لجنة إزالة التمكين تغرد خارج السِرب.. بقلم خليل محمد سليمان

لجنة إزالة التمكين تغرد خارج السِرب.. بقلم خليل محمد سليمان


04-19-2020, 03:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587305262&rn=0


Post: #1
Title: لجنة إزالة التمكين تغرد خارج السِرب.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 04-19-2020, 03:07 PM

03:07 PM April, 19 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




تابعت للمرة الثانية الفرحة العارمة بسبب قرارات لجنة إزالة التمكين، وسط وسائل التواصل الإجتماعي، و التي تُمثل بالضرورة إنعكاس مباشر لحالة الشارع.

الحقيقة تابعت وكنت مشفق علي الجميع، بانهم سيفيقون علي وهم، والطبيعي ان يكون الفرح مُستدام لطالما كان إستحقاقاً ثورياً.

للأسف لا زال الجميع تحت وطأة خُبث، ومكر سدنة النظام البائد.

كررناها مراراً بأنه يجب البعد بقضايا العدالة عن الكسب السياسي، والإعلام الدعائي.

تبدأ العدالة وإسترداد اموال الدولة المنهوبة بالقبض علي المجرم، ومحاكمته اولاً ثم وضع اليد بشكل قانوني علي الممتلكات، والاموال.

لماذا؟

للأسف لا اريد إحباط الناس، او ادعوا لليأس، لكنها الحقيقة، التي إن جهلتها اللجنة تبقى مُصيبة، وإن كانت علي علم بها تبقى ام المصائب.

الحقيقة كل الاراضي التي صادرتها لجنة إزالة التمكين لم تكن الآن تحت ملكية، او تصرف المجرمين الحقيقيين او تحت ولايتهم.

كل الاراضي مقسمة بين الرهن للبنوك، و بمبالغ طائلة وما ادراك ما البنوك، وفساد الإنقاذ، والبيع المباشر لاشخاص يمكن ان يكونوا انفسهم ضحايا، ودفعوا مبالغ طائلة نتيجة لإستغلال النفوذ، و المضاربات في الاراضي، وما ادراك ما غول الاراضي في السودان.

والمال الحقيقي بشكل فعلي بعيد عن العدالة، ويد اللجنة المسكينة، التي ارهقت اعضاءها بتلاوة صفحات، وقوائم من الارقام الوهمية.

انا شخصياً لا اجد سبب او حدود للخوف الذي يخشى إعلان الفشل، او التقصير، لطالما نثق في الثورة وعدالة القضية، و فوق ذلك إرادة الشعب العظيم، ومبادئ الدولة المدنية.

اخي الذي يصغرني ابراهيم محمد سليمان شاب ثوري من الطراز الاول، ممن انجبتهم معاناة الثلاثين العجاف، من جيل صنع معجزة عجزنا جميعاً كسياسيين، بكل اطيافنا المدنية، والعسكرية من تحقيق الحُلم الذي إنتزعوه عنوة وإقتداراً، واسقطوا اعتى ديكتاتورية دينية عسكرية شمولية، في تاريخ الدولة السودانية علي الإطلاق.

للأسف برغم كل هذا استطعنا ان نزرع فيهم عدم الثقة، والخوف، دائماً كان يُردد من زمن مبكر من عمر الثورة، عندما يجدني حاد في النقد، بأن نقد و إعلان فشل حكومة الثورة يعني الهزيمة، ويمكن ان نمكن للنظام البائد، وهذا رأي معظم ابناء جيله.

الحقيقة اننا في واقع جديد لا يمكن ان نتراجع عنه، ويجب ان نثق في ثورتنا، وقوة الشارع، ويمكن ان نُعلن عن فشل حكومة كل يوم ونأتي بأخرى، ونمكن للثورة في كل ساعة، وكل لحظة دون الإلتفات إلي الوراء.

ما جعلنا بين الخوف والتردد هو التهاون، والثورة في عامها الثاني، ولم يُعلق مجرم قاتل سارق واحد في حبل المشنقة، ولا تزال الاموال حرة في ايديهم يعبثون بها، ومكتسبات الثورة.

الخوف من فشل اشخاص، ونقدهم يُكرس لعبادة الاصنام، وتقديس الفشل بالتبرير.

يجب ان نفرق بين فشل الثورة، وسلوك الافراد، فالثورة متقدة في الصدور، اما الاشخاص فهم بشر تْقدر قدراتهم بعوامل النجاح، والفشل، والمسؤولية، بالنقد، والمحاسبة.

اشعر بأسف، وإحباط عندما اتحدث مع ابناء جيل الثورة، وكأنهم يخشون الشماتة، من سدنة النظام البائد، وإنكسار الثورة.

يجب إسقاط هذه الروح الإنهزامية، وتكريس روح الثورة بالثقة في النفس، وعدم الخوف، والتردد، والشجاعة في النقد، والمحاسبة، لتأسيس واقع جديد اهم سماته العدالة، و قوة القانون.

يجب مراجعة عمل لجنة التمكين، وضرب قوى الظلام بيد من حديد، وإن دعى الداعي الي تشكيل محاكم ثورية بشرعية الثورة المستمدة من الشارع، كما في ادب الثورات التي غيّرت اوجه البشرية.

هذه الثورة العظيمة تستحق العمل الدقيق، والمنضبط، في الشكل، والمضمون، حتي نجني ثمار الثورة المباركة في الحرية، والسلام، والعدالة.

يجب ان نرسخ للدولة ذات الاضلع الثلاثة، الحرية، والسلام، والعدالة، ودونها نحاسب الحكومات، والاشخاص بتطبيق هذه المعايير، ولا كبير تحت هذا السقف مهما علا.

اخيراً..

الرهان بين فشل الثورة، وعودة النظام البائد دونه المقابر..

خليل محمد سليمان