1700 سوداني يموتون بصمت في الصحراء.. بقلم خليل محمد سليمان

1700 سوداني يموتون بصمت في الصحراء.. بقلم خليل محمد سليمان


03-25-2020, 06:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585155958&rn=0


Post: #1
Title: 1700 سوداني يموتون بصمت في الصحراء.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-25-2020, 06:05 PM

06:05 PM March, 25 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





خليل محمد سليمان

الكل تابع قضية السودانيين العالقين علي الحدود الشمالية مع مصر، ومعظمهم من النساء، والاطفال والمرضى من كبار السن.

كنت ممن يتابع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، والإعلام، ولكن تواصل معي عدد من العالقين، وسمعت من هول المعاناة، و ما يواجهه هؤلاء، جعلني في حالة صدمة.

معلوم ان غالبية زوار القاهرة هم من المرضى، غرضهم الإستشفاء، كما معلوم الحال المعيشي، والمادي لكل اهل السودان.

حسابات العلاج، والإقامة في مصر لا تحتمل يوم واحد خارج عن خطتك، وإلا ستجد نفسك، بين مطرقة التشرد، وسندان المرض.

1700 سوداني اغلبهم من النساء والمرضى، والاطفال يعيشون ظروف مأساوية، لا يمكن تصورها مهما شرحنا، او كتبنا.

العالقين هائمين علي وجوههم في الصحراء، علي بعد 125 كيلو من اسوان، منطقة السباعية، توجد بالمنطقة كافتيريا واحدة تبلغ مساحتها 100 متر مربع.

لا تكفي الفرد 600 جنيه لتناول وجبة واحدة، والجميع يعلم إستغلال البعض لهذه الظروف القاهرة، ودرجات الحرارة المتدنية لأقل من ثمانية درجات.

بمساعدة الحكومة المصرية تم إجلاء الحالات الحرجة في عدد واحد باص سعة 48 راكب إلي القاهرة.

وتقوم الحكومة المصرية بتوزيع بعض المعلبات والوجبات الجاهزة، ومياه الشرب، والبطاطين، علي العالقين، كواجب إنساني، يجب الوقوف عنده، بالشكر، والثناء.

غابت الحلول من جانب السفارة السودانية تماماً، وهي عاجزة حتي ان تتواصل مع العالقين، فمنهم من يصرخ بأنهم يريدون الدعم المعنوي، ان دولتهم تحس بما هم فيه، وتشاطرهم ولو بكلمة طيبة، وتُهدئ من روعهم، والكل يعلم الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.

للأسف يعمل طاقم السفارة بذات عقلية النظام البائد في الخسة، والندالة، والهروب من المسؤولية تجاه المواطنين، حيث حكى لي احد العائدين إلي القاهرة، بالباص الوحيد، انه عند وصولهم إلي ميدان الاوبرا، بوسط القاهرة، وجدوا طاقم السفارة ينتظرهم باربع عربات فارهة، وكامرات لتصوير المشهد، لخلق بطولة زائفة.

وقف في وجوههم من انهكتهم المعاناة، ونخر المرض اجسادهم، ومنعوهم من التصوير، ولقنوهم درس في الادب، والاخلاق.

يجب علي الحكومة وضع خطة بشكل عاجل لقضية هؤلاء العالقين، حتي تنجلي الازمة، وتُفتح الحدود.

حتي في عودتهم الي القاهرة، إن كان هو الحل، سيواجهون مصير من نوع آخر، حيث التشرُد، في شوارع القاهرة بلا مال او ماوى، ما لم يتم دعمهم بشكل مباشر، حتي إعادتهم الي ارض الوطن.

قضية اخلاقية يجب علي الجميع التضافر، والوقوف عندها حتي لا ننعي القيّم الإنسانية النبيلة، والتراحم بيننا.

خليل محمد سليمان