تكالبت الأسباب فكانت تــلك المجزرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

تكالبت الأسباب فكانت تــلك المجزرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


06-07-2020, 06:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591507538&rn=0


Post: #1
Title: تكالبت الأسباب فكانت تــلك المجزرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 06-07-2020, 06:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

تكالبت الأسباب فكانت تــلك المجزرة !!

اشتركت دوافع الجريمة في ذلك اليوم براُ وبحراُ وجواُ .. جهة أرادت أن تنتقم من شعب تمرد عليها بعد ثلاثين عاماُ .. وكانت تظن الأبدية في مشوارها !.. وفي نفس الوقت أرادت أن تنتقم من قوة عسكرية تخاذلت عنها ووقفت بجانب الثوار عند الجد والمحك .. وبالتالي فإن تلك الجهة قد اجتهدت كثيراً لإلصاق التهمة والجريمة البشعة على تلك القوة التي كانت في حماسها غافلة للغاية .. وقد ألصقت عليها تلك التهمة بكل ألوان المكر والدهاء والمكيدة .. حيث كانت تلك المشاهد المصورة الدامغة المتعمدة التي تخالف العقل والمنطق .. فكانت تلك العلامات والإشارات البارزة التي تدين تلك القوة .. والعقل والمنطق السليم يقول : أن من يريد ارتكاب جريمة كبرى مثل تلك الجريمة البشعة لا بد أن يخفي الهوية وكل العلامات والإشارات التي تدين في المستقبل .. وليس من المنطق والعقل أن يرتكب الفاعل لمثل تلك الجرائم البشعة مشفوعاً بتلك الصور الدامغة الأكيدة العلنية التي تدين !.. وجهة أخرى شاركت في تلك الجريمة تعمداً .. وذلك بشكل من أشكال الموافقة المبطنة .. وتلك الجهة كانت تتمنى نجاح الجريمة بأي ثمن من الأثمان لحاجة في نفسها .. وهي لديها أجنداتها الخاصة .. وجهة أخرى كانت تعلم بوقوع تلك الجريمة ولكنها سكتت ولم تنبه الشباب الثائر الأبرياء بمخاطر تلك المجزرة الوشيكة .. وهي تلك الجهة التي كانت تخاف شديداً من تراجع وانتكاسة الثورة والانتفاضة .. وجهة أخرى في النظام البائد شاركت في تلك الجريمة .. وكانت تريد أن يعم الفوضى في البلاد ثم يكون سبباً في إثبات الأقدام لسنوات أخرى طويلة .. وجهة من الجهات كانت تريد أن تقع تلك المجزرة البشرية حتى يقال أن البلاد في فوضى وفي حاجة شديدة للضبط والربط والانقلاب العسكري .. وهي تلك الجهة العسكرية التي أعلنت في لحظة من اللحظات أنها قد أوقفت المفاوضات مع مناديب الشعب .. وجهة أخرى أرادت أن تقع تلك الجريمة بأي صورة من الصور حتى تشتعل البلاد غضباً في كافة أرجاء ومدن السودان .. وتلك الجهة المعارضة كانت تريد الخروج من دائرة الانتكاسات المعهودة بأي شكل من الأشكال !.. وهي تلك الانتكاسات التي ظلت تتكرر خلال الثلاثين عاماً لحكم الإنقاذ .. وتلك الجهة أرادات أن تضحي بالأرواح البريئة الطاهرة في سبيل إنجاح الثورة والانتفاضة !.. وهنا لا بد من وقفة متأنية تمحص سلامة النوايا في هؤلاء وهؤلاء !.. ولا بد من ذلك الحساب في يوم من الأيام .. وجهة أخرى أرادت أن تقع تلك الجريمة البشعة بأية صورة من الصور حتى تعجل في رحيل النظام القائم ثم يأتي دورها في حكم البلاد كالعادة .. وتلك الجهة معروفة لكل أفراد الشعب السوداني .. وهي تلك الجهة التي تعودت أن تسرق انتفاضات الشعب السوداني كل مرة في أعقاب تلك التضحيات الجسيمة .. وجهة أخرى كانت تهمها فقط تلك المظاهر الشكلية الجوفاء .. حيث مظاهر السيادة والقوة واستعراض العضلات .. وتلك الجهة ( بالذات ) اليوم تواجه أشد ألوان الاتهامات والانتقادات .. وهي تلك الجهة التي أرادت أن تثبت وجودها وتقول للشعب السوداني : ( أنا هنا وأنا سيد الموقف ! ) .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الجريمة البشعة قد وقعت عند عقر دارها وأمام عينها ثم لم تحرك ساكناً .. والشعب السوداني يرى أن تلك الجهة من واجبها حماية الأرواح .. وعليها أن تمنع وقوع مثل تلك الجرائم البشعة بأي ثمن من الأثمان .. وذلك حتى لا يقال أنها متواطئة في تلك الجريمة .. وحتى لا تفقد الهيبة والمكانة في نفوس الشعب السوداني .. فهي تمثل جهازا أساسياً لحماية الأرواح في كافة أرجاء السودان .. ناهيك أنها مسئولة عن أرواح الناس أمام بيتها وعند عقر دارها .. ومجرد وقوع تلك المجزرة البشعة أمام بيتها وأمام عينها ثم ذلك السكوت والتجاهل يعني الرضا والقبول بتلك المجزرة الشنيعة .. إن لم يعني المشاركة الفعلية المباشرة في تلك الجريمة .. وهي تلك النقطة الجوهرية التي يتحدث عنها الناس في هذه الأيام .. وتلك الحيثيات والتصريحات التي جرت قبل لحظات الجريمة تؤكد بأن تلك الجهة قد أرتكب سابقة خطيرة للغاية في تاريخ السودان .. والعلاقة بين ذلك الجهاز العملاق وبين الشعب السوداني كانت ممتازة للغاية قبل أن تقع تلك الخيانة من جانب الجهاز .. وتلك سابقة سوداء في مسار السودان .. وهي سابقة الحامي الذي يقتل الرعية ثم يقتاد من قوت الرعية .. وهنا لا بد من حالة الحياء والاستحياء الشديد .