الكل كان يعلم بفض الإعتصام إلا الثوار الابرياء.. بقلم خليل محمد سليمان

الكل كان يعلم بفض الإعتصام إلا الثوار الابرياء.. بقلم خليل محمد سليمان


06-04-2020, 03:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1591279992&rn=1


Post: #1
Title: الكل كان يعلم بفض الإعتصام إلا الثوار الابرياء.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 06-04-2020, 03:13 PM
Parent: #0

03:13 PM June, 04 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




للأسف كانت الصورة بالنسبة للمشهد تُقرأ من وجه واحد، والكل يجهل الوجه الآخر، الذي ظل بين الشك، واليقين.

اليوم إنقطع عندي الشك باليقين عندما إستمعت الي تسجيل فيديو للاخ عصام قيسان، القيادي بالحرية، والتغيير، و القيادي بحزب البعث، تحدث بكل شجاعة، اعتقد لم يسبقه عليها احد، واعتبرها خارطة طريق لحل لغز تواطؤ الحرية والتغيير في عملية فض الإعتصام بالمشاركة المباشرة، او بسوء إدارة الموقف، بحكم مسؤوليتها في قيادة الشارع.

ذكر قيسان انه حاول جهد إستطاعته في ان يقنع تجمع المهنيين بإيجاد طريق آخر بدل الإعتصام، وضرورة فضه من جانبهم بشكل سلمي، حفاظاً علي ارواح الثوار.

وذكر بأنه راسلهم في عدة رسائل في الماسنجر، ولم يستجيبوا بل حسموا الامر بدعوة لنزول الثوار لمواجهة الامر.

وفي معرض حديثه إجتهد في ان يقنع اكبر عدد من الثوار بالإنسحاب، وواجه صعوبات، والكل كان يعرف صعوبة ذلك الخطاب المتطرف الذي تم بثه بين الثوار، و يحمل التخوين، و الكوزنة، إن لم تأتي بما يدغدغ المشاعر، و سيطرة الإعلام الدعائي في تلك الظروف المعقدة، والمشحونة.

إجتهد قيسان، و كان يعلم خطورة الامر حسب وصفه، وتعرض لمضايقات كانت تنتهي بالضرب، فينقذه حظه بمعرفة احد الثوار، وذلك لطول فترة تواجده في ساحة الإعتصام.

الآن قطع قيسان الشك باليقين بأن القوى السياسية كانت علي علم بفض الإعتصام قبل فترة كافية، ولكنها عجزت في الحفاظ علي ارواح الثوار، باحد الطرق، إما الفض بشكل سلمي، والتمترس في الاحياء، او التأثير علي المجلس العسكري باي شكل و إقناعه بعدم فض الإعتصام.

في معرض حديث قيسان لم يذكر منطقة كولمبيا، فكل الحديث كان عن إعتصام القيادة بشكل مباشر.

اليوم تأكد صحة ما قالته الفتاة التي ذكرت بأن احمد الربيع، القيادي بتجمع المهنيين، و الموقع علي الوثيقة الدستورية، إتصل بها يطلب منها مغادرة ميدان الإعتصام لمعرفته بعملية الفض.

كنت دائم الوسواس، و احاول همساً اقرأ بيانات القوى السياسية، و قوائم الشهداء لأجد احد كوادرها من بين الضحايا، عبثاً لا اجد، برغم صولاتهم وجولاتهم، و سيطرتهم علي المنابر، والمسارح في ميدان الإعتصام.

إكتفت القوى السياسية مجتمعة بسحب كوادرها بكل خسة وندالة، تاركة الثوار الي مصير الموت، و الثائرات إلي وحشية الإغتصاب، و التمثيل بشرفهن، و إمتهان كرامتهن.

اليوم فقط عرفت باليقين انه لا طائل من لجنة اديب فهي مضيعة للوقت، و هو احد قادة الحرية والتغيير مما يجعله في خانة التواطؤ، و التماهي مع مواقف احزاب الحرية والتغيير التي تلطخت اياديها بدماء شهداء مجزرة فض الإعتصام.

لكي لا يدعي البعض ان هذا الحديث يمهد لسدنة النظام البائد، اوينسف الثقة بالاحزاب، او يكرس إلي شمولية جديدة، فالطريق للإصلاح ثورة داخل هذه الاحزاب، وان يتولى الشباب فيها القيادة، وان يتقاعد الحرس القديم غير مأسوف عليه، و هذه فرصة لم تتكرر علي السودان لينهض من تحت اقدام هؤلاء السدنة مصاصي الدماء.

اليوم إكتملت صورة المشهد بشكل لا يقبل التغبيش او المداراة فعلي الجميع تحمل المسؤولية.

يجب علي امهات الشهداء، واصدقائهم من الثوار معرفة الحقيقة، وكيف أُهدرت دمائهم بلا وازع او ضمير.

حسبي الله، ونعم الوكيل

خليل محمد سليمان