Post: #1
Title: اساطير هجرة الشعوب وخلط الاعراب بالعرب بقلم Tarig Anter
Author: Tarig Anter
Date: 03-25-2020, 04:15 PM
04:15 PM March, 25 2020 سودانيز اون لاين
Tarig Anter-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
الشعوب لا تهاجر كالطيور ولا يوجد اصل واحد للانسان ومنه ظهرت كل الامم. هذه ليست سوي اساطير استعمارية بدوية ساذجة يروج لهم بواسطة غزاة ومدعون ومتسربلون بالدين المزور واكاديمية فاسدة
الشعوب انبتهم الخالق من تراب اوطانهم وسيظلوا الفئة الغالبة الي قيام الساعة. وغزو واستعمار عصابات من شرق اسيا لا يعني تغيير المكون العرقي وهجرة شعوب. لذلك من المؤكد ان سكان صحاري شمال الجزيرة العربية والشام ليسوا عرب بل هم عموريون. وعصابات العموريون غزوت وقهروت العرب في موطنهم المحصور في غرب وجنوب الجزيرة العربية.
واصبحت عصابات العموريون بقيادة فرسان من شرق اسيا تسمي اعراب في الجنوب واراميين في الشمال وكيشيين بابليين في الشرق وهكسوس في الغرب. وبذلك الانتشار والفوضي والتضليل صار الناس يخلطوا بين الاعراب والعرب وكذلك بين الاراميين والسريان. وسكان الهلال الخصيب الغير صحراويين لم يكونوا اعراب عموريين ابدا وبالتاكيد ليست لهم اي علاقة بالعرب الذين موطنهم في غرب وجنوب الجزيرة العربية فقط
كما ان اصالة كمت ليست موضع تشكيك وادعاءات عروبة شعوب شمال افريقيا لا اساس لها من الصحة. والاصح تسمية جامعة الدول العربية بجامعة الدول الاعرابية. والكمتيين وكل الشعوب الاصيلة ليسوا مهاجريين واصالة كمت هي اكبر دليل علي ان الشعوب لا تهاجر كالطيور وان الشعوب ينبتها الله من تراب ارضهم تماما كالنباتات ولا تاتي من الخارج
يجب التوقف عن الترويج المقصود والغير مقصود لنظرية هجرات الشعوب والتاكيد علي انهم اساطير استعمارية بدوية لا اساس لهم. عصابات الحكام المحتلون كالهكسوس والكوشيين والليبيين والفرس والرومان والمماليك والعثمانيين والترك هم عصابات قليلة العدد ولا يحدثوا اي تغيير عرقي وراثي في اي شعب باي قدر فهم مثل نقاط في بحر
وبحسب قوة وعراقة وتماسك اي حضارة عظيمة كالكمتية والكرمية والسومرية والاشورية فان الغزاة يعتبروا قلة ضئيلة مهما بلغ عددهم ويتم هضمهم واستيعابهم ودمجهم في نسيج الامة العرقي والثقافي والحضاري
بعض الحكام الكمتيين خاصة بعد النصف الثاني من الاسرة 18 كانوا من اصول هكسوسية وما نتج منهم من فئات مسيطرة وخاصة منذ اخناتون واسرته. التاثير الاجنبي علي الحكم سقط في فترات الاسر 20 و24 و26 و28 وبعد ذلك تواصل بلا انقطاع حتي ثورة 1952
ولكن بالرغم من سقوط كمت في قبضة حكام اجانب محتلين لحوالي 2400 عام متصلة وقبلها 300 عام متفرقة الا ان الكمتيين ظلوا محتفظين باصالتهم العرقية والحضارية بالرغم من التخريب والتشويه العميق لهويتهم ووجدانهم. والعلاج والشفاء من هذا التخريب يتم طبيعيا وتلقائيا مع تزايد الوعي بالتاريخ والحضارة الكمتية
وحتي الجنود الاغريق الذين وفدوا واستوطنوا كمت للدفاع عنها منذ هجمات العموريين الاعراب واليهود الهكسوس فقد خدموا واحبوا كمت باخلاص. واصبح الاغريق مواطنيين كمتيين بكل معني الكلمة بالرغم من اصولهم وملامحهم الاوروبية بعكس الرومان والفرس واليهود والاعراب العموريين الذين انتجهم الهكسوس
واصالة قوميات كرمة وكل جنوب وادي النيل ودارفور وبلاد بونت ونييال يستحيل لمجموعات رقيق الفولاني السودان من غرب افريقيا وسادتهم الهكسوس والبيضان ان تحدث فيهم اي تغييرات عرقية مؤثرة بخلاف اثار طفيفة. ولكن انظمة الرق والغزو والنهب والمؤسسات التجارية الاستغلالية الاستعمارية المصاحبة لغزو مجموعات الرق هي التي تحدث تشويه وتخريب عميق يصل الي حد التدمير في هويات القوميات والشعوب التي ليس لهم ارث حضاري قوي وتاريخ عميق.
ان فرية وجود اشكالات وازمات هوية وانتماء واصل يتم تضخيمهم وسؤ استخدامهم من قبل الفئات المستفيدة والفئات المهددة والفئات الجاهلة لحقائق تاريخ الاوضاع المختلة الفاسدة. ولكن بقليل من الوعي والادراك والبحث النزيه سيتم اكتشاف ان الازمة الوحيدة التي تواجه شعوب المنطقة من سريان وعرب وكمتيين وفي جنوب وادي النيل ودارفور وبلاد بونت لا تعدو سوي ازمة معرفة حقيقة للتاريخ وانتشار اساطير مضللة بواسطة غزاة ومدعون ومتسربلون بالدين المزور واكاديمية فاسدة
|
|