كورونا, هل يوحدنا؟ بقلم إسماعيل عبد الله

كورونا, هل يوحدنا؟ بقلم إسماعيل عبد الله


04-22-2020, 02:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587519592&rn=0


Post: #1
Title: كورونا, هل يوحدنا؟ بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 04-22-2020, 02:39 AM

02:39 AM April, 21 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر





كائن صغير وضئيل جداً لم يتوصل علماء الأحياء والفايروسات و الطب الوقائي إلى التعريف به,
هل هو كائن حي أم جماد ميت؟, هزم هذا الجرم الصغير الذي لا تراه عين الإنس و لا بصيرة الجن كل ترسانات الدنيا العسكرية والطبية, و تحداهم واقفاً لهم بالمرصاد في السر والعلن, ففي ظرف شهر واحد جعل من كل شعوب الكوكب الأخضر خاضعين لتعليماته وممتثلين لأوامره, إن قال
لهم (خلف دور) أداروا ظهورهم للوراء و ولوا هاربين, وإن قال (معتدل مارش) أقبلوا بوجوههم للأمام راكضين متسابقين من أجل النجاة بالعزيزة (الروح) من الموت المحتوم.

هل تستثمر قيادتنا الرشيدة (حمدوك,برهان,حميدتي) هذه الجائحة في رتق ما انفتق من أنسجة اجتماعية
و سياسية و فكرية؟, إنها فرصة وسانحة مناسبة لاعادة الحياة إلى طبيعتها وعهدها القديم المتسامح الذي لم ترتكب فيه جرائم بحق الإنسانية, ولم تنهب فيه أموال الدولة العامة بهذه الطريقة الانقاذية العنيفة والعلنية والمفتقدة للحياء والأخلاق, لقد جاء الوقت الأنسب لكي
يخرج السودان من جميع أزماته المالية والاقتصادية و السياسية وللأبد, وذلك بشحذ همم السودانيين المشهود لهم بالمواقف النبيلة عند النجدة والفزع و الكر و الفر.

أستنهضوا الهمم يا قادة هذه المرحلة الانتقالية و حفّزوا الشباب والمتطوعين من كلا الجنسين,
ومن جميع التنظيمات السياسية والكيانات الحزبية والجماعات الجهوية والقبلية والمناطقية, لأن يساندوا وزارة الصحة الإتحادية الفقيرة إلى ربها ويقفوا معها في مواجهة هذه الطامة الكبرى, التي مازال الفرد السوداني البسيط يجهل عواقبها التي أهلكت ملايين الناس الذين يتمتعون
بامتلاك أفضل المنتوجات والتجهيزات الصحية, التي توصلت إليها التقانة العالمية في مجالات الطب الوقائي ومكافحة الأوبئة.

أيتها القيادة الانتقالية إطلقي مبادرة اجتماعية كبرى, للوقوف ضد وباء كورونا ومكافحته المكافحة
التي تليق بحجم خطورته, شجعي كل الكوادر الطبية و التي من ضمنها الطلاب و الطالبات الدارسين والدارسات لعلوم الطب والصحة العامة والصيدلة, بأن يترجلوا وينزلوا إلى ميادين الأحياء وساحات المدن عبر (لجان صحية) شبيهة بلجان مقاومة شر المنظومة البائدة, و تقديم الدعوة
لحركات الكفاح المسلح للمساهمة بكادرها الطبي في الوقوف ضد هذا الغول الذي لا يفرق و لا يميز ما بين مغاضب و موالٍ, استنهضوا الهمم يا زعماء العهد الجديد و صادموا من هو أكثر شراً من أبناء بيتنا ومنزلنا الواحد.

من إنجازات هذه الجائحة على مستوى الكوكب توقف الحروب, وتراجع مستويات القتل والدمار الذي
لحق بالبشرية, ذلك الدمار الذي كنا نسمعه و نشاهده عبر قنوات التلفزة والاذاعات العالمية, فمنذ إطلالة هذا الضيف الثقيل الدم على بيتنا الكروي الكبير, لم تضع نشرات الأخبار تقارير مراسلي الحروب الدائرة في الكون في أولويات بثها الإخباري, بل عندما يقوم أي واحد منا
بإدارة المحرك الباحث عن القنوات التلفزيونية العالمية يجد هذا الشبح المخيف مسيطراً على عناوين الأخبار.

دعوا عنكم الخلافات الدنيوية لأن هذه الدنيا التي نتصارع حول منافعها أصبحت هي ذات نفسها
مهددة بالانقراض بسبب هذا الكابوس اللعين, فالنجعل من هذه المناسبة غير السعيدة مصدراً للإلهام و الإبداع السوداني الفريد والمتفرد, الذي أذهل شعوب الدنيا أمام بوابة قيادة القوات المسلحة عندما حمي الوطيس, فكانت ريشة الفنان عبارة عن سهم سام مغروس في صدر الظلم والطغيان,
حينما كان صوت الثائر السوداني جهورياً شاقاً لعنان السماء, وكانت عروقه الفائرة بالدماء الثورية مرعبة لكل طغاة العالم, حيث كانت سبباً في فوزه عالمياً بأفضل صورة تلتقط بكاميرا رجل ياباني محايد لا علاقة له بالسودان.

مشروعا حمدوك وحميدتي من أجل انتشال البلاد من مستنقعها المتردي اقتصادياً يجب أن يتوحد,
فالقومة للسودان ومجهودات مكافحة الوباء التي بذلت في سبيلها جهود عظيمة ومقدرة, من الضرورة بمكان أن تصب جميعها في ماعون واحد, و بالأخص مشروع مكافحة كورونا, لأنه الأكثر أهمية و الأخطر على حياة المواطن الشهم الجاهز للتبرع بمخزونه الشخصي من بقايا مجوهرات من ذهب
و فضة, من أجل أن تقوم للسودان قائمة.


إسماعيل عبد الله

[email protected]