عيد بأية حال عدت ياعيد؟.... بقلم ياسر الفادني

عيد بأية حال عدت ياعيد؟.... بقلم ياسر الفادني


05-24-2020, 06:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590341031&rn=0


Post: #1
Title: عيد بأية حال عدت ياعيد؟.... بقلم ياسر الفادني
Author: ياسر الفادنى
Date: 05-24-2020, 06:23 PM

06:23 PM May, 24 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



من أعلى المنصة

عيد يختلف عن كل الأعياد لا رائحة فيه ولا طعم، مرضان المان بنا مرض عضوي وهو الكورونا..... المرض الذي هلك الحرث والنسل... فقدنا فيه إعزاء ذهبوا إلى رحمة من ربهم واعزاء مصابين بهذا المرض اللعين معزولين بعيدا عنا، لا نستطيع الوصول إليهم الا عبر التلفون نرفع من روحهم المعنوية وهم وضع نفسي صعب لأن هذا المرض لا علاج له حتى الآن ومايعطي هو عبارة عن مسكنات... فالمصاب ينتظر شيئان من ربه إما الشفاء أو الموت... حصد هذا المرض ماحصد من عظماء وعلماء ووضعيين وشرييفين لم يفرق بينهم فحصدهم حصد الهشيم.. هذا المرض قتل فينا قيم نبيلة كنا تتلذذ بها اجتماعيا... حرمنا من نعمة الذهاب إلى المساجد حرمنا من حلقات الذكر حرمنا... وحرمنا... صرنا في حبس اضطراري أكثر من شهر لا شغل ولا مشغلة... فتبا.... ثم تبا له...

أما المرض الثاني وهو مرض الكورونا السياسي فالعضوي يسمى( كوفيد 19) اما الكورونا السياسية تسمى (كوفيد قحتين) هذا الجسم الذي نبت كالسرطان واستلم مفاصل الدولة وعاث في الأرض فسادا وفتكا في معارضيه... دولة تديرها اللجان وتطوع القانون لصالحها من أجل ظلم الناس، السجون امتلأت بمظلومين مكثوا فيها أكثر من عام دون محاكمات ودون توجيه تهم... انعدمت في ظل دولتهم الإنسانية تماما كأننا في عهد نيرون... أو في عهد الحجاج الثقفي ... يتفوهون كذبا هم أهل حرية وعدل وسلام فلا الحرية نراها... ولا العدل نعيشه واقعا... ولا السلام تحقق... دولة تسير بسرعة متناهية في إقصاء الآخرين وإبعادهم وظلمهم ونعتهم باقبح الصفات ولا تسرع في حق الشهداء الذين أتوا بهم فمن فض الاعتصام؟ ظللنا نقرأ هذه الرواية عاما كاملا ولم نصل إلى آخر صفحة...
في هذا الزمن الدامس حالنا أصبح كحال المتنبي عندما سجنه كافور الاخشيدي وعندما خرج من السجن هجاه بقصيدة قال في مطلعها...
عيد بأية حال عدت ياعيد... فيما مضي ام لأمر فيك تجديد...
وقال له
يااعدل الناس الا في مخاصمتي فيك الخصام وانت الخصم والحكم
اعيذها نظرات منك صادقة. أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم... فمات كافور الاخشيدي بعد أن عاشت دولته الاخشيدية صراعات... ومات المتنبي مقتولا على يد فاتك الأسدي لأنه هجا ابن أخيه ضبة بن زيد... فالهاجي والمهجو قد ذهبوا...
عيد في ظل هذا النظام الباغي ليس بعيد.. عيد في وضع اقتصادي وسياسي منهار ليس بعيد...عيد ليس فيه قصاص للشهداء ليس بعيد...عيد تتحكم فينا بعض الدول الإقليمية وتشتري كرامتنا نظير قمح أو وقود أو دريهمات ليس بعيد... فياهذا بأي عدت... فعودك ليس بأحمد ؟ فهل تعود مرة قادمة بوطن جميل ومعطاء وينعم بالحرية والعدل والمساواة... أم تعود بغير كمانود؟ ... إنا لمنتظرون....

مُرسل من هاتف Huawei الخاص بي