وزراء ووزيرات يماثلون الروبوت في الأداء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

وزراء ووزيرات يماثلون الروبوت في الأداء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


03-24-2020, 09:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585037175&rn=0


Post: #1
Title: وزراء ووزيرات يماثلون الروبوت في الأداء !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-24-2020, 09:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

وزراء ووزيرات يماثلون الروبوت في الأداء !!

الأحوال في الأداء عادية بذلك القدر الذي ينفي علامات الثورة والانتفاضة بالبلاد .. وهؤلاء الوزراء في حكومة الدكتور عبد الله حمدوك يمارسون نفس الروتين المعهود لدى كافة موظفي الدولة !.. وهو ذلك الأداء المعهود في الحكومات المدنية منذ استقلال البلاد .. حيث ذلك الذهاب والإياب بنفس المنوال والوتيرة .. مثلهم ومثل الآخرين من العاملين في الدولة .. يحرصون على الدوام في أوقاته ثم يعودون للديار بعد الانتهاء !. ويجهل هؤلاء الوزراء والوزيرات أن رسالتهم بعد الثورة والانتفاضة أكبر من ذلك الذهاب والإياب في الفارغة .. وهي رسالة تعني القوة والحزم والعزيمة في الأداء ,, وتعني تحقيق طموحات أمة تريد أن تبدل الأحوال في البلاد رأساُ على عقب !.. وهي تلك الأمة التي تريد أن تخلق ( سودان الغد ) .. ذلك السودان المشرق الذي لا يطابق القديم !.. ولم تكن تلك التضحيات الجسيمة في الأرواح والدماء من أجل تلك الأعمال الروتينية اليومية العادية .. بل كانت تلك التضحيات من أجل تبديل الصورة السائدة في البلاد منذ الاستقلال .. وعليه كان الافتراض في أداء هؤلاء الوزراء والوزيرات أن يكونوا فوق تلك المستويات وفوق تلك المعدلات العادية المعهودة !!.. والمعروف لدى الناس أجمع أن تلك المهام العادية يمكن أن يقوم بها أي موظف من موظفي الدولة .. وهي مهام لا تحتاج إطلاقاُ لتلك الثورة والانتفاضة والتضحيات الجسيمة في الأرواح والدماء !.. وهؤلاء الوزراء والوزيرات يمارسون تلك الوظائف المهنية بمنتهى التساهل والعفوية .. ومحصلات الأداء لهؤلاء الوزراء والوزيرات باهتة وغير مقرونة بطموحات الثورة والثوار .. والشعب السوداني يريد منهم مواقف ثورية عارمة غير تلك المواقف الحالية الواهية !.. كما يريد منهم أن يتصفوا بصفات الهمم العالية والعزائم القوية التي تواكب طموحات ذلك الشباب الثائر .. وهي تلك الطموحات التي تزلزل الأرض تحت الأقدام .. ويقول الشعب السوداني بالصوت العالي الواضح : ( أن تواجد هؤلاء الوزراء في هذا الوقت بعد الثورة والانتفاضة ليس كتواجد الوزراء في أي وقت من الأوقات ! ).. فهؤلاء عليهم واجبات كبيرة للغاية ,, وهي واجبات فوق تلك المعدلات العادية المعهودة .. حيث لابد من إحداث غربلة عنيفة وشديدة في البلاد .. وذلك بالقدر الذي يصحح كافة الأوضاع في كافة المسارات .. كما أن عليهم واجبات التغيير والتبديل في أحوال وظروف الشعب السوداني .. تلك الأحوال والظروف التي تعني الغلاء والبلاء والصفوف والأسقام .. فيجب على هؤلاء الوزراء والوزيرات أن يعالجوا تلك الأزمات الحادة فوراُ ودون تسويف .. وأن يؤكدوا تواجدهم في الساحات وفي الميادين برفقة الشعب .. ولا يهم الشعب السوداني كثيراُ ذهابهم وإيابهم لأداء تلك الأعمال الروتينية اليومية العادية .. فتلك الأعمال الروتينية يستطيع أن يقوم بها ( وكلاء الوزراء ) نيابة عن الوزراء .. بل أكثر جدارة من هؤلاء الوزراء !!.. والصيحات الحالية من الشعب السوداني كلها تندد بتلك الصورة الباهتة لأداء هؤلاء الوزراء والوزيرات .. وهي صورة تجسد وتكرر تلك العادة المعهودة والموروثة في أبناء السودان منذ استقلال البلاد .. حيث تلك الممارسات العفوية السمجة التي تلازم الحكومات ( المدنية ) دون تلك الحكومات ( العسكرية ) .. وتلك مقولة نقولها بمنتهى الجرأة والشجاعة دون خوف أو وجل من أحد لأنها تمثل الحقيقة .

لقد عجز هؤلاء الوزراء والوزيرات عن مواكبة تطلعات الأمة السودانية بنفس الحماس والقوة التي فرضت تلك التضحيات الجسيمة في الأنفس والأرواح .. حيث واجه الشعب السوداني تلك التحديات العارمة عندما لزمت الضرورة .. وهي تلك الضرورة التي أجبرت الأمة أن تفتح صدورها العارية لتلقي تلك الرصاصات الغادرة !.. فإذا بهؤلاء الوزراء والوزيرات يقتلون تلك الثورة العارمة في مهدها !.. وذلك بالتساهل والتسويف وبالممارسات الباهتة المتكاسلة التي لا تليق بقوة الانتفاضة والثورة !.. وتلك هي الصورة المعهودة في أبناء السودان .. حيث تلك العادة المشوبة بالبرود والخمول والروتين الممل .. وفي هذه الأيام يجري على الشعب السوداني ذلك المثل البلدي الذي يقول : ( لقد عادت حليمة لعادتها القديمة ! ) .

تلك التجارب منذ ستين عاماُ قد أثبتت للشعب السوداني أن الفرق شاسع جداُ في الأداء بين ذلك المسئول السوداني ( المدني ) وبين ذلك المسئول السوداني ( العسكري ) .. ولا نقول ذلك القول للمفاضلة أو حباُ في حكم العساكر .. ولكن تلك هي المحصلة لتجارب الماضي التي تمنعنا من التهرب من قول الحقيقة .. فهؤلاء العساكر في حال التواجد يملكون تلك الشجاعة الفائقة في اتخاذ القرارات والتنفيذ .. وذلك بغض النظر عن صواب أو عدم صواب تلك القرارات أو التنفيذ .. ولكن يكفي فقط أنهم يفعلون ذلك بمنتهى الجرأة والشجاعة .. كم وكم أقاموا من تلك البنيان والعمران في البلاد ،، ثم كم وكم أقالوا وأزالوا من تلك البنيان والعمران في البلاد !!.. كم وكم أوجدوا من تلك الأسواق والمواقف ،، وفي نفس الوقت كم وكم قتلوا وأزالوا من تلك الأسواق والمواقف .. كم وكم أقاموا من تلك الخطط الإسكانية في البلاد ،، ثم كم وكم هدموا وأزالوا من تلك البيوت العشوائية في البلاد !!.. كم وكم اتخذوا من تلك القرارات الصائبة .. وفي نفس الوقت كم وكم اتخذوا من تلك القرارات الخاطئة !! .. والمحصلة في نهاية المطاف أن هؤلاء ( العساكر ) يملكون الجرأة والشجاعة في اتخاذ الخطوات والقرارات والتنفيذ .. ولا يخافون لومه لائم ولا يترددون حين يزمعون .. أما تلك الحكومات ( المدنية ) منذ استقلال البلاد فقد عودت الشعب السوداني بأنها لا تضر ولا تنفع عند قيادة البلاد !! .. لا تقدم ولا تؤخر في المجريات .. ولا تبدل ولا تؤخر في الأحوال .. مجرد مسميات للحكومات .. فهي كعادتها تترك الأحوال في أيدي هؤلاء الموظفين ( المدنيين ) الذين لا يجيدون في الحياة إلا تلك الأعمال اليومية الروتينية !! .. وكعادتها تهدر سنوات حكمها في تلك المماطلات والتسويف والمساجلات الفارغة .. تلك الأعمال الروتينية المملة التي لا تتقدم بالبلاد نحو الأمام قيد أنملة .