الشعب السوداني يعرف ولا يريد أن يعرف بقلم د.أمل الكردفاني

الشعب السوداني يعرف ولا يريد أن يعرف بقلم د.أمل الكردفاني


05-22-2020, 11:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1590142813&rn=0


Post: #1
Title: الشعب السوداني يعرف ولا يريد أن يعرف بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 05-22-2020, 11:20 AM

11:20 AM May, 22 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




إذا التقيت ببروفيسر هندي، يعود من الجامعة ثم يخلع معطفه ويذهب ليضع كوباً تحت مؤخرة بقرة، ثم يشرب بولها متبركاً به، فلا تعتقد أنه أحمق.
فهناك نوعان من البلادة، بلادة أصيلة
genuine dullness
وبلادة عرضية stupidity..
البلادة الأصيلة هي ضعف في الكلام والفعل كما ذهب إلى ذلك الفيلسوف اليوناني ثيوفراستوس Theophrastus.
وهي في اعتقادي، هي التي يمكن التعويل عليها فيما يتعلق بالخطورة الإجرامية لبعض معتادي الإجرام.
اما البلادة الهامشية أو العرضية، فهي تلك التي ربما -وأقول ربما- كانت مدار دراسات علم الشعوب، وخاصة من الناحية النفسية، كما فعل جوستاف لوبون وفرويد.
يشير البعض لأن البلادة -من هذا النوع الثاني- هي التي يمكن ان تتوفر عند المثقفين، وذلك أنهم يرفضون الفهم، لأن الفهم يفضي إلى ضرورة التكيف مع الحقائق الجديدة.
على سبيل المثال، يعرف الشعب السوداني من قام بقتل المعتصمين، فهم كانوا أمام القيادة العسكرية، وجاءت قوات عسكرية، تحمل أسلحة، وترتدي زياً عسكرياً، ولم تتدخل أي قوات عسكرية أخرى لمنعها، وكانت النتيجة تصب لمصلحة طرف معين... مع ذلك..
يتم تكوين لجنة للتحقيق؟
يثير تجمع الوهمين جداده للحديث عن كتائب ظل قامت بفض الاعتصام.
يتم الاتفاق بين العسكر والقحاطة على تجاوز المسألة ضمنياً.
وكلنا يعرف ما حدث ومن قام بالحدث..
هذا نموذج لبلادة هامشية، أي بلادة لا تقبل بالحقيقة، لأن ذلك سيفضي إلى ضرورة التعامل معها على نحو جذري، وبالتالي:
رفض أي تفاوض مع العسكر.
اعتبار كل من يضع يده مع العسكر خائنا للثورة ولدم الشهداء..
اعتبار من وضعوا أيديهم مع العسكر انتهازيين..
اعتبار من وضعوا أيديهم مع العسكر (لا يمثلون الثورة)..
وهكذا تكون النتيجة مخيفة جداً.. (لقد انتهت الثورة بالفشل)..
مثال آخر للبلادة العارضة، وهي الاضطراب في موقف الجماهير تجاه واقعة استخدام العنف مع ذو النون..
فنفس هذه الجماهير هي التي بكت على ضرب الأصم في الفاشر..مع اتهام الكيزان...ورفضها للعنف، وهي نفسها التي تقبل العنف ضد ذو النون ولو لم تعلن ذلك....
كل الشعب يدرك أن حمدوك دعا لاحتلال السودان...الرفض المستمر لهذه الحقيقة هي الخوف من إعلان فشل الثورة..
الدفاع عن أكرم كوزير صحة بالحق والباطل هو خوف من التكيف مع الحقيقة..
بطلان وعدم دستورية كل تصرفات لجنة التفكيك معروف لأي محامّ بل ولأي طالب قانون..لكن الإعتراف بذلك يعني اعترافاً بالفشل..
اعتبار كل ازمة (بنزين، غاز، خبز، كهرباء) ناتجة عن ثورة مضادة كيزانية هي في الأصل بلادة عرضية منشؤها الخوف من الاعتراف بحقيقة الفشل، ولذلك عندما يتوفر الغاز او الخبز أو البنزين (تختفي الثورة المضادة)..وهذا ما يمنع من البحث عن جوهر المشكلة وإصلاح الخطأ مستقبلاً.
رفض قبول فشل حكومة الحمام الغمران اقتصاديا وثقافيا وسياسياً .. هذا ليس بلادة أصيلة..بل بلادة عارضة، لأنها ليست سوى خشية من الاعتراف بالفشل...
رفض الأسرة لذهاب ابنهم المصاب باضطراب عقلي لطبيب نفسي متخصص وعالِم، هو خوف من الاعتراف بوجود مشكلة متأصلة في ذات المريض، ولكنهم يكونون أكثر قبولاً عند إرسال ابنهم لفكي أو ساحر، فالعلة هنا ليس في المريض بل بسبب خارجي هو الشيطان أو الجن الذي تلبسه.
إن البلادة العارضة تفضي للدوغمائية والمواقف (الحدية) وتحول دون التصحيح أو -على الأقل- الإصلاح..كما أنها تفضي إلى الصراخ المزعج جداً..وفي النهاية...إلى السقوط...
وشكراً..