حكومة السودان وصندوق النقد الدولي !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد

حكومة السودان وصندوق النقد الدولي !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد


06-10-2020, 09:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591776141&rn=0


Post: #1
Title: حكومة السودان وصندوق النقد الدولي !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 06-10-2020, 09:02 AM

09:02 AM June, 10 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

حكومة السودان وصندوق النقد الدولي !!

تعلم الشعوب في كافة أرجاء العالم بأن صندوق النقد الدولي لديه عداء غريب وغير معلن ضد شعوب الأرض !.. فذلك الجهاز المصرفي العظيم ( المقتدر مالياً ) لا يتعامل إطلاقاً إلا تحت شروطه القاسية والمريرة .. ولا تقبل بتلك الشروط المجحفة إلا تلك الحكومات الضعيفة العاجزة ( المجبرة ) .. وهي تلك الحكومات التي تفتقد الحيلة في الاعتماد على مقدرات واقتصاديات الذات .. كما أنها تفتقد المهارة في إدارة مقومات الإنتاج في بلادها .. وذلك ضعفاً أو جهلاً أو ندرةً في المؤهلات والكفاءات .. فهي تلك الحكومات التي تبحث عن ذلك الدرب السهل الميسر للحصول على التمويل المالي والقروض دون ذلك الجهد والإنتاج .. وبالمختصر المفيد هي تلك الحكومات العاجزة بكل المعايير والقياسات والمواصفات .. وتلك الحكومات الضعيفة التي تخضع لشروط ( صندوق النقد الدولي ) هي بنفسها تضع حبال المشنقة حول عنقها !!.. وهي تظن بذلك أنها سوف تجد الخلاص من الويلات .. ولكن ذلك ( الصندوق ) لديه أجنداته وشروطه الخاصة تلك ( الصارمة والقاسية ) .. وهي شروط محاطة بأشد أنواع القيود .. وأهل الخبرة في مجال المال يقولون : ( لا خلاص إطلاقاً من ويلات الحال لمن يتعامل مع ذلك الصندوق في يوم من الأيام !! ) .. فذلك الصندوق يغري دائماً بالتمويل المالي والقروض في مقابل أرباح ( تراكمية ) مدى السنوات .. والطامة الكبرى تقع في حال العجز وعدم الالتزام بتلك الشروط .. ثم ذلك التسديد في المواعيد المحددة .. حيث تحتوي الشروط على تلك الفوائد ( التراكمية ) بنسب تزداد كلما تطول فترة السداد !.. حيث تلك النسب العالية التي تعرف ( بفوائد التأخير ) .. والقصة برمتها تماثل لوناً من ألوان ( الربا ) في المعاملات .. فتلك القروض التي تكون قيمتها في مرحلة من المراحل تعادل الملايين من الدولارات تصبح تلك المليارات في حال تأخير السداد !!. وتلك هي المصيبة الكبرى التي تقع فيها تلك الدول التي تتعامل مع صندوق النقد الدولي .

تلك الحكومات التي تلجأ لصندوق النقد الدولي من أجل التمويل والقروض المالية ( تحت أي ظرف من الظروف ) تعرف في نفسها جيداً ومسبقاً مغبة الوقوع في براثن ذلك الجهاز المصرفي العالمي الخطير .. وفي كل الأحوال فإن تلك الدولة التي تلجأ لذلك المصرف المالي وتقبل بتلك الشروط هي تجعل نفسها بمثابة ذلك : ( العبد الرقيق ) الذي يبيع نفسه للآخرين .. ثم ينتظر دوماُ أوامر وإشارة ذلك السيد المالك في كل اللحظات .

وللمعلومة فإن أغلب تلك الدول التي تتعامل مع ( صندوق النقد الدولي ) يدخل في مسميات ( الدول النامية والمتخلفة ) .. وهي تلك الدول التي تجتهد لتأسيس البنية التحتية في بلادها .. وتختلف تلك الدول في تعاملاتها مع صندوق النقد الدولي .. فهناك دول ذكية وحصيفة للغاية فهي تلك الدول التي تنفض يدها بسرعة شديدة وتتوقف عن التعامل مع ذلك ( الصندوق ) بمجرد إيجاد تلك البنية التحتية في البلاد .. وهنالك دول أخرى كثيرة تتورط مع ذلك الجهاز النقدي بقلة الحصافة ولعدم الترشيد في مبالغ التمويل .. وهي دول تهدر ذلك القدر الممنوح من الأموال والقروض في غير محلها ،، ولا تقيم تلك البنية التحتية في بلادها .. فهي تهدر تلك القروض والأموال في الفارغة ثم تدخل في تلك ( الديون ) طويلة الأجل مع ذلك المصرف .. وعندها تبدأ حالات الأرباح التراكمية .

من شروط ذلك الجهاز المصرفي الهام ( صندوق النقد الدولي ) لتلك الحكومات التي تتعامل معها أن ترفع الدعم عن تلك السلع والخدمات .. وأن تفتح الأسواق حرةً بذلك القدر الذي يؤكد المنافسة المباحة في كافة المجالات ،، وذلك دون تدخلات من الدولة بأهداف الرقابة وفرض الأسعار على السلع والخدمات .. وكذلك من شروط ذلك الصندوق تعويم العملات المحلية بالقدر الذي ينافس تلك العملات العالمية الحرة دون قيود أو مراقبة .. وبالتأكيد فإن تلك العملات المحلية لا تستطيع أن تنافس تلك العملات العالمية القوية بأي حال من الأحوال ,, إلا في حال الإنتاج الوفير الذي ينافس العالم بالجودة .. ولذلك فإن تلك العملات المحلية دائماً تتراجع وتنخفض مقدراتها الشرائية في داخل وخارج البلاد .. ويلاحظ أن كافة تلك الشروط لصندوق النقد الدولي ترسخ سياسات ( الاقتصاد الرأسمالي المفتوح ) ،، وهي تلك السياسات التي تجعل من الأغنياء أن يثروا في المجتمعات ،، كما تجعل من الفقراء أن يزدادوا فقرا في المجتمعات .. ولذلك فإن السواد الأعظم من شعوب العالم الذي يمثل الفقراء يرى الإجحاف الشديد في تلك الشروط للصندوق .. وبالتالي يقال دائماً بأن سياسات ( صندوق النقد الدولي ) تحارب تلك الشعوب المغلوبة على أمرها في العالم .