الكيزان رمز للعمالة، وخيانة الوطن.. بقلم خليل محمد سليمان

الكيزان رمز للعمالة، وخيانة الوطن.. بقلم خليل محمد سليمان


05-30-2020, 06:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590861322&rn=1


Post: #1
Title: الكيزان رمز للعمالة، وخيانة الوطن.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 05-30-2020, 06:55 PM
Parent: #0

06:55 PM May, 30 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير


خليل محمد سليمان

اقدر التعاطف من منطلق الإنتماء للوطن، والشعور النبيل بالتضحية من اجله، وهذا ما فُطمت عليه علي مستوي الاسرة، والمجتمع الذي عشت فيه، وصقلته " ام الكلالي" كما يحلو لقبيلة الجيش، الكلية الحربية، في اواخر عهدها الذهبي، قبل ان تطمث ملامحها.

عندما اكتب عن الفتنة التي تُحاك لندخل في حرب عبثية مع الجارة اثيوبيا اعرف تفاصيل كثيرة، وللمؤامرة جذور عميقة عملت، ولا تزال تعمل لها اجهزة مخابرات علي قدم وساق، وبتواطؤ مباشر مع عملاء نظام الجبهة الإسلامية، الذين لا يدينون بالولاء للوطن او ترابه، فاما إنسانه فهو عدو بالنسبة لهم لطالما لا يدين بدينهم الشاذ، ومنهجهم المعطوب الذي لا يشبه ديننا الإسلامي الحنيف.

في 2007 كنت في القاهرة، و عملت في صفوف المعارضة بشكل مدني منذ دخولي القاهرة في 2000، و كنت اتابع ما يدور بكل إهتمام في كل الاصعدة.

لعدم ثقتي بالنظام إستبشرت خيراً عندما اصبحت الحركة الشعبية شريك في الحكم، بعد إتفاقية السلام، قمت بإعداد ورقة مُفصلة عن ما يدور في شرق السودان، وكيف يتم تهيئة الإقليم ليكون قنبلة موقوتة، وما يدور في مثلث حلايب من تغيير مُمنهج يهدف لخلق واقع جديد، وقمت بتسليم هذه الورقة الي السيد القنصل العام، و ساعتها كان يتبع للحركة الشعبية، وهو من الإخوة الجنوبيين، اعتقد جازماً لقد وجدت هذه الورقة مكانها في سلة المهملات.

كانت ثقتي في النظام ومن يمثله تحت الصفر، فالجميع يعلم فساد نظام الإنقاذ، و كنت شاهد علي فساد الملحق العسكري الجنيد حسن الاحمر في جمهورية مصر، وكيف اصبحت سفارة السودان وكر لتجار المخدرات، و شيوخ التنزيل، و تزوير الدولارات، و كانت الفضيحة ان فقد السودان اكثر من ثلاثة مليون دولار من حساب الملحقية فقط، في عملية تنزيل، و غِش اطرافها سودانيين، و نيجيريين، و الجنيد حسن الاحمر من الضباط الإسلاميين من الصف الاول، و كان نائب رئيس المحكمة التي اعدمت الضباط شهداء رمضان.

الزيت في هذا المقال..

إتصل بي اخ وصديق ضابط اقدم مني، تعرفت عليه في دروب النضال في الشتات، وطلب مقابلتي، وذلك في القاهرة، فعلاً تقابلنا وطرح عليّ مشروع طرحه عليه الملحق العسكري، الجنيد، بحكم صداقة تربطه به بحكم الدفعة، ويريد معرفة رأيي.

المشروع ان لدي الجنيد تواصل مع الإخوة المصريين، و هناك إرادة بتكوين كتيبة مشتركة تحت إسم كتيبة وادي النيل، وسيتم تمويلها من الإخوة في مصر ويتم التجنيد لها من ابناء شرق السودان بصورة عامة لتقوم بتأمين المنطقة.

بعد ان استمعت لحديث صديقي العزيز، قلت له يا سعادتك دا كلام فارغ، لو هذا العمل يهدف لمصلحة السودان فاولى بالملحق العسكري ان يذهب الي الدولة التي يمثلها، و يأتي بمن يمثلونها بشكل رسمي، و تكوين قوة مشتركة بمعرفة الدولتين، اما هذا يعني الإرتزاق بعينه!!

لخصت له بأني لا يمكن ان اوافقه علي هذا العمل وذكرت له فساد الجنيد، وهو لا يمكن ان يعمل لمصلحة السودان وامنه.

بعد إسبوع رجع لي صديقي العزيز واخبرني بأنه نقل للسيد الملحق ما دار بيننا، و اقنعه بعدم جدوى المشروع.

كانت دهشتي انه عرض علي صديقي صفقة اخرى، وجاءني وهو قد إتخذ القرار، ويريد ان اذهب معه، وقال لي انه توجد كتيبة كاملة الافراد، والتسليح في منطقة المجلد سأذهب لقيادتها، "فعايزك تمشي معاي"

إعتذرت له بعدم الذهاب معه، و ذكر لي انه سيغادر في ظرف ايام، و قد كان ولم نلتقي، إلا عبر تلفون الثُريا، وجرت مياه كثييرة تحت الجسر سأعرض لها في وقت لاحق.

ما دعاني لكتابة هذه السطور، وبشكل واضح للرد علي إنتقاد البعض في المقال السابق الذي حمّلت فيه الكيزان المؤامرة لإشعال فتيل حرب مع الجارة اثيوبيا، وكيف تم تهيئة شرقنا الحبيب ليكون بؤرة صراع تخدم مصالح، و اطماع دول اخرى.

السؤال تنظيم يتآمر افراده علي الوطن، وامنه، وهم في السلطة، فماذا يفعلون، وهم خارجها؟

علي الشعب السوداني ان يعي خطورة هذه الجماعة الإجرامية، وان لا ينساق وراء طبولها الزائفة زوراً، وبهتاناً بإسم الوطنية، والسيادة، هؤلا آخر من يتحدث عن هذه القيّم..

للحديث بقية.

خليل محمد سليمان