جزيرة أبا 1970: الجنرال في باخرته . . . غبيناً بقلم عبد الله علي إبراهيم

جزيرة أبا 1970: الجنرال في باخرته . . . غبيناً بقلم عبد الله علي إبراهيم


05-07-2020, 09:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588883399&rn=0


Post: #1
Title: جزيرة أبا 1970: الجنرال في باخرته . . . غبيناً بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-07-2020, 09:29 PM

09:29 PM May, 07 2020

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




لا أعرف تزويراً مغرضاً للتاريخ قارب دس الحملة التاريخية التي حمّلت الشيوعيين دون سائر الاطراف ما جرى في الجزيرة أبا وود نوباوي في 1970. ولا يقتصر أذى هذه الفرية على الشيوعيين. فلهم رب يحميهم. فالأذى متعد إلى سلامة مناعتنا ضد فيروس الحقائق البديلة. فبوسعك بيع المحيط المتجمد الشمالي والجنوبي معاً لمن صدق أن الشيوعيين وحدهم، دون غيرهم، هم من رتبوا لتلك المواجهة، وخططوا لاقتحام الجزيرة، وضربها من عل ومن أسفل. ثم نفوا سكرتيرهم العام، أستاذنا عبد الخالق محجوب إلى القاهرة، ولم يفرغوا من حملتهم الحربية على الجزيرة ابأ ربما للتمويه على نذالة عملتهم.
وبالفعل باع الرئيس نميري السودانيين محيطاً راكداً من الغثاثة المايوية حين تسب في كتاب “أيام مع جعفر نميري . . . أسرار ومواقف” للصحفي جمال عنقرة حدوث المواجهة الدموية بين ثورة مايو والأنصار إلى الشيوعيين. فقال إنهم هم الذين أشاعوا في الخرطوم نبأ محاولة اغتياله في بلدة أم جر ومنعه من دخول الجزيرة أبا مما أدى للمواجهة.

ليس يخفي أن رحلة نميري بالباخرة في النيل الأبيض في 23 مارس 1970 وقعت في إطار فرض سلطان نظامه على الجزيرة أبا حتى لا تكون "جزيرة معزولة" عن تطوراته الثورية. وكان مفروضاً أن تنتهي ببلدة جودة التي أعدت احتفالاً بمناسبة مرور 14 عاماً على مأساتها المعروفة. وطلبت لجنة التحضير لذلك اليوم من تجمع الكتاب والفنانين التقدميين (أبادماك)، الذي كنت سكرتيره العام، أن نساهم بعمل إبداعي فيه. واتفقنا أن نعرض في يوم الذكرى مسرحية تسجيلية لمقتلة عنبر كوستي التي مات فيها 198 مزارعاً بالاختناق في عنبر سميات بالمدينة لمطالبتهم بحقوقهم من مُلاك مشروع جودة. وعكفتُ في مكاتب أرشيف السودان، دار الوثائق المركزية الحالية، أقرأ صحف الفترة، وجريدة الصراحة بالذات، لكي أكتب المسرحية. واذكر خلال جلسة لي في غرفة إطلاع بالدار أن أطل علينا نميري زائراً الدار للمحة خاطفة. وتلك أول مرة أراه وآخر مرة. وبالطبع لم يقم احتفال جودة لأن جولة نميري ذُبحت في أم جر والكوة وانتهت عند كوستي كما سنرى. ولكن عدنا للمسرحية وعرضناها في كوستي لأن من مثلوها كانوا من شباب كوستي. ثم عرضناها في الخرطوم في إطار توثيقنا لضربة أبا.

أعود من هذا الاستطراد لوصف هذه الرحلة. وسترى فيها كيف انغبن نميري من الأنصار الذين احتشدوا عند نقاط عديدة في الرحلة وسمع من حشودهم بأذنه مطلبهم أن يترك الحكم لأهله. ولربما هانت عنده محاولة الاعتداء العارضة عليه (بأي رواية أخذت) قياساً بسقمه وهو يري الكادحين الذين خرج لنصرتهم بانقلابه لا يرون في "مايو الخلاص". وكان ذلك ما رأي وسمع على طول شاطئ النيل الأبيض الحبيب منذ انطلقت الباخرة في 23 مارس إلى 26 مارس حين أنهى الرحلة مجبراً أخاك لا بطل. لقد رأى ربما نهايته مكتوبة على عزبات أنصارية صميمة.

بدأت رحلة "الأسكلا وحلا" لنميري في 23 مارس من جبل الأولياء وتضمنت وقفة عند أبا. وبعد تدخل الجودية قرر نميري إلا يغشى أبا منعاً لردود الفعل على ما سيعده الإمام الهادي "استفزازا". وكان الأنصار بعد قرار النميري فوت جزيرة أبا أمام خيارين في حسب رواية السيد الصادق المهدي. كانوا إما أعدوا عدتهم ليسمع نميري احتجاجهم السلمي على نظامه طوال الرحلة، أو قبلوا منه ذلك التنازل الكبير وتركوه إلى في حاله سبيله.
وهناك طغى صوت الإخوان المسلمين الذين أصروا على الخيار الأول وهو أن يسمع نميري، متى لم يزر أبا، مع ذلك رأيهم فيه من حشودهم: ولا سلام بلا إسلام. ولم يخل الإمام الهادي نفسه من عزيمة مثل تلك المواجهة. فقال السيد الصادق المهدي كما تقدم إنه بعث للإمام برسالة ألا يقوم بمقاومة الجيش. ولكن كان هناك من منى الأماني أنه، متى تمردت أبا على النظام، فستتوالى التمردات على النظام. فقد عثر النظام في جيب الإمام الهادي القتيل خطابات ثلاثة. وجدوا خطاب السيد الصادق في التهدئة مع خطابين محرضين للقتال. فخطاب من قريب لأسرة المهدي هو فاروق البرير يمنيه بإضراب عام متى انتفضت أبا. وكان الخطاب الثالث من مامون أحمد شرفي، الضابط بالقوات المسلحة، يزين له الثورة لأن الجيش سينحاز للأنصار.

من أكثر الكتابات إحاطة برحلة نميري على النيل الأبيض كلمة لعمر جعفر السوري الذي صحبه في الباخرة كمراسل صحفي ليكتب عنها لاحقاً في 2009. واستفدت مما كتبه كعظم ظهر ليوميات الرحلة. واتفق معه في السردية مرتضى أحمد إبراهيم في ما كتبه في "الوزير المتمرد" كشاهد عيان في صحبة نميري في تلك الرحلة
بدأت الجولة على النيل الأبيض في 23 مارس على متن باخرة رست في جبل الأولياء. وكانت تحفها في سفرها سيارات الدفع الرباعي على الضفة الشرقية. وصحب النميري من مجلس انقلابه مأمون عوض أبو زيد، الذي انتظره نبأ سعيد كما سنري، وأبو القاسم محمد إبراهيم. كما جاء في معيته من الوزراء مرتضى أحمد إبراهيم، وزير الري، الذي كتب عن تجربته مع نميري خلال صدام الجزيرة أبأ في "الوزير المتمرد".
توقف المركب قبالة بلدة صغيرة (أم جر) قبل وصولهم الكوة (180 كيلو جنوب الخرطوم). فركب نميري لبلوغها من المرسى السيارات الموصوفة. وقيل لهم إن رجلاً أخفى سكيناً في عمامة حاول اغتيال نميري لولا يقظة الحرس فحالوا دونه. ولم يكن ثمة اغتيال في قول السيد الصادق المهدي ولكن بين الحشد من اقترب منه وهتف "الله أكبر ولله الحمد"، ولوح بيده فظهرت منه سكينه على ذراعه. ونواصل عن كيف خرج نميري من تلك الرحلة الخائبة وحشاً مذعوراً تربصت به في ركن ما.

نص مقالة جعفر السوري
http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/193-5-5-0-5-4-5-1/105579-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%82-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8-%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%AC%D8%B9%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%88%D9%92%D8%B1%D9%8A-%D8%8C-%D9%81%D9%8A-31-%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88-2009http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/193-5-5-0-5-4-5-1/105579-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%...%A7%D9%8A%D9%88-2009