عن بلادي... بقول لكم! بقلم ياسر الفادني

00:01 AM May, 04 2020

سودانيز اون لاين
ياسر الفادنى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

من أعلى المنصة


الكل يترنم في من يحب، والكل يغني على ليلاه... ابوعركي البخيت متعه الله بالصحة والعافية تغني وقال عن حبيتي بقول لكم... فله مطلق الحرية في القول والإعجاب المدح... الشريف الرضي قديما اعجبه فرسه فانشد قائلا :
ياليلةالسفح الاعدت ثانية
سقي زمانك هطال الديم
ماضي من العيش لو يفدى بذلت له
كرائم المال من خيل ومن نعم
ولم يخل حتى القرد وشبيهه من القول فيه.... كما قال شاعر قديم
فلا تلم المحب عن هواه
فكل متيم كلف عميد
يظن حبيبه حسنا جميلا
ولو كان الحبيب من القرود...

وكما أعطوا هؤلاء الحق في القول، أيضا انا من حقي أن اتغني للوطن واقول
وطني....
أيها المحفور فى قلبى! خذنى معك
أينما شئت و كيفما تريد خذنى إليك....
خذنى إليك فأنا مثل النوارس اعشق الإبحار............. أهوى ضفتيك
خذ كلى ولا تدع بعضى فكلى أجفان واهداب تحيط بمقلتيك....
كن حبيبى ورفيقى وشهيقى وزفيرى فأنا والله...... نبضى في يديك...

لكنني الآن.... أبكى على هذا الوطن الذي لم تنم له عين ولم يرتاح له بال منذ أن نال استقلاله... كل الحقب التي مرت عليه كانت فاشلة اما عسكرية تجلب معها دكتاتورية بغيضة وتسقط... وأما حكومة جهة واحدة تدعي الشمولية والتفويض من الشعب خيالا، فتسقط... وأما ثورة تصحيح عارمة يركب سرجها آخرون... للأسف الشديد نبكي لأننا جربنا كل الأنظمة ولم نتقدم إلى الأمام خطوة، كل حقبة تلعن سابقتها وتدعي انها الأفضل... نتفنن دائما في نهج الاختلاف كل فئة تأتي تظن أنها المنقذة لهذا الوطن ولا جديد... وطن يوصف بأنه من أفقر دول العالم علما بأن بما يحويه من خيرات داخله تكفي العالم أن وجدنا الحكومة الرشيدة العادلة التي همهما الوطن لا حزبية ضيقة ولا جهوية نتنه ولا (صاحبي وصاحبك)... ابدعنا في الرجوع إلى الوراء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. كل القيم النبيلة التي ورثناها ابا عن جد اندثرت....
لن يتقدم هذا الوطن أن لم نترك. الخلاف والاختلاف جانبا... لن يسير الوطن إلى الأمام أن لم نحقق العدل فالشريف والوضيع امام القانون سواء... لا يرتاح هذا الوطن أن لم نسمع الرأي والرأي الآخر وندرسه... لا نتقدم ابدا الا اذا اخترنا الرجل المناسب في المكان المناسب... لا نتقدم الا اذا خفنا الله في هذا الشعب ووضعوه حكامنا في قلوبهم... فيا ساسة بلادي اتحدوا واتفقوا واصدقوا... فإن الله مع الصادقين.... إلا هل بلغت فاشهد.