المصاب الثالث بالفايروس !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

المصاب الثالث بالفايروس !

قادم من إحدى الدول العربية يوم السبت الماضي قد تم فحصه في مطار الخرطوم .. وبمنتهى البلاهة قالوا النتيجة الأولية سلبية ويمكن للقادم أن يذهب لداره ,, ولكن عليه أن يأتي غداُ لمقابلة السلطات الصحية حتى يتم الكشف الطبي الدقيق !!! .. ثم جاء الغد ،، وجاء الغد بعد الغد !،، ثم جاء الغد بعد غد الغدد .. وهكذا مرت الأيام دون أن يهتم هؤلاء المسئولين الصحيين بمطار الخرطوم بأمر ذلك القادم .. ودون أن يهتم ويبالي ذلك القادم صاحب الشأن .. ثم فجأة ظهرت بوادر المرض بالكرونا في ذلك القادم ,, وبدأ يشتكي من الأعراض .. وعند مقابلته للسلطات الصحية أعلنت تلك السلطات بأن ذلك الشخص مصاب بفايروس الكرونا !!.. بالله عليكم أنظروا مدى التساهل ومدى التسويف في هؤلاء أبناء السودان .. ذلك التساهل وذلك التسويف الذي عرض حياة الملايين من أبناء السودان لخطر الكرونا !! .. وما زلنا نكرر القول مليون مرة أن حالات التساهل والتكاسل والتسويف هي التي تمثل السمة المعيبة في أبناء السودان منذ استقلال البلاد .. وهي تمثل الداء العضال في عدم تقدم السودان نحو الأمام !! .. والسؤال قبل كل شيئ هو : ( ما فائدة تلك الفحوصات الأولية بمطار الخرطوم ؟؟ ) .. وهي فحوصات تؤكد أن القائمين بأمرها يجب أن يكونوا من رعاة الأغنام وليسوا بالأطباء !! .. وحتى إذا تأكدت لهم أن ذلك القادم من الخارج لا تظهر عليه أية علامة من علامات الفايروس فكيف يطلبون منه أن يذهب لداره ثم يأتي غداُ للفحص الدقيق ؟؟؟ .. ومجرد القول بأن يأتي غداُ يؤكد أن الشك متوفر والاحتمالات بالإصابة واردة !! .. فكيف إذا صدقت تلك الشكوك وكان الشخص مصاباُ بأنه لن ينقل ذلك الوباء الخطير لداره ولأهله ؟؟ .. ولعمري فإن ذلك يعد من أغبى القرارات !! .. وبالله عليكم كيف يضمن هؤلاء الأغبياء بأن ذلك الشخص حين يذهب لداره ولو لساعة واحدة لن ينقل ذلك الوباء لأهل داره ومعارفه ؟؟

وتلك السلطات الصحية بالسودان يقول لها الشعب السوداني أن العبرة ليست في تلك القرارات التي تحاكي دول العالم في المراسيم .. ولكن العبرة في مسائلة كل من يتهاون بحياة الناس .. ولا بد أن يتواجد في الساحات السودانية حالياُ تلك العناصر البشرية التي تحرص كل الحرص .. وهنا ملاحظة هامة .. حيث يقال أن ذلك الشخص القادم من الخارج قد أبدى الحرص الشديد في التعاون مع الجهات الصحية .. وأتضح أنه أحرص على حياة الناس أكثر من حرص حكومة السودان ..حيث يقال أنه أعطى كافة المعلومات الضرورية للجهات الصحية ,, وذلك عن الأشخاص الذين قابلهم بعد العودة .. وكذلك أعطاهم كافة المعلومات عن الأماكن الذي تواجد فيها بعد العودة .

الشعب السوداني يتساءل : ما كان يضير هؤلاء المسئولين لو أنهم أوجدوا ذلك القادم من الخارج في مركز المراقبة الصحية لأسبوعين حتى يكتشفوا أنه مصاب أو غير مصاب ؟؟.. وهل يعقل في أية دولة من الدول أن يقال للقادم المشكوك في أمره : ( أذهب إلى داركم وتعال غداُ للفحص ؟؟؟ ) .. وفعلاُ هذه هي دولة المهازل .