الجيــــش الســـــــوداني تحــــت المجهــــــــــــر ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد

الجيــــش الســـــــوداني تحــــت المجهــــــــــــر ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد


03-23-2020, 08:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584946956&rn=0


Post: #1
Title: الجيــــش الســـــــوداني تحــــت المجهــــــــــــر ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد احمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-23-2020, 08:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

الجيــــش الســـــــوداني تحــــت المجهــــــــــــر ؟؟

عادة عناصر الجيوش في بلاد العالم تنتمي لوحدة موحدة تعني قمة التكاتف والوفاق .. فهي تخلص وتدافع عن ذلك الجهاز العسكري بشدة وبطريقة متطرفة .. ومن النادر جداُ أن ترتبط تلك العناصر بالاتجاهات السياسية في تلك البلاد .. أما عناصر ومكونات الجيش السوداني ( في الماضي وفي الحاضر ) فليست بتلك الصماء الموحدة في بوتقة الجهاز .. والحديث هنا ليس عن هؤلاء الأبناء الجنود الأشاوس في الجيش السوداني .. ولكن الحديث هنا عن هؤلاء الضباط الكبار والقيادات .. فالسمة السائدة في تلك العناصر تعيبها الانتماءات السياسية في أغلب الأحيان .. وهي تلك الانتماءات التي تفرضها الظروف السياسية في البلاد من وقت لآخر !.. والأغرب في أحوال الجيش السوداني أنه لم يكن في يوم من الأيام بذلك الحازم الجازم الذي يمنع التدخلات السياسية وغير السياسية في شئونها الخاصة .. ولكن في الكثير من الأحيان تمكنت الأحزاب السودانية أن تتوغل في عمق الجيش السوداني ،، وأن تزرع عناصرها داخل ذلك الجهاز العسكري الهام والحساس !.. بل أكثر من ذلك فإن تلك الأحزاب قد استطاعت أن تمرر أجنداتها وتحكم البلاد عن طريق الجيش السوداني .. ومع مرور الأزمان أصبح من العسير ومن النادر جداُ أن ينفرد الجيش السوداني بخصوصياته المهنية .. وبالتالي أعتاد الشعب السوداني أن يربط الجيش بالسياسة وأن يقول : ( هؤلاء الضباط ينتمون للحزب الفلاني .. وهؤلاء الضباط ينتمون للحزب الفلاني !! ) .. وتلك الصفة الانتمائية تسري على هؤلاء الضباط والقادة الذين كانوا في الجيش السوداني في يوم من الأيام .. وكذلك تسرى على هؤلاء الضباط الكبار الذين ( مازالوا ) على رأس الخدمة الآن .. وبطريقة عفوية يردد الشعب السوداني عبارة : ( هؤلاء الضباط الذين كانوا في زمرة وجماعة عبد الله بك خليل ،، وهؤلاء الضباط الذين كانوا في عصابة وجماعة الفريق عبود .. وهؤلاء الضباط الذين كانوا في عصابة وجماعة الفريق جعفر النميري ،، وهؤلاء الضباط الذين كانوا في زمرة وعصابة وسدنة الفريق عمر البشير ! ) .. وتلك المراحل العسكرية كلها كانت تنفذ توجهات حزب من الأحزاب السودانية .. ونتاج تلك التجارب ( الحزبية العسكرية ) أفرزت تلك الأجيال التي تجيد الولاء لجهة من الجهات السياسية .. وأفراد كل جيل من هؤلاء الضباط والعساكر يمدح ويمجد عصره وأيامه .. وكذلك يوجد بين أفراد الشعب السوداني من يفضل ويمجد تلك العهود العسكرية ويمدح عصراُ دون عصر .. فهنالك من يمدح مطلقاُ أيام الفريق عبود ولا يرى أفضل من ذلك العهد في تاريخ السودان .. وهنالك من يمدح أيام الفريق جعفر النميري ولا يرى عهداُ أفضل وأحسن من أيام ذلك الفريق جعفر النميري .. وهنالك من يمدح أيام الإنقاذ البائد ولا يرى أن عهداٌ قد مر بالسودان أفضل من عهد ذلك الإنقاذ البائد .. وتلك هي سنة الأمزجة في بني البشر .. والجاهل هو من يستنكر تلك الأمزجة ويستنكر تلك السنن الفطرية .

ثم نعود لسيرة العناصر في الجيش السوداني .. فتلك العناصر تعودت أن تأخذ دورتها بالقدر الذي يكفي طموحاتها .. وتعيش سنوات عمرها في سعادة وهناء ثم ترحل بفعل تلك الانتفاضات والثورات .. لتبدأ لعبة الكراسي من قبل الأحزاب السودانية من جديد .. ثم تلك المرحلة الجديدة في مسار الجيش السوداني .. فيأتي أصحاب الدور ليحتلوا عرش القيادات .. ثم يمارسون نفس الطقوس المعهودة !! .. حيث إنشاء تلك الخلايا التي توالي وتساند بإيعاز من الأحزاب السودانية !.. وهي تلك الخلايا التي تعد وتجهز للمرحلة المقبلة .. وذلك بالقدر الذي يمثل الدرع الواقي في مستقبل الأيام .. وفي نفس الوقت لا بد من التخلص من بقايا تلك العناصر القديمة المشكوك في ولائها .

وعليه فإن الفاحص المتعمق الناظر في أحوال الجيش السوداني منذ استقلال البلاد يجد أن تلك العناصر التي تمثل خلايا الجيش السوداني لا تشترك في صفات الولاء للجيش بقدر ما هي تشترك في خنادق الولاء لجهة من الجهات السياسية .. وتلك صورة لا تشرف إطلاقاُ الجيش السوداني بالمجمل ., أما نظرة الشعب السوداني لذلك الجهاز العسكري الهام فهي نظرة مشوبة بالجهل .. وهي نظرة لا تعيب الشعب لقلة الخبرة والمعرفة بمهام الجيوش الأساسية !.. ومن المضحك المبكي في الأمر أن البعض من هؤلاء الناس البلهاء السذج يشتكي من تلك النواحي العرقية الضحلة ليزعم أن هنالك عنصرية بين أفراد الجيش السوداني من حيث الألوان والأجناس ولا يشتكي ذلك الضحل البليد من تلك التدخلات السياسية السافرة التي تهتك عرض الجيش السوداني من وقت لآخر !.. وهي تلك التدخلات السياسية التي تحدث الانقلابات العسكرية في البلاد من وقت لآخر وتؤخر تقدم السودان للأمام .. وتلك البلاهة في الناس هي التي تفرض أن يتواجد في قمة ذلك الجهاز العسكري فئات مثقفة من كافة أبناء السودان بغض النظر عن الألوان والأجناس .. وذلك بالقدر الذي يوجد تلك القيادات العسكرية المستقلة فكراُ والبعيدة عن الأفكار والتوجهات السياسية .