رحيل وزير الدفاع وهنالك أمراً مهماً يجب أن نقف عليه بقلم محمد عبدالله ابراهيم

رحيل وزير الدفاع وهنالك أمراً مهماً يجب أن نقف عليه بقلم محمد عبدالله ابراهيم


03-25-2020, 06:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585155909&rn=0


Post: #1
Title: رحيل وزير الدفاع وهنالك أمراً مهماً يجب أن نقف عليه بقلم محمد عبدالله ابراهيم
Author: محمد عبدالله ابراهيم
Date: 03-25-2020, 06:05 PM

06:05 PM March, 25 2020

سودانيز اون لاين
محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




شهيد الواجب والسلام ، كما عبر عنه القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في بيان نَعْية للفقيد الراحل الفريق اول ركن جمال الدين عمر وزير الدفاع السوداني، والذي وافته المَنِيَّة ملبياً نداء ربه في صباح اليوم الاربعاء الموافق 25 مارس 2020م بجوبا جنوب السودان أثر علة لم تمهله طويلا، والفريق اول ركن جمال الدين عمر ينتسب الى الدفعة 31 بالكلية الحربية السودانية، ويعتبر رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان من زملائه في الكلية، وحيث عمل الفقيد جمال في هيئة الاستخبارات العسكرية ثم عين رئيساً لها في مارس 2017م قبل ان يتم إعفاءه وتعينه اميناً عاماً لوزارة الدفاع، ولقد احيل الفقيد للمعاش بعد ان تمت ترقيته الى رتبة اللواء، وفي عام 2019م تمت إعادته للخدمة وترقيته الى رتبة الفريق اول وتعينه رئيساً للجنة الامن والدفاع بالمجلس العسكري بعد سقوط النظام ومن ثم تعينه وزيرا للدفاع في سبمتبر عام 2019م من قبل المكون العسكري بالمجلس السيادي في حكومة السودان الإنتقالية، وكان الفقيد منذ إنضمامه الى وفد الحكومة المفاوض في جوبا كان انساناً خلوقاً واضحاً صريح الحديث في كل جلسات التفاوض وملماً بالعديد من المعلومات التى تهدد الأمن القومي السوداني داخلياً وخارجياً، ويدرك جيداً خطورة تعدد الجيوش في البلاد، ولقد كان وفدنا المفاوض آخر من التقى به في جلسة تفاوض رسمية وكنا على بُعد نصف خطوة من الوصل لإتفاق نهائي في الترتيبات الأمنية، وأننا سوف نشهد للفريق اول ركن جمال الدين عمر أنه حتى اللحظات الأخيرة من حياته كان شريكاً صادقاً واضحاً من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في السودان، ولقد صرح ليلة أمس قبيل رحيله بأنه سوف يكون اتفاق الترتيبات الامنية نموزجاً في السودان لكل الجيوش في البلاد ولا سيما جيوش قوى الكفاح المسلحة.
وحول رحيل الفريق اول ركن جمال الدين عمر وزير الدفاع أمراً مهماً يجب ان نقف عليه، ولا سيما ان الرجل جاء لطَيِّ صفحات الحرب والموت فمات، وان الموت حق والحياة حق وان الله فعالاً لما يريد وهو يحيي ويميت، ولا يسعنا ان نقول إلا ما يرضي الله، والأمر المهم الذي يجب ان نقف عليه ويمثل الحقيقة المطلقة لا احد يستطيع ان يكذبها مهما عُلُـوّ شأنه او اكتسب مالاً او تحصل على سلطة، هو بأننا جميعاً راحلون وان بلادنا باقية ما بقية الحياة الدنيا، وجميعنا يعلم ذلك ولكن إن النفس لأمارةً، وعليه يجب ان نضع هذه الحقيقة أمام أعيننا، وان نجعل أعمالنا وأفعالنا خالصة لبلادنا وشعبها الذي يستحق ان يعيش في أمناً وكرامة حتى نصنع مجداً وذكرى يقلدها التاريخ، وبما ان الكوارث توحد الشعوب ولا سيما الكورونا، علينا ان نوحد أنفسنا ضد كارثة تركة ثلاثون عاما من حكم النظام البائد في بلادنا، وهذا لم يتحقق ما لم نترك خلافاتنا الذي لا يقودنا إلا نحو الفواجع، وان الاوطان لا تبنى بالتمني، لذلك علينا ان نتوحد ونرفع السواعد ونوحد الجهود نحو السلام والبناء، لتبقى بلادنا باقية في عزة وكرامة، لن تنال منها المطامع الحزبية والشخصية ولا سيما الخارجية إلا بقدر ما ينال الرياح المعلول من قمم الجبال.

ألا رحمة الله الفقيد بقدر ما قدم لوطنه ونسأل الله ان يلزم أهله واصدقائه الصبر وحسن العزاء.

محمد عبدالله ابراهيم
الاربعاء 25 مارس 2020م - جوبا.
[email protected]