-2020, 02:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1592054418&rn=0


Post: #1
Title: معاش الناس يا حكومة بقلم د.زاهد زيد
Author: زاهد زيد
Date: 06-13-2020, 02:20 PM

02:20 PM June, 13 2020

سودانيز اون لاين
زاهد زيد-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




قلتها ولازلت أقولها " ما اسقط حكومة الكيزان اللئام " هو معاش الناس وتأتي الأسباب الأخرى بعدها على حسب رؤيتك لها .
بعض السياسيين والتابعين لهم بإحسان أوبغيره ، وبعض المثقفين والمتعلمين وأنصافهم ومن لف لفهم يحلو لهم في تهاويم تنظيراتهم القول بأن سبب سقوط الإنقاذ وأشباهها من حكومات تسلطت على أعناق الأمة هو توق الناس للحرية ورفض الظلم وحب الديمقراطية ...و إلخ ...
لا ينكر منكر أنها منظومة أسباب اجتمعت فأسقطت تلك الأنظمة ولكن ما يحرك الناس فعلا لا قولا هو معاش الناس أولا وثانيا ثم تأتي بقية الأسباب .
من هنا كان على حكومة الثورة وكل مكوناتها أن تعالج مسألة معاش الناس معالجة عاجلة وبحلول ناجعة ، دون اهمال لبقية الاصلاحات طبعا .
الجائع لا تعنيه هذه التنظيرات ، ولا معنى عنده لكلامك عن حرية التعبير والحكومة المدنية والعلمانية ومفاوضة الحركات المسلحة والجرجرة فيها ، ومؤامرة دول الجوا لوأد الديمقاطية .
ولن يسمع لك والبطن خاوية ولا يجد العمل ولا الدواء والأسعار فوق السحاب أن هناك أشياء أهم من هذه التي يبحث عنها .
الكل يعلم أن الورثة ثقيلة ، وأن الخراب كبير جدا ، والحلول تحتاج لصبر والناس صبروا ولم يبق هناك مجال للكلام والمغالطات والتنظير .
الناس تريد أن ترى أشياء محددة على أرض الواقع :
الناس تريد تضبط الأسواق ، ولا يترك المواطن تحت رحمة التجار ، وكل تاجر يبيع بما يحقق له أعلى ربح دون رقيب ولا حسيب . سوق حرة في زمن استباح فيه التجار والسماسرة جيوب الناس البسطاء .
الناس تريد أن يتوفر لها الوقود دون صفوف مع تسعيرة واضحة ، وليس بمسك العصا من المنتصف ، وقود تجاري مرة وعادي مرة بسياسة غير واضحة . وزير المالية سياستة مبنية على رفع الدعم ومكونات الثورة لا تريد ولا توافق على ذلك وما بين الاثنين قسموها تجاري وعادي وفي الغالب لن تجد الوقود العادي فأنت مرفوع عنك الدعم في الوقود رغما عن أنفك وأنف قحت .
الناس تريد العلاج والدواء ، العلاج الآن في المستشفيات العامة يكاد يكون متوقفا أو توقف تماما ، وزارة الصحة وجهت كل امكانياتها المتواضعة أصلا لمجابهة خطر الكورونا ، وكأن لا يمرض الناس إلا بها .
والدواء معدوم تقريبا تلف عشرين صيدلية لتجد دواء واحدا . وأدوية منقذة للحياة كالانسولين وأدوية السرطان ، وهنا لا يسلم المواطن من الابتزاز واستغلال حاجته .
يريد الناس الخبز والمخابز صارت الآن أوكارا للصوص الدقيق ولانتشار الكورونا بصوف ممتدة ، ومعالجات لم تعد تجدي نفعا .
لو لاحظتم أن كل هذه الأمثلة وقود لغذي التيار المناهض للحكومة ويمده بأسباب السخط عليها والغريب أنها لا تحتاج إلا لبعض التنظيم وبسط هيبة الدولة لا أكثر .
الكثيرون يخافون من نقد الحكومة ويطلوبون أن ندعمها ، والحكومة نفسها لا تفعل شئيا لترفع به معاناة الناس لنجد أرضية ننطلق منها لدعم الحكومة .
الحال لا يدعو لمدح الحكومة بقدر ما يستدعي تبصيرها بمواطن الخلل ، فليس صديقك من صدقك ولكن صديقك من بصرك وفتح عينيك على مواطن الخطأ .
قديما قال الفارق رضي الله عنه " رحم الله رجلا أهدى إلينا عيوبنا "
ليس هناك نوارة نستنير بها إلا أعمال لجنة تفكيك النظام السابق ، التي هي وحدها الآن التي تشعرنا بأن الثورة لازالت بخير . وبعض الأخبار عن القبض على المجرم " كوشيب " نفرح لها ونحزن أن قادته من كبارمجرمي الكيزان قابعون هنا مكان الجريمة ، لا هم يحاكون ولا يسلمون إلى لاهاي لمحاكمتهم .
والحكومة لسخرية القدر ترحب وتثني على عملية القبض على الهارب كوشيب وبيدها وتحت حراستها قادته ومن أمره بقتل الناس وإبادتهم ، فيا للمفارقة .
ها نحن نهدي للحكومة بعضا من عيوبها ، ونسألها أن تستلهم حكمة الفاروق بالرحمة لمن يهدي لها عيويبها .
ولعلنا نؤذن في مالطا وحالنا حال الشاعر :
أمرتهمُ أمري بمُنْـعَرَج اللِّوى *** فلم يَستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ
غدا ستعلمون يا حكومة ما قلته لكم وأفوض أمري إلي الله إنه بصير بالعباد