بركات شيخ حمدان,, بقلم إسماعيل عبد الله

بركات شيخ حمدان,, بقلم إسماعيل عبد الله


04-29-2020, 10:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1588196068&rn=0


Post: #1
Title: بركات شيخ حمدان,, بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 04-29-2020, 10:34 PM

10:34 PM April, 29 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر





أرتفعت قيمة الجنيه السوداني نسبياً مقابل أسعار العملات الأجنبية التي على رأسها الدولار
الأمريكي (جورج), و ربضت بواخر الغاز والديزل بميناء بورتسودان, حدث كل هذا بعد أيام قلائل من تولي نائب رئيس المجلس السيادي لآلية حل المشكلة الاقتصادية, لماذا ماطل شركاؤه في مصير الوطن طيلة هذه الشهور التي تجرع فيها الشعب مرارة الحاجة وشح النار وندرة الماء وانعدام
الكلأ؟, لماذا تسير بعض النخب السودانية عكس تيار المصلحة العامة؟ مادام هذا الرجل يمتلك مفاتيح الحلول في توفير قوت المواطن, لماذا تدشن ضده الحملات المغرضة, ولماذا تشن الحروب العنصرية والجهوية البغيضة بحقه؟

مشاكل السودان يمكن أن يحلها الأفراد الذين يتمتعون بعلاقات إقليمية ودولية ممتازة, أكثر
من عواء رموز الأحزاب وتسويف التنظيمات السياسية التي تجيد التنظير ولا تعمل, السودان ودود ولود أنجب أبناء بررة وأفذاذ وبنات وفيات في الشمال والشرق والغرب والجنوب الجديد, إذا أفسح لهم ولهن الطريق سوف يبنونه ويبنينه وطناً شامخاً (حدادي مدادي) تتناطح من أجله صروح
النجاح, لكن الفشل المتراكم للنخب السياسية رهن مصير العملاق والمارد الأفريقي لرغبات بغاث الطير, واستهدف هذا الفشل الكارثي النسور الجوارح والصقور الكواسر التي تأبى إلا وأن تحلق في سماء العزة والكرامة.

يحمد لحمدوك و وزير ماليته تواضعهما المسؤول وتركهما رئاسة الجهاز الذي أريد به حسم أزمة
المعيشة لتاجر من التجار العاديين, وهذا يلفت انتباهنا لظاهرة شائعة في أوساط مجتمعنا وهي استحالة أن يقتنع التاجر التقليدي برؤية ولده الذي تخرج حديثاً من كليات التجارة والمال والاقتصاد, وهذا ليس انتقاصاً من دور العلوم الاقتصادية ولكن في كثير من الأحيان يُتأكد
من أن التجارب العملية وإدمان الجلوس في المعامل والتردد المستمر على الأسواق هو الأجدى والأنفع, والأمضى سلاحاً من قراءة عشرات الكتب والمجلدات المتخصصة في مجال علوم المال والأعمال, والأفيد لصاحبها من الاعتماد على مذكرات الدكتور الذي حاضره بالجامعة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خدمته عقليته التجارية وساعدته مقدراته الذاتية في إدارة الأموال,
وسانده حرصه وجشعه المادي في تحقيق الأرباح على اكتساح المرشحين المنافسين له في حزبه, وهزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية, ومازالت النخبة المتعلمة في بلاده تسخر منه عبر الرسوم المتحركة واللوحات الكاريكاتورية كما هو الحال
بالنسبة لنخبتنا السودانية مع رجل المرحلة, في مناسبات كثيرة يتوه المثقفون والمنظرون والكتاب والمحللون في تفاصيل دقيقة, تقودهم في آخر المطاف إلى الانصراف عن جوهر القضية والابتعاد عن عظمها الفقري, بعكس الآخرين الذين يعتبرون من العوام و لا يكترث لأمرهم أحد, فيقومون
بإدهاش هؤلاء الأفندية ويصدمون أولئك الموظفين بقوتهم وملكات إبداعهم وابتكاراتهم ورجاحة عقلهم.

وزير التجارة مدني عباس لا علاقة له بعالم السوق, تقول سيرته الذاتية أنه كان رائداً من رواد
العمل الطوعي والإنساني, يا حبذا لو تدارك نفسه وتداركه الأخوة في اللجنة الاقتصادية, فلو أتوا إلينا بتاجر عطور أو بائع ملابس جاهزة من سوق ليبيا فإنّه حتماً سيكون أفضل من رجل المنظمات الانسانية والإغاثية, فوزارة التجارة لن يصلحها إلا من خدم في مجال البيع والشراء
والاستيراد والتصدير, ومن عرف ثم علم أبجديات سايكولوجية البائع والمشتري, فمعضلة الاقتصاد السوداني حلولها تضامنية بين خبراء الاقتصاد حملة الأنواط والأوسمة والدرجات الأكاديمية من جهة, و ملاك الدكاكين و مدراء الشركات الصغيرة الخاصة الذين نموا مع مؤسساتهم الفردية
من الجهة الأخرى.

لعل تولي حمدان لزمام أمور مهمة تذليل صعاب العيش الكريم للمواطن, وبشريات نجاحه في هذا الخصوص
سوف تحدث صدمة إنعاشية لعقلية النخب السودانية, التي وصفها المنصور الخالد بأنها مدمنة لروائح أدخنة حشيش الفشل, فالبلاد في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها تنادي كل أبنائها وجميع بناتها لكي (يضعن ويضعوا أيديهم على أيدي بعض), كما ظل يردد رجل المرحلة, ليخرجوا بالوطن
إلى بر آمن يضع لبنات الأسس الأخلاقية للحياة الكريمة, علينا أن نقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت ولمن كذب كذبت, وقبل كل هذا يجب علينا صياغة قوانين صارمة تمنع الاستهبال الاقتصادي وتوقف انتهازية السماسرة والمرابين من الوصول إلى مؤسسات الدولة المالية.


إسماعيل عبد الله

[email protected]