الشهادة والاستشهاد منح عشوائية في هذا السودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الشهادة والاستشهاد منح عشوائية في هذا السودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


05-20-2020, 09:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1589963712&rn=0


Post: #1
Title: الشهادة والاستشهاد منح عشوائية في هذا السودان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 05-20-2020, 09:35 AM

09:35 AM May, 20 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الشهادة والاستشهاد منح عشوائية في هذا السودان !!

من متناقضات الأحوال في السودان أن كلمة ( الشهيد ) تطلق على كل من يستحق ومن لا يستحق .. فذلك المقتول البريء يقال عنه شهيد .. وذلك المقتول الظالم الذي كان يزهق الأرواح البريئة في ساحات التمرد يقال عنه شهيد .. وذلك المقتول المجرم الذي كان يسفك دماء الأبرياء من النساء والأطفال لسنوات وسنوات يقال عنه شهيد .. وهؤلاء ( المرتزقة ) الذين يغزون البلاد من الخارج بقوة السلاح ويرعبون الناس ويقتلون الأبرياء حين يقتلون ويحاكمون بالإعدام يقال عنهم ( شهداء ) .. وهؤلاء العساكر والجنود الذي يقتلون الشعب الأعزل في الشوارع والطرقات عند المواجهات حين يقتلون يقال عنهم ( شهداء ) .. وذلك المقتول بأحكام الردة والإلحاد ( البين ) يقال عنه شهيد .. وذلك المقتول الذي كان يقتل الآخرين من أجل الصراع في السلطة والحكم والكراسي يقال عنه شهيد .. وذلك المقتول الذي كان يقتل وهو يحاول أن يسرق وينهب أموال وممتلكات الشعب السوداني يقال عنه شهيد !.. وذلك المقتول في ساحات المعارك القبلية والعنصرية الذي يقاتل من أجل قضايا دنيوية تافهة يقال عنه ( شهيد ) .. فكلمة ( الشهادة والشهداء ) هي كلمة سهلة ومستباحة في هذا السودان .. وهي من أرخص وأسهل الكلمات والعبارات التي تتداولها الألسن في هذه البلاد .. منحة مجانية تعطى لكل من يستحق ولكل من لا يستحق !.. حيث تلك المنحة والكلمة التي تختلف كلياً عن المدلول الحقيقي في المعاجم .. كما أنها تختلف كثيراُ عن تلك المواصفات التي تقول عنها الأديان السماوية .. ومن سخرية الأحوال في هذا السودان أن المجرم القاتل الذي يقتل الآخرين من أجل المنافسة في السلطة والحكم والكراسي حين يموت يقال عنه ( شهيد ) .. وبنفس القدر فإن ذلك المقتول ( المجرم ) الذي يقتل وهو يحاول أن يستولي على الحكم والسلطة في البلاد يقال عنه ( شهيد ) !.. وذلك رغم أن الجميع يشتركون في نفس الإجرام والطموحات والأطماع ،، ولا توجد فوارق تذكر بين ذلك القاتل وبين ذلك المقتول .. كما أنه لا يوجد تفاضل بين ذلك القاتل وبين ذلك المقتول .. بل أن الجميع يشتركون في تلك النوايا السوداء .. تلك النوايا التي تطمع في السلطة والحكم والسيطرة على المقاليد في البلاد .. ولا أحد من هؤلاء قد ضحى بنفسه من أجل عيون الشعب السوداني المغلوب على أمره .. فكلمة ( الشهيد ) توزع ( مجاناً ) يميناُ وشمالاُ في أرض السودان .. فهي كلمة ينالها المستحق وغير المستحق من هؤلاء المجرمين .

ولكن مهما يقال عن هؤلاء المجرمين ( شهداء ) فإن تلك المقولة لا تبدل الواقع الراسخ في أذهان الشعب السوداني الذي يعرف تلك الحقائق والمجريات جيداُ .. وتلك المواصفات والنعوت الكاذبة بالألسن لا تبدل الحقائق في أرض الواقع .. فالحقائق هي الحقائق .. وكلمة ( الشهيد ) بالألسن الزائفة التي تتمنى لا تطابق معاني ( الشهيد ) في الأديان .. بل مجرد كلمة تماثل زوبعة الفناجين .. وهي كلمة دنيوية فارغة لا تقدم ولا تؤخر في الأوزان .. ومجرد خدعة مغرية من خداع الدنيا الزائلة التي تغري بتلك الأماني الكاذبة .. وتلك المحاولات البدائية من البعض تعد تطفلاُ وتدخلاُ في شئون السماء .. وبالتالي فإن الناس حين يسمعون كلمة ( الشهيد ) عن أحدهم قد قتل يسألون في سخرية ويقولون : ( هل هو حقاُ ذلك الشهيد بموجب مواصفات الأديان السماوية أم هو ذلك الشهيد بفرية أهل السودان كالعادة ؟؟؟ ) .. وشتان بين شهيد وشهيد !