الثقل الجماهيري يمثل عملة أغلى من الدولار !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الثقل الجماهيري يمثل عملة أغلى من الدولار !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-17-2020, 07:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1587105313&rn=0


Post: #1
Title: الثقل الجماهيري يمثل عملة أغلى من الدولار !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-17-2020, 07:35 AM

07:35 AM April, 17 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الثقل الجماهيري يمثل عملة أغلى من الدولار !!

المعضلة الكبرى أن الأطراف جميعاُ مخدوعة في تكهناتها .. والكل ينطلق جريئاُ وهو يحسب أنه يملك ذلك الثقل الجماهيري الذي يسانده عند المحك والشدة .. والحقيقة أعقد من ذلك كثيرا وكثيراُ .. حيث أن محاولات البعض في إرضاء طرف من الأطراف يفقد الفاعل جانباُ من الجماهير السودانية الهامة .. وهي تلك الجماهير التي تمثل السند القوي عند المحك وعند الضرورة .. ذلك السند الفاعل والداعم الذي يبدل الأحوال السياسية في البلاد كل مرة !.. والثقل الجماهيري يمثل عملة نادرة جداُ عند اللزوم والحاجة .. وهو ذلك الثقل الذي يمكن هؤلاء أو هؤلاء على تملك الزمام في البلاد .. وفي هذه الأيام نجد تلك الأطراف تتنازع فيما بينها وتدعي أنها مسنودة بالجماهير السودانية .. وتلك فرية لا تقول الحقيقة .. ومجرد أوهام تراود أذهان البعض من الناس .. فهؤلاء أهل المآرب في واد والجماهير السودانية في واد آخر .. هؤلاء لديهم حساباتهم تلك العقيمة طوال السنوات .. والجماهير السودانية لديها ميولها وأفكارها واتجاهاتها الخاصة .. والأخطر في الأمر أن الجماهير السودانية لا تحسب المخاطر بنفس حسابات أهل السياسة في البلاد .. ولا تخطط عادةُ بذلك العمق بعد الفحص والتدقيق .. ولكنه يتعامل مع واقع الحال بالقدر الذي يتقارب مع المعقول والمقبول .. ومن السهل جدا جداُ التأثير على الجمهور السوداني بإشارات الخداع التي توحي بأن هنالك جهة من الجهات تتآمر لتحقيق مآرب وأهداف سياسية خاصة بها !.. وهو ذلك الجمهور السوداني الذي يصدق ما يقال له بالفطرة !.. وخاصة إذا كان ذلك القول يتقارب مع واقع الحال الذي يوافق العقل والمنطق .. والمثال الأوضح في ذلك يتجسد في هؤلاء البعض الذين يرددون نغمة ( العلمانية ) دون تفكير .. ولا يدري هؤلاء إطلاقاُ أن مجرد الميل إلى تلك الفكرة يخلق ذلك النوع من النفور الشديد لدى الأغلبية من الأمة السودانية .. وهي تلك الأغلبية التي ترفض وتعادي العلمانية بالفطرة .. فهؤلاء بطريقة هوجاء يفقدون ذلك الثقل الجماهيري عند الضرورة .. بينما أن هنالك في الساحات السودانية تتواجد جهات تجيد تلك اللعبة بطريقة ذكية وماهرة للغاية .. جهات همها الأول والأخير أن تكسب لجانبها ذلك الثقل الجماهيري السوداني .. وهي تعلم جيداٌ أهمية ذلك الثقل في نهاية المطاف .. وتلك الجهات بطريقة مكثفة للغاية تضلل الجمهور السوداني بالعزف على ذلك الوتر الحساس .. حيث تقول دائماُ : ( ألم نقل لكم أن هؤلاء الذين جاءوا ليحكموا البلاد لديهم أجندات سياسية خاصة لمحاربة الإسلام في البلاد ؟؟ ) .. وحين يسمع الشعب السوداني تلك المقولة ثم يسمع تلك النغمات عن ( العلمانية ) يرى أن الأمر يوافق المنطق والواقع بمنتهى الصدق .. وعليه يجد النفور في النفس والامتعاض .. وبتلك الحيلة البسيطة جداُ يستطيع هؤلاء الماكرين أن يكسبوا ذلك الثقل الجماهيري إلى جانبهم في أية لحظة من اللحظات .. أما هؤلاء الآخرين فلا يملكون تلك الأرضيات والمغريات التي تكسبهم ذلك الثقل الجماهيري الضروري عند اللزوم .. بل يزيدون الطين بله حين ينادون بفصل الدين عن الدولة .. وتلك حجة أخرى تمثل سنداُ قوياُ في أيدي هؤلاء الذين يحاربون العلمانية ليكسبوا ذلك الدعم الجماهيري الهام عند اللزوم .

وهنالك وقفات أخرى هامة تخلق ذلك الثقل الجماهيري الضروري لتلك الأطراف المتنازعة في الساحات .. ومنها تلك الأزمات الاقتصادية الخانقة في البلاد .. وهي تلك الأزمات التي أجبرت الأمة السودانية أن تهب منتفضة وتضحي بالأرواح الطاهرة من أجل التخلص منها .. وفي هذه الأيام نجد هؤلاء الخبثاء الماكرين الذين يستغلون تلك الأزمات والضائقة الاقتصادية السائدة في البلاد لكسب ذلك الثقل الجماهيري لجانبهم .. فنجدهم يعزفون تلك النغمات التي تقول أن الأحوال والأزمات بعد الانتفاضة والثورة تزداد سوءاُ يوماُ بعد يوم في ظلال الحكومة الجديدة .. وتلك النغمات في حقيقتها وجوهرها صائبة وصادقة مائة في المائة .. إلا أنها ليست وليدة أرحام الثورة والانتفاضة .. حيث أن جذور وأسباب تلك الأزمات تعود لأزمان العهد البائد .. وتلك الحقيقة تخرس ألسن هؤلاء البعض !.. لأنهم هم السبب الأساسي في تلك الأزمات والتردي .. ولذلك فإن هؤلاء يفقدون الحجة حين يجادلون في أمر الأزمات والغلاء والتردي .. فأزمانهم ليست بتلك النعمة الضائعة المفقودة التي يتأسف عليها الجمهور السوداني .. بل هي تلك الأزمان التي تلاحق باللعنات تلو اللعنات .