الكــل بعيــوبه ويدعي ما ليس فيــــه !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الكــل بعيــوبه ويدعي ما ليس فيــــه !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-02-2020, 07:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585810016&rn=0


Post: #1
Title: الكــل بعيــوبه ويدعي ما ليس فيــــه !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-02-2020, 07:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الكــل بعيــوبه ويدعي ما ليس فيــــه !!

المثل السوداني يقول : ( الجمل لا يرى اعوجاج رقبته !! ) .. ونحن في السودان نحمل كل ألوان العيوب ثم ندعي الكمال رغم تلك النواقص .. والمحك ليس في تلك المظاهر التي تدعي ولكنه في تلك المزية المفقودة التي يقال عنها نقاء السرائر .. وأغلب النفوس السودانية مصابة بداء الأنانية المفرطة !!. ويندر في هذا البلد أن يتواجد ذلك المرغوب الذي يجمع الكل في خندق الوفاق والاتفاق .. وكل من يقال عنه أنه ذلك المطلوب الذي يماثل النبي ( موسى ) عليه السلام يتضح أنه من هؤلاء الفراعنة !.. ومهما يقال عن فلان أو عن علان فحين يوضع الكل في كفوف الميزان يتضح أنهم مجرد كومة من الأوهام !.. لا زيد يبرد القلوب بإنجازات المهارة والكفاءة ولا عمرو يتقدم بالبلاد نحو الأمام حتى يستحق ذلك الوقار والاحترام !.. وقد شاءت الأقدار أن يجتمع كافة أصحاب الشوائب في بقعة واحدة تسمى دولة ( السودان ) .. دولة فيها تلك النفوس مريضة بدرجة الغثيان .. وفيها تلك الأطراف معيبة بدرجة الكفران !.. وطن يجمع تلك الأحزاب التي لم تفد البلاد في يوم من الأيام .. كما يجمع تلك الحكومات العسكرية التي تحطم الشرعية كل مرة بفرية الإنقاذ !.. ويجمع تلك الأطراف الخبيثة المتمردة التي تحمل السلاح في بعض المناطق !.. ويجمع هؤلاء الرموز السياسية الذين يفتقدون أدنى معاول الوطنية .. وتلك المجتمعات السودانية تخلو كلياُ من صفات المحاسن .. وذلك رغم أنها تدعي الطيبة في سجيتها .. وتلك المظاهر من الطيبة زائفة لا تقول الحقائق الكامنة في الوجدان !.. وكل السلوكيات والأخلاقيات في بلادنا متردية ومتفشية بذلك القدر الذي لا يقبل الجدال والنقاش .. ذلك الغش ،، وذلك الخداع ،، وذلك التحايل ،، وذلك المكر ،، وذلك التلاعب ،، وذلك الكذب ،، وتلك الاستغلالية ،، وتلك الانتهازية ،، وكل موبقات الصفات المتردية في الإنسان !.. ولا يسلم في السودان صاحب مهنة من تلك العيوب القاتلة !.. ومع مرور الأزمان قد أدمن إنسان السودان تلك الصفات البغيضة والكريهة !! .. وقد أصبحت الثقة مفقودة في نقاء ومصداقية السرائر في النفوس !.. والأمثلة التي تقول عن الصفات الرديئة تتوفر في الكثير والكثير من تلك الفئات التي تمثل تركيبة المجتمع السوداني .. فذلك التاجر في بلادنا هو ذلك الجشع الطماع .. وهو ذلك الغشاش المخادع المراوغ المكار.. وقد أصبح التاجر السوداني ممقوتاُ بالفطرة لدى الناس !.. لأنه يمثل في هذه الأيام داريكولا ( مصاصي الدماء ) في الأفلام .. وكل صاحب مهنة في السودان هو مجرد متسلق لا يجيد المهنة كالآخرين في بلاد العالم .. ومع كل ذلك فهو يدعي العبقرية في إجادة المهنة !.. لا يفرح القلوب بإحسان الصنعة ولا يرحم الجيوب بتقليل الأجرة !.. خبيث مثله ومثل الآخرين من التجار والسماسرة والمحتكرين .. والواعظ في بلادنا هو ذلك المنافق الذي يزرف الدموع كذباُ ونفاقاُ فوق المنابر ., وحين يجد السانحة لا يتقي الله في الخلائق !.. جبار بخيل لا يدخل بينه وبين القرش دخيل !!.. وهو ذلك الواعظ الذي لا يخاف الله عند الجد والمحك !.. وإذا وجد السانحة ينزع ( الكفن ) عن الميت ليتركه عارياُ في الطرقات !.. كم وكم فسد هؤلاء ونهبوا باسم الوعظ والإرشاد !!.. وخربوا الديار بقدر لا يخطر على البال .. هؤلاء الذين كانوا يزرفون الدموع فوق المنابر باسم الدين الحنيف !.. وكانت نفوس الأبرياء تبكي حين تسمع تلك المواعظ والإرشاد في الوقت الذي فيه كانت أيدي هؤلاء الوعاظ تنهب ما في داخل تلك الجيوب !!.. ولم تلحق بالأمة المسلمة تلك المحاسن التي كانت مرجوة من تطبيق الشريعة السمحة !!. وبذلك التحايل البغيض قد أجرموا كثيراُ حين اتخذوا الدين ستاراُ في تحقيق المآرب .. حيث حللوا الحرام لأنفسهم وحرموا الحلال للآخرين !.. وقد أفسدوا في البلاد باسم الدين بقدر ما كان يخطر على البال !.. وتلك صورة تدخل ضمن العيوب في أبناء السودان .. هؤلاء الأبناء الذين لا يحكمون الضمائر في لحظة من اللحظات .