متي سنهدم حائط المبكى.. بقلم خليل محمد سليمان

متي سنهدم حائط المبكى.. بقلم خليل محمد سليمان


03-26-2020, 03:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585232082&rn=0


Post: #1
Title: متي سنهدم حائط المبكى.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-26-2020, 03:14 PM

03:14 PM March, 26 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




دائماً الشعوب المقهورة، و العاجزة عن التطور، والمستسلمة الي الاقدار، تبحث عن مُخلص، وبطل مُنقذ ..امم عندها الصناعة، والتجارة، والعلوم، والنهضة، كلام، وخُطب، واناشيد، تُطرِب الأُذن، لترقص علي بقايا اجساد مُنهكة، بالمرض، والجوع، وعقول اقعدها الجهل، والتخلف.

مصيبتنا في السودان مُركبة، ما بين البحث عن مُنقذ لم يأتي بعد، وحائط مبكى، نذرف الدموع علي جدرانه، ونعلق خيبات آمالنا التي ينقصها العمل، والجهد، والعرق.

لابد لأفراحنا بأن لا تكتمل، فالاقدار لنا بالمرصاد.. والله لو لم يمت فلان لكنا.. وكنا.. وكنا..!!!

وفلان هذا عاش بيننا يقاسمنا الفشل، ويشاركنا التعاسة، ولكن إنها حالة الهروب من الحقيقة، التي تستدعي هذا النوع من النفاق، علي العقل الباطن، وفي الاصل نتعمد بأن نغيّب الحقيقة عمداً، حتي نرسم صورة زاهية، كمن تخالط عقله نوبة سُكر.

علينا ان نتخذ من المنطق دليل، بدل الهروب، والبحث عن حائط لنبكي علي جدرانه، فلنحسب ما قدمه الشخص، من إيجابيات، او سلبيات، ونضع الميزان القِسط، فإن إستحق البكاء فلنبكي، ونلطم، وإن لم يكن يستحق البكاء، فلنبكي ايصاً لأننا إنتظرنا لحظة الفراق، و الرحيل، و لم نحاسب، او نقيّم.. فكان امرنا ان إستسلمنا.

موت المسؤول، او الحاكم ليس بالضرورة ان يكون مدعاة للشماتة، او السخرية، بقدر ما هو امر عام، يخُص مسيرة حياة الناس، فلهم الحق في التقييم بالنقد حتي الحساب، فالتاريخ لا يُسقط الاشياء بالعواطف، فهو إستحقاق إنساني لابد من الوفاء به كما هو.

للأسف نرى حالة الضعف، والعجز التي تترجم الفشل الذي ننتظره، لعدم ثقتنا فيما نقوم به من اعمال، إنعكس علي لغة خطابنا، واسفنا علي الامل الذي كنا نعقده علي الرجل الراحل، و كأنه قد ذهب بالمعاول، وادوات الحل.

لو لم نكن ننتظر الفشل، ونستدعيه مع سبق الإصرار، والترصد فمن المنطقي ان تستمر المسيرة حيث إنتهى الجميع، لطالما المبدأ راسخ، وعميق، بذلك لا يمكن ان ترتبط بأشخاص، او حتي جماعات.

رحيل وزير الدفاع، لا يعني ايّ مصلحة لأي طرف حتي يسعى لتصفيته، لنخلق منه وهم، الرجل عادي ليس بالرجل الخارق، الذي يملأ الدنيا ضجيجاً، ولا هو بثوري، فهو من اللدّ خصومها، ولكن لا تعلمون، ولا هو بالرجل الاول الذي بيده العقد، والحل.

" طبعاً إنتو عارفين انا قاصد مين"

اعتقد هناك إرادة جماهيرية تقف علي رأس الجميع لتحقيق السلام، لا يمتلك ايّ طرف رفاهية الإختيار او المناورة، فمساحات الحركة محدودة، والكل تحت ضغط الشارع، الذي لا يريد غير السلام، والسلام بأي ثمن، فمن العبث ان ننسب إنجاز امة، وشعب، لفرد هو مُسيّر، رغماً عنه، وليس مُخير.

إذا اعتمدنا تأثير المحاور، فهذه خيبة اخرى، فمن آمن بالمحور القطري التركي فهو ضال، ومن يمم قبلته شطر الاماراتي السعودي، فهو اضل، وتبقى سنة سيئة ورثناها من جماعة الهوَس الكهنة تجار الدين، التي لا تعرف غير العمالة لتحقيق طموحها الضحل، وامنياتها المريضة، التي لا تؤمن بالوطن، وقدسيته، وحدوده، وسيادته.

كان لابد من إنجاز ما نراه مستحيلاً، ايماناً بالثورة، والشعب.. فيمكن ان يذهب الاشخاص، ولكن تبقى الإرادة موجودة طوعاً او كُرهاً، ما دام علي رأس الجميع شعب لم يغادر محراب ثورته بعد.

فأرجوا ان نفرق بين الشماتة في الموت، و جرد حساب شخصية عامة، حياً كان او ميتاً، لأن في الامر مصلحة عامة، لابد من المعرفة، ومراجعة المسيرة.

عندما نسقط الحق العام في الحساب، والحِسبة، فساعتها، فلنستدعي محاسنه التي لا تدخله الجنة إلا برحمة من ربه، فما نذكره لا يُغنيه شيئاً.

اتمنى صادقاً ان يكون رحيل وزير الدفاع آخر حائط مبكى وهمي اسقطناه، للننطلق، بالاهداف، والبرامج، وما تقتضيه ضرورات الحياة.

للراحل الرحمة، والمغفرة، ولأسرته الصبر ،والسلوان.

دمتم بلا كرونا..

خليل محمد سليمان