الكوفيد19 هذبتنا.. بقلم هويدا حسين أحمد

00:38 AM May, 13 2020

سودانيز اون لاين
هويدا حسين-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لم يستطع العالم برمته يقف أمام عطسه، حتى الدول المتقدمة كانت أول من سقط ضحية هذا الوباء، ليُثبت الوباء للعالم بأنه لأشئ يقف أمامه..سواء كان علم أو إقتصاد أو حتى سياسه.. ليجئ المرض فيحتل المركز الأول في إنهيار السياحة والرادع الأقوى للهجرة إلى اوروبا

مرض أوقف ضجيج العالم، بل وحد الشعوب برمته ، وبكل لغات العالم.. كلمة
#خليك_بالبيت
#اترزع_بالبيت
#اقعد_بالبيت
هي الكلمة المسيطرة على القنوات العربية مع الوسائل الوقائية اللازمة لتصدي لهذا المرض
وهذه هو العالم بتقدمه وتطور ومنظماته العالمية واجه الخطر بشتى الطرق حتى أصبح الطبيب هو البطل الحقيقي .. بعدما تنازل عن اللقب الجيوش التي تهدم وتقتل وتهجر
كان يلزمنا مثل هذا الوباء لنعيد تدوير العالم من جديد، وسبحانه وتعالى أمره كله خير،
كان يلزمنا مثل هذا الوباء لتفرض الحكومات عقوبات صارمة لمن يكسر نظام الحجر المنزلي لتجدد المودة والرحمة بين الأسرة الواحدة.. ويعرف رب المنزل قيمة من حوله وكيف أن التربية لا تقتصر على فرد واحد..

كان يلزمنا هذا الوباء لنعرف أهمية أشياء فقدناه وتألمنا عليها

لنعرف قيمة الأهل الذين هجرناهم عنوةً ، لنهجرهم اليوم غصباً عنّا ...

لنعرف قيمة العمرة التي أجلناها لأغراض دنيويه ...

لنعرف قيمة إقامة الصلاة وصوت المؤذن وهو يرتل القرآن ...

لنعرف رحمة الله علينا في رمضان بصوت صلاة التهجد ودعاء القنوت
( اللهم اهدنا فيمن هديت) ..

لنعرف بأن الموت أقرب لنا وأن لا نحتاج إلى طلقات رصاص وبمبان وسكاكين وسواطير مجرد عطسة كفيلةً بأن تعذبك حتى الموت
علمنا الكوفيد19 بأن تجلس وسط عائلتك لتعرف أدق تفاصيل منزل وما ينقصه من رحمة ومودة ومراقبة أبناءك

لتتفقد جارك الذي لا تراه الإ في المسجد

علمتنا الكوفيد19 كيف لعالم أن يتنازل من مليارات الدولارات، و من الإجتماعات ،ومن السفر من التنزه مقابل حياته..

بأن صوت الأذان وإقامة الصلاة راحة نفسية وأن دوامك الذي كنت تتضجر منه اليوم حلمك وأن في الحركة بركة..

فأن لم تخرج من التجربة بقلب سليم معناها تحتاج إلى وقفه مع نفسك
received_1974568856130222.jpeg