البرهان كوز وسخان.. بقلم خليل محمد سليمان

البرهان كوز وسخان.. بقلم خليل محمد سليمان


04-18-2020, 05:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587227817&rn=0


Post: #1
Title: البرهان كوز وسخان.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 04-18-2020, 05:36 PM

05:36 PM April, 18 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




للأسف كنت اول من كتب عن ضرورة العمل مع المجلس العسكري، لتثبيت الثورة علي الارض، وذلك لأيماني بأن لابد لدور فاعل للمؤسسة العسكرية في هذه الثورة، لطبيعة الوضع الامني، والعسكري المعقد محلياً، وإقليمياً.

كنت ارى لو كانت لدي المجلس العسكري نسبة ضعيفة من الولاء للثورة، وهذا امر طبيعي في مثل هذه الظروف، يجب البناء عليها، و علي الثوار طمأنتهم، والعمل معهم، وفرض اجندة الثورة حتي نضمن لهم سلامة القرار بالإنضمام الكامل للثورة، وتنفيذ اجندتها.

الذي يعرف طبيعة الجيش السوداني، احد ابرز سماته هي التقاطعات السياسية، والإنقلابات العسكرية التي تديرها وادارتها مؤسسات سياسية مدنية، وهذا تاريخ والكل يعرفه، كانت واجهته المؤسسة العسكرية في ظاهره.

ذكر الترابي في تسجيلات شهادته علي العصر التي تمت إذاعتها بعد وفاته، بأن من خطط لإنقلاب الانقاذ هم المدنييون، ولم يكن لأحد الضباط دور فيه، واكد ان كل اعضاء مجلس الثورة لا يعرفون بعضهم، ولم يجتمعوا من قبل، بل اغلبهم سمع بإسمه من خلال إذاعة البيان.

ضبابية المشهد داخل القوات المسلحة جعل من التمييز بين الإنقلاب، والثورة امر عسير علي البرهان، ومجلسه العسكري ،وجميعهم تربوا و رضِعوا من ثدي هذه المؤسسة المُدجنة بالكامل، و التي لا مكان للشرفاء فيها، فأصبحت بين الولاء، والضعف كمعيارين للبقاء فيها، وإعتلاء الرتب، والمناصب.

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي كنا في قيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين، وكان مدير شعبة التوجيه المعنوي الملازم بشير القمر ابو كساوي، وهو من ضباط الدفعة 16 فنيين، وتعتبر هذه الدفعة اساس تمكين الكيزان في القوات المسلحة، وعاصرتها في الكلية الحربية، منذ اول يوم لدخولها حيث كانت دفعتي senior.

بشير القمر من خريجي الهند، وكان له نفوذ في المؤسسة العسكرية يفوق رتبته بآلاف السنين الضوئية، يمكن ان يأتي ابراهيم شمس الدين بطائرة هليكوبتر ويلتقي بهذا الملازم دون ان يلتقي باللواء قائد الفرقة، وقس علي ذلك القارئ الكريم.

المفارقة، هذا الرجل كان سفيه بمعنى الكلمة، نصلي ولا يصلي، نذهب إلي الحفلات، والبهجة، كما نسميها، فكنا نجده في الصفوف الامامية، لا يفارق قعدة الكتشينة، يسف الصعوط، ويشرب الخمر، و "سجارته قصبة".

إحترنا في امره فسألناه، " كيف لك هذا النفوذ ككوز، وانت بهذا المستوى من السفاهة".

قال لنا ممازحاً : " نحن صعاليك الحركة الإسلامية، والإسلام نفسه نصره صعاليك العرب، وضرب لنا مثل بالإمام عمر رضي الله عنه، وهو منهم بريئ عليه السلام.

آخر ما اعلمه عن بشير القمر هذا رأيته في الفضائية السودانية معتمد علي محلية جبل الاولياء قبل سنين من سقوط النظام البائد.

نرجع الي الكوز البرهان..

إتصل عليّ احد الإخوة الصحفيين يريد عمل تحقيق صحفي عن البرهان في ليلة تنصيبه علي رأس المجلس العسكري، وبحكم صلتي ومعرفتي بالمؤسسة العسكرية، كان يطمح في ان اساعده في الحصول علي معلومات عن هذا الرجل.

قلت له انا لا اعرفه، ولكن ساتواصل مع إخوة ضباط يمكن ان افيدك بمعلومة، فعلاً تواصلت بمن عملوا معه، وضباط من دفعته وهم مصدر ثقة، اكدوا لي بأن هذا الرجل لا علاقة له بالكيزان، وسيقتلعهم عن آخرهم.

اوصلوني بأحد الضباط المتقاعدين من دفعته، وهو مقرب جداً منه، وتواصلت معه وذكرت له المطلوب، وإستأذنته بأني سأوصله بأحد الإخوة الصحفيين، فوافق، و اوصلت الطرفين ببعض.

ما ذكره المقربين من الضباط الذين عملوا مع البرهان كان بحكم الظاهر في "الميسات" والاندية، الذي كنا نراه في الملازم بشير القمر، ولكنه يحمل كوز كامل الولاء والطاعة، للتنظيم الجهنمي الشيطاني"الجبهة الإسلامية"، ويُعتبر احد صعاليكها الاوفياء.

اثبتت الايام ان البرهان هو ذراع للنظام البائد، و يُعتبر خنجراً مسموماً في خاصرة الثورة المباركة، وهو يمثل ادنى درجات الوضاعة، والندالة، عندما جاءت به قوى الحرية والتغيير إلي ميدان الإعتصام، والتبشبر به قائداً لركب هذه الثورة الظافرة بإذن الله، رغماً عن انف الجميع.

كانت لقوة الثورة المقدرة في إسقاط هؤلاء واحداً تلو الآخر، حتي تتحرر هذه المؤسسة، كما سقط الكاهن إبن عوف في اقل من يوم، لتصل إلي صفوف الاوفياء الاطهار امثال حامد، ومحمد صديق، و محمد سليمان، و زملائهم الكرام، الذين بعثوا فينا الامل بأنه لا تزال هذه المؤسسة تنبض بالحياة، والعزة، لطالما انجبتهم.

هذا الرجل عطل مسيرة الثورة، وكرس للدولة العميقة، ووفر لها الحماية، بالمماطلة، والتسويف حتي تمكنت من عبور ازمة الإقتلاع في موجات الثورة الاولى، ليخرجوا علينا علناً في مواكب عبثية، في تحدي وقِح للثورة التي خرجت لأجلها كل اطياف الشعب السوداني.

نعلم ما اصاب المؤسسة العسكرية من سوء، ولا تزال تمثل قلعة حصينة لسدنة النظام البائد، حيث كل قادة مفاصلها، وافرعها هم كهنة تجار دين منافقين.

شاء من شاء وابى من ابى ستتحرر هذه القلعة التي هي احد املاك الشعب السوداني الحصرية، وسيذهب كل سدنة الجبهة الإسلامية إلي مزابل التاريخ اليوم او غداً، وستبقى إرادة الشعب هي العليا.

اعتقد جازماً ان الجبهة الإسلامية لم ولن تنجب رجلاً في هذه المؤسسة، لطالما لا احد منهم حركته مشاعر الشعب السوداني إنتصاراً، وعزةً، وفخراً، بهذه الثورة العظيمة، تُردد شعاراتها التي ابهرت العالم في الرُقي، والتحضر، والسلمية، وقدمت الشهداء امام بوابات، وجدران هذه المؤسسة ،ودمائهم لم تجف بعد.

البرهان الكوز الوسخان جاءته الفرصة للتطهُر، والإنعتاق من عبودية الدجل، والنفاق تسعى، فهل سينهل من طهور الثورة، و يرمي بالأنصاب، والازلام، والرجس؟

للحديث بقية..

خليل محمد سليمان